موقع شاهد فور

لا تردين الرسايل كلمات

June 30, 2024

كارمن سليمان لا تردين الرسايل - YouTube

لا تردين الرسايل محمد عبده

موثّق تاريخ وجغرافية الباحة يؤكد الناشر محمد ربيع الغامدي أن الرسالة الخطية تمثل له كنزاً لا يزال يحتفظ به منذ ما يزيد على نصف قرن، وعد الرسائل وسيلة لقهر المسافة والبعد والغربة وتخفيف أعراض الاغتراب، موضحاً أنه شغف بالرسائل منذ أن صادف المثقف التهامي محمد بن رداد يستلم في كل شهر مجلة «هنا لندن» ومجلة «هنا عمان» من دكان أبيه عم ربيع الخياط! مشيراً إلى أن الاتساع أزاح العنوان فأقنع أباه بتسجيل اشتراك في البريد وحصل على صندوق في بريد الطائف، فأصبح مشتركاً في مجلات «هنا لندن» و«هنا عمان» و«قافلة الزيت»، وعبر العنوان كاتب صحف البلاد وعكاظ والمدينة وندوة المستمعين في إذاعة لندن وما يطلبه المستمعون ومسابقة الأحرف في الإذاعة السعودية، وكاتب كلية الملك فيصل الجوية وكاتب كوكب الشرق السيدة أم كلثوم، وقال لها: أنا شاب رقيق الحال وأرغب في حضور حفلتك القادمة ولا أملك مؤونة ذلك، وجاءه رد لطيف من مكتبها يعد بتحقيق رغبته وما كان يعلم أنها تعيش أيامها الأخيرة. وبانتهاء اشتراك والده في البريد انتقل ابن ربيع لإرسال رسائله من مكتب البريد الرئيس في شارع البريد وبريد حي الشهداء القريب من البازان ويستقبل الرد عبر المكتبة السعودية بشارع حسان، وقامت بينه وبين صفحات التعارف علاقة حميمة عبر الرسائل فكسب رصيداً من الأصدقاء، سعوديين وغير سعوديين، انتظر رسائلهم بشغف وشوق شديدين، ولفت إلى أنه برغم مرور نصف قرن على تلك الفترة فما زال يتردد حتى اليوم على مكان المكتبة وكأنما مروره يزيد في شجرة عمره غصنا أخضر في كل مرة.

تنهي كل ذلك بدمعه واحده كم من الرسائل كتبها المحبون فكانت تاريخ عشق يزهو الأدب بها.. كما هي رسائل مي زياده وجبران خليل جبران اللذين كتبا رسائل تنبض حباً ودفئاً.. وتسجل تاريخ حب جارف لم يغادر الورق حب لقلمين توارى عن الأنظار وسكن قلبيهما فقط.. حب دام أكثر من عشرين عاماً لم يلتقيا فيه إلا على الورق حتى موت جبران.. ومي.. فصدر كتاب يجمع رسومات جبران ورسائل مي إليه ورسائله إليها.. ليكون اللقاء المستحيل بين دفتي كتاب.. تبكيني قراءة رسائلهما التي توجت الحب وسجلته أدباً راقياً.. ولم يمنحهم الزمن فرصة اللقاء..! يا رسايل علميهم أن قلبي ما نسيهم.... ولو مضى وقت ونسونا يا رسايل ذكريهم كم من الرسائل تقرأنا ونقرأها وكم من الرسائل نكتبها ولانعلم أننا نكتبنا ونكتبهم.. أحبك مثل الفراوله.. كتبتها ذات مره رساله فأضحكتني زمناً وأبكتني دهراً.. حروف بسيطه ليعود القلب للوراء.. راكضاً نابضاً بكل البراءه التي تضج في داخله! وحروف بسيطه ل يتملكنا الذهول هل نحن هؤلاء حقاً.. ف لماذا استبدلنا بالوصال جفاء.. وبفيض المحبه بعاداً وهجراناً!! لماذا الحروف أكثر وفاءً منا تبقى تقاوم الزمن ونحن نتغير بمرور الزمن! محمد عبده لا تردين الرسايل. ولما نحن نكتب الحرف ولانفي له!

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]