موقع شاهد فور

أهمية طلب العلم

June 29, 2024

‏ وما من ذرة في السموات والأرض إلا ولها أنواع شاهدات لله تعالى بالوحدانية هي توحيدها وأنواع شاهدات لصانعها بالتقدس هي تسبيحها ولكن لا يفقهون تسبيحها - لأنهم لم يسافروا من مضيق سمع الظاهر إلى فضاء سمع الباطن ومن ركاكة لسان المقال إلى فصاحة لسان الحال - ولو قدر كل عاجز على مثل هذا السير لما كان سليمان عليه السلام مختصا بفهم منطق الطير ولما كان موسى عليه السلام مختصا بسماع كلام الله تعالى الذي يجب تقديسه عن مشابهة الحروف والأصوات‏. ‏ ومن يسافر ليستقرئ هذه الشهادات من الأسطر المكتوبة بالخطوط الإلهية على صفحات الجمادات لم يطل سفره بالبدن بل يستقر في موضع ويفرغ قلبه للتمتع بسماع نغمات التسبيحات من آحاد الذرات فماله وللتردد في الفلوات وله غنية في ملكوت السموات فالشمس والقمر والنجوم بأمره مسخرات‏. ‏ وهي إلى أبصار ذوى البصائر مسافرات في الشهر والسنة مرات بل هي دائبة في الحركة على توالى الأوقات‏. أهمية طلب العلم. ‏ فمن الغرائب أن يدأب في الطواف بآحاد المساجد من أمرت الكعبة أن تطوف به ومن الغرائب أن يطوف في أكناف الأرض من يطوف به أقطار السماء‏. ‏ ثم مادام المسافر مفتقرا إلى أن يبصر عالم الملك والشهادة بالبصر الظاهر فهو بعد في المنزل الأول من منازل السائرين إلى الله والمسافرين إلى حضرته وكأنه معتكف على باب الوطن لم يفض به المسير إلى متسع الفضاء ولا سبب لطول المقام في هذا المنزل إلا الجبن والقصور‏.

  1. أهمية طلب العلم
  2. أهمية طلب العلم الشرعي
  3. مِن أسباب أهمية طلب العلم الشرعي

أهمية طلب العلم

أهمية السفر لطلب العلم أبو حامد الغزالي السفر لطلب العلم إما واجب وإما نفل وذلك بحسب كون العلم واجبا أو نفلا‏. ‏ وذلك العلم إما علم بأمور دينه أو بأخلاقه في نفسه أو بآيات الله في أرضه‏. ‏ وقد قال عليه السلام ‏"‏ من خرج من بيته في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع ‏"‏ وفي خبر آخر ‏"‏ من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة ‏"‏ وكان سعيد ابن المسيب يسافر الأيام في طلب الحديث الواحد‏. ‏ وقال الشعبى‏:‏ لو سافر رجل من الشام إلى أقصى اليمن في كلمه تدله على هدى أو ترده عن ردى ما كان سفره ضائعا‏. مِن أسباب أهمية طلب العلم الشرعي. ‏ ورحل جابر بن عبد الله من المدينة إلى مصر مع عشرة من الصحابة فساروا شهرا في حديث بلغهم عن عبد الله أنيس الأنصاري يحدث به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى سمعوه وكل مذكور في العلم محصل له - من زمان الصحابة إلى زماننا هذا - لم يحصل العلم إلا بالسفر وسافر لأجله وأما علمه بنفسه وأخلاقه فذلك أيضا منهم فإن طريق الآخرة لا يمكن سلوكها إلا بتحسين الخلق وتهذيبه‏:‏ ومن لا يطلع على أسرار باطنه وخبائث صفاته لا يقدر على تطهير القلب منها‏. ‏ وإنما السفر هو الذي يسفر عن أخلاق الرجال وبه يخرج الله الخبء في السموات والأرض وإنما سمى السفر سفرا لأنه يسفر عن الأخلاق‏:‏ ولذلك قال عمر رضى الله عنه للذي زكى عنده بعض الشهود‏:‏ هل صحبته في السفر الذي يستدل به على مكارم أخلاقه‏:‏ لا فقال‏:‏ ما أراك تعرفه وكان بشر يقول‏:‏ يا معشر القراء سيحوا تطيبوا فإن الماء إذا ساح طاب وإذا طال مقامه في موضع تغير‏.

وكم نقرأ في الأحاديث والأوامر والإرشادات النبويّة الكريمة، الحث والالتزام بطلب العلم، منها قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): «طلب العلم فريضة على كلّ مسلم». ومنها: «إنّ الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم». وأيضاً: «مَن سلك سبيلاً يطلب به علماً، سلك الله به سبيلاً إلى الجنّة». وفي مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) الفكرية، شقّ الإمام الصادق (عليه السلام) العلوم بفكره الثاقب وبصره الدقيق، حتى ملأ الدنيا بعلومه، وهو القائل: «سلوني قبل أن تفقدوني فإنّه لا يحدّثكم أحد بعدي بمثل حديثي». ولم يقل أحد هذه الكلمة سوى جده الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام). أهمية طلب العلم للمرأة المسلمة - aMuslima. وأدلى (عليه السلام) بحديث أعرب فيه عن سعة علومه فقال: «والله إني لأعلم كتاب الله من أوله إلى آخره كأنّه في كفي، فيه خبر السماء وخبر الأرض، وخبر ما كان، وخبر ما هو كائن، قال الله عزّ وجلّ: (فيه تبيان كلّ شيء)». وقد كان من مظاهر سعة علمه أنّه قد ارتوى من بحر علومه أربعة آلاف طالب وقد أشاعوا العلم والثقافة في جميع الحواضر الإسلامية ونشروا معالم الدين وأحكام الشريعة. من تلك وأمثالها من البيانات والممارسة، نكتشف أهمية العلم، وطلبه في الإسلام، ويتضح لنا الاهتمام بعلوم الحياة، كالطب والهندسة والفيزياء والزراعة والكيمياء، ومختلف المهن والصناعات، إذا عرفنا أنّ الشريعة الإسلامية اعتبرت تلك العلوم والصناعات والمهن، من الواجبات الكفائية، أي يجب توفيرها بقدر الكفاية، نعرف أهمية العلم، وهدف الإسلام العملي من تحصيل العلوم.

أهمية طلب العلم الشرعي

وعنه صلى الله صلى الله عليه وسلم: أنه قال: " إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرض حتى النملة في حجرها وحتى الحوت ليصلون على معلمي الناس الخير " فيكفي فضلا وكرما وشرفا لك يا طالبة العلم أن ييسر الله لك طريقا إلى جنته التي هي أمنية الصالحين ومأوى أفئدة المؤمنين، بطريقك الذي تشقينه في طلب العلم. وتكوني بذلك قد نلت صلاة من الله وملائكته وأهل السماوات والأرض. ومن الآثار الواردة في ذلك عن السلف: قول معاذ رضي الله عنه: تعلموا العلم، فإن تعلمه لله خشية، وطلبه عبادة، ومذاكرته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وتعليمه من لا يعلمه صدقة، وبذله لأهله قربة. وإن من الآثار الحميدة التي تعود على طالبة العلم خشية الله فهي من أسباب الثبات على الدين وتكون في عبادة وجهاد لله طالما أنها في سبيل العلم لاسيما إذا كانت مخلصة نيتها بذلك لوجه الله. وقال الشافعي: طلب العلم أفضل من النافلة. وقال القرطبي: طلب العلم فضيلة عظيمة، ومرتبة شريفة لايوازيها عمل. أهمية طلب العلم الشرعي. وفي هذا الفضل أقوال وموقف تشحذ همة الراغب، وتثير حماس المتميز النجيب. لذة العلم تحدث صاحب ( أبجد العلوم) عن لذة العلم فقال: اعلم أن شرف الشيء إما لذاته أو لغيره، والعلم حائز الشريفين جميعا لأنه لذيذ في نفسه فيطلب لذاته، لذيذ لغيره فيطلب لأجله.

كما قال تعالى في سورة الزمر: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُو الْأَلْبَابِ) [10]. طلب العلم الشرعي دليلٌ على خيريّةِ العبدِ، وأنّ الله قد اصطفاه بأن يسّر له طلب العلم؛ خصوصاً علم الفقه وسائر العلوم الشرعية الأخرى على وجه الخصوص، فقد ثبت عن النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنّه قال: (مَن يُرِدِ اللهُ به خيرًا يُفقِّهْه في الدِّينِ).

مِن أسباب أهمية طلب العلم الشرعي

‏ وقد سأل سليمان عليه السلام ربه عز وجل‏:‏ أن من قصد هذا المسجد لايعنيه إلا الصلاة فيه أن لا تصرف نظرك عنه ما دام مقيماً فيه حتى يخرج منه وأن تخرجه من ذنوبه كيوم ولدته أمه فأعطاه اللّه ذلك‏. ‏

‏ ولذلك قال بعض أرباب القلوب‏:‏ إن الناس ليقولون افتحوا أعينكم حتى تبصروا وأنا أقول‏:‏ غمضوا أعينكم حتى تبصروا وكل واحد من القولين حق إلا أن الأول خبر عن المنزل الأول القريب من الوطن والثاني خبر عما بعده من المنازل البعيدة عن الوطن التي لا يطؤها إلا مخاطر بنفسه والمجاوز إليها ربما يتيه فيها سنين وربما يأخذه التوفيق بيده فيرشده الى سواء السبيل والهالكون في التيه هم الأكثرون من ركاب هذه الطريق ولكن السائحون بنور التوفيق فازوا بالنعيم والملك المقيم وهم الذين سبقت لهم من اللّه الحسنى واعتبر هذا الملك بملك الدنيا فإنه يقل بالإضافة الى كثرة الخلق طلابه ومهما عظم المطلوب قل المساعد‏. أهمية طلب العلم وتحصيله. ‏ ثم الذي يهلك أكثر من الذي يملك‏. ‏ ولا يتصدى لطلب الملك العاجز الجبان لعظيم الخطر وطول التعب‏:‏ وإذا كانت النفوس كباراً تعبت في مرادها الأجسام وما أودع اللّه العز والملك في الدين والدنيا إلا في حين الخطر‏. ‏ وقد يسمى الجبان الجبن والقصور باسم الحزم و الحذر كما قيل‏:‏ ترى الجبناء أن الجبن حزم وتلك خديعة الطبع اللئيم فهذا حكم السفر الظاهر إذا أريد به السفر الباطن بمطالعة آيات اللّه في الأرض‏. ‏ فلنرجع الى الغرض الذي كنا نقصده ولنبين القسم الثاني‏:‏ وهو أن يسافر لأجل العبادة إما لحج أو جهاد وقد ذكرنا فضل ذلك وآدابه وأعماله الظاهرة والباطنة في كتاب أسرار الحج ويدخل في جملته زيارة قبور الأنبياء عليهم السلام وزيارة قبور الصحابة والتابعين وسائر العلماء والأولياء وكل من يتبرك بمشاهدته في حياته يتبرك بزيارته بعد وفاته‏.

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]