موقع شاهد فور

كل داء له دواء

June 30, 2024
من روائع الأمثال الإنجليزية الشهيرة ، المثّل القائل: There is a remedy for all things but death ، ومعنى المثّل باللغة العربية هو: لكل داء دواء إلا الموت. شرح المثّل: والمعنى المقصود من المثّل هو أن ما من داء ، إلا له دواء إلا الموت ، فلا يستطيع الإنسان بكل ما أوتيّ من قوة وعلم ، أن يدفعه أو يؤخره. كل داء له دواء. مرادفات للمثّل الإنجليزي الشهير من ديننا الاسلامي: ونجد في ديننا الإسلامي الحنيف ، حديث شريف مرادف لهذا المثل الإنجليزي ، وهو الحديث الشريف القائل: قال رسول الله صلّ الله عليه وسلم (إن الله لم ينزل داء أو لم يخلق داء ، إلا أنزل أو خلق له دواء علمه من علمه ، وجهله من جهله ، إلا السّامُ) قالوا: يا رسول الله وما السّامُ ؟ قال: الموت. كما قال تعالى في كتابه الكريم: { وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ ۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ} صدق الله العظيم ، ونلاحظ من الحديث النبوي الشريف ، ومن الآية القرآنية الكريمة ، أن الموت هو الداء الوحيد الذي لا يستطيع الانسان التصدي له أبدًا ، وهو معنى مرادف للمثّل الانجليزي تمامًا. مرادفات للمثّل في تراثنا العربي الأصيل: وأيضًا في قصيدة شعرية ، لأبي ذؤيب خويلد بن خالد الهذلي ، وهو شاعر مخضرم أدرك الجاهلية والإسلام ، بيت مذكور مرادف لهذا المثّل الانجليزي ، وهو البيت الشعري القائل: وإذا أنشبت أظفارها.. ألفيت كل تميمة لا تنفع ، والتميمة هي كل ما علق لدفع شر متوقع حدوثه مثل المرض أو الحسد ، وكان أهل الجاهلية يعلقون الخرزات والعظام على أولادهم ، لدفع الشر عنهم ، وقد نهى رسول الله عنها.

كل داء له دواء إلا الــحقـــــد والـــحــــســــد !!!! | ساهر الطائف

وعلي هذا، فالحديث باق على عمومه، ليس مخصوصا و لا معارضا بحديث اسامة ، والامر بالتداوى مطلوب فكل حال ممكنة ﴿ فاذا جاء اجلهم لا يستاخرون ساعة و لا يستقدمون ﴾ [الاعراف: 34]. (ب و هل الحديث بما دل عليه من مشروعية التداوي: جوازا او استحبابا او و جوبا – معارض بحديث السبعين الفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب، وقد و صفهم النبى صلى الله عليه و سلم بانهم (لا يسترقون و لا يتطيرون و لا يكتوون، وعلي ربهم يتوكلون))؛ رواة الشيخان و غيرهما عن ابن عباس ففى ذلك الحديث الصحيح وصف هؤلاء المتوكلين بانهم لا يطلبون الرقية و لا يتداوون بالكي، وقد قدمنا ان الاخذ فاسباب الشفاء لا يمنع من التوكل، بل هو من جملته. كل داء له دواء الا الحماقه. وقد اجيب عن ذلك التعارض بجملة اجوبة منها: ان التوكل درجات بعضها فوق بعض، وهؤلاء السبعون الفا بلغوا الغاية فالتوكل، وان التداوى و الاخذ فالاسباب لمن دونهم من المتوكلين، وفى ذلك الجواب ضعف؛ لان سيد المتوكلين صلوات الله و سلامة عليه تداوي و امر بالتداوي، ورقي نفسة و رقاة جبريل، وامر بالرقي الماذون فيها، وظاهر ان هذا كله على سبيل الاستحباب، لا لبيان الجواز فقط كما قيل. ومنها: ان هؤلاء المتوكلين لا يسترقون برقي الجاهلية ، ولا يكتوون معتقدين ان للكي تاثيرا بذاته، وهذا الجواب اضعف من سابقه؛ لان من رقي او استرقي برقي الجاهلية ليس من المتوكلين اصلا، وايضا من اعتقد ان للكي او للدواء تاثيرا بذاته، فهو ضعيف الايمان، ويخشي عليه الزلل، فما ابعدة عن التوكل و المتوكلين السبعين ومن القواعد الشرعية ان المزية لا تقتضى الافضلية ، فاذا امتاز هؤلاء السبعون الفا بهذه الفضيلة ، ففى الامة المحمدية ممن لم يتميز فيها من هم اروع منهم فالجملة ، ولهذا شواهد عديدة لا تحصى[4].

وقيل: العسل فيه شفاء ، وهذا القول بين أيضا; لأن أكثر الأشربة والمعجونات التي يتعالج بها أصلها من العسل. قال القاضي أبو بكر بن العربي: من قال إنه القرآن بعيد ما أراه يصح عنهم ، ولو صح نقلا لم يصح عقلا; فإن مساق الكلام كله للعسل ، ليس للقرآن فيه ذكر. قال ابن عطية: وذهب قوم من أهل الجهالة إلى أن هذه الآية يراد بها أهل البيت وبنو هاشم ، وأنهم النحل ، وأن الشراب القرآن والحكمة ، وقد ذكر هذا بعضهم في مجلس المنصور أبي جعفر العباسي ، فقال له رجل ممن حضر: جعل الله طعامك وشرابك مما يخرج من بطون بني هاشم ، فأضحك الحاضرين وبهت الآخر وظهرت سخافة قوله. الرابعة: اختلف العلماء في قوله - تعالى -: فيه شفاء للناس هل هو على عمومه أم لا; فقالت طائفة: هو على العموم في كل حال ولكل أحد ، فروي عن ابن عمر أنه كان لا يشكو قرحة ولا شيئا إلا جعل عليه عسلا ، حتى الدمل إذا خرج عليه طلى عليه عسلا. وحكى النقاش عن أبي وجرة أنه كان يكتحل بالعسل ويستمشي بالعسل ويتداوى بالعسل. كل داء له دواء إلا الــحقـــــد والـــحــــســــد !!!! | ساهر الطائف. وروي أن عوف بن مالك الأشجعي مرض فقيل له: ألا نعالجك ؟ فقال: ائتوني بالماء ، فإن الله - تعالى - يقول: ونزلنا من السماء ماء مباركا ثم قال: ائتوني بعسل ، فإن الله - تعالى - يقول: فيه شفاء للناس وائتوني بزيت ، فإن الله - تعالى - يقول: من شجرة مباركة فجاءوه بذلك كله فخلطه جميعا ثم شربه فبرئ.

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]