موسيقى حزينة - حب الصدفة و القدر - YouTube
أما حِكمة اللهَ تعالى فقد أبهرت جميع المخلوقات، فكما أنه عليمٌ بِشؤون خلْقِه، رحيمٌ بعباده، فكذلك له كمال العِلم والحِكمة واللُّطْفِ، قال تعالى: { قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ} [الأنعام: 149]، وصلتْ حِكمتُه إلى حيثُ وصلتْ قُدرتُه، وله في كُلِّ شيءٍ حكمةٌ باهرة، أما الحكمة فيما سألتِ عنه، فهو ما وقع معك مما تعلمينه! من حصول نفع، أو تحصيل مصلحة، وسرور نفس وجلب رضًا، وحصول فرحٍ أو دفع مفسدة، أو عكس ذلك، من حصول شرٍّ، أو فوات خير؛ وهذا كله إما رفعة في الدرجات، أو تكفير عن السيئات، أو عقوبة معجلة من رب البريات، أو انتقام من رب الأرض والسموات؛ فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فعليه السخط؛ وها أنت تعلمين وتشاهدين ما يقع في هذه الدنيا مما يظن مصادفة، ويكون فيه الخير والبركة، أو دفع الشر والمفسدة، أو عكس ذلك، فكم من امرأة تزوجت فيما يظن صدفة! وكم رجلٍ وجد وظيفة وعملًا، بعد طول بحثٍ مقدر فيما يحسبه الناس مصادفة، ويظنونه عبثًا! وكم وقَع صلحٌ بين الناس بعد ما كانت العداوة تضرب بينهم أطنابها، بفعل صبيٍّ صغير مما تظن أفعاله مصادفة وعبثًا! فكم لله في خلقه من حكمٍ! آراء الفرق في القضاء والقدر - نادي العرب. وكم له فيهم من شؤون! وعلينا التسليم والرضا، ولعل هذا الذي وقع معك وتظنينه مصادفة أيتها الأخت الكريمة دُفع عنك به ما لا يعلمه إلا الله من بلاء، والحمد لله على كل حال.
سماها صدفة، وما صدقت على الله، يعني ما كنت أظن أن هذا يقع، ما صدقت على الله أن هذا يقع، يعني ما صدقت أن هذا يقع، عبارةً عامية ما فيها شيء، مقصودهم أنه لم يظن أن هذا يقع أو يحصل قول الشيخ الألباني-رحمه الله تعالى هل يجوز هذا التعبير: " حدَثَ هذا صُدفة " ؟. الجواب: هذه الكلمة في حد ذاتها ما فيه إشكال مثل كلمة الحظ فالمتكلم بها هو ونيته فإن كان يقصد صدفة بمعنى لا قدر فهو كفر وإن كان يقصد بلفظة الحظ بمعنى لا قدر, كذلك كلمة نصيب مع أنه مذكور في القرآن, يقصد لا قدر فهو كفر.
السؤال: هل الصُّدْفة مثل مُقابلة شخصٍ ما دون ترتيب مني أو من ذلك الشخص قَدَرٌ مِن عند الله عز وجل؟ أو ليس لها عَلَاقةٌ بقَدَر الله؟ وإذا كانت قدرًا، فهل الله سبحانه وتعالى له فيها حكمةٌ معينة؟ أو لا؟ وجزاكم الله خيرًا.