وقال العويد: لقد تزوج رسول الله ماريا القبطية المصرية وتزوج أمنا صفيه، وكانت يهودية، وأعتقها وأسلمت، وهذا دلالة على عدم اشتراط النسب، مضيفًا أن هناك من يتزوج من اللقيطة وليس لها ذنب في ذلك لقوله تعالى "ولا تزروا وازرة وزر أخرى". وأضح أنه لا يجوز شرعاً لمن تزوج بأقل من قبيلته، الفخر في الحسب، والطعن في النسب لنهي الرسول عليه الصلاة والسلام عنه، معتبراً إياها من عادات الجاهلية التي جاء الإسلام وحرمها. وبسؤاله حول هل يجوز للقاضي فسخ النكاح بعد الزواج بسبب عدم تكافؤ النسب؟ أجاب قائلا: الواجب على القاضي أن ينظر إلى الأصلح للطرفين ولا يتبع الهوى ولا الشفاعة السيئة، إلا إذا تحققت مفسدة من الزواج.
عيسى الغيث، أن الحكم بالتفريق بين الزوجين ليس بسبب تكافؤ النسب، وإنما بسبب الخوف من حدوث الفتنة، وبسؤاله عن ما إذا كان الخوف من الفتنة سببًا قويًا لفسخ النكاح، أجاب قائلاً: نعم، ولكني ضده فهو لا يجوز إعماله، والأفضل إهماله. ومن جانبه أوضح الخبير في مجمع الفقه الدولي، وأستاذ السياسة الشرعية في قسم الدراسات الإسلامية بجامعة الملك عبدالعزيز د. حسن بن محمد سفر، أن الله عز وجل نادى بإقامة العدل بين أفراد المجتمع، وبيّن الشارع وجوب تحقيق الكفاءة في نواحٍ متعددة، فلا يتزوج الفاسق المؤمنة، ولا العكس، حيث قال تعالى في كتابه الكريم "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها"، إذ إن المقصد الرئيسي تكافؤ النسب، والدين، والخلق، والاستقامة، فالمسلم يتزوج المسلمة المحصنة، أما معيار الكفاءة فيكون برضا من له ولاية على الفتاة للحديث الشريف "لا تنكح المرأة إلا بولي".
[8] حكم زواج المسلمة من غير المسلم في ختام ما جاء من إجابة عن السؤال القائل: هل يجوز الزواج من يهودية في الإسلام، لا بدَّ من الإشارة إلى أنَّه لا خلاف بين أهل العلم على تحريم زواج المسلمة من غير المسلم حتَّى لو كان من أهل الكتاب، وإذا تمَّ هذا الزواج فهو زواج باطل والمعاشرة فيه تُعدُّ من الزنى والعياذ بالله، قال ابن قدامة -رحمه الله- في هذه المسألة: "ولا يزوج كافر مسلمة بحال، قال: أما الكافر فلا ولاية له على مسلمة بحال، بإجماع أهل العلم، منهم: مالك، والشافعي، وأبو عبيد، وأصحاب الرأي، وقال ابن المنذر: أجمع على هذا كل من نحفظ عنه من أهل العلم"، والله تعالى أعلم. [9] اقرأ أيضًا: متى تزوج النبي عائشة وكم كان عمر الرسول لقد أوضح هذا المقال وبيَّن بالتفصيل عدَّة أحكام شرعية مهمة للغاية، وهي حكم زواج الرجل المسلم من امرأة يهودية أو امرأة نصرانية، إضافة إلى حكم زواج المسلم من امرأة وثنية مشركة، كما تحدَّث عن حكم زواج المسلمة من غير المسلم. المراجع ^ سورة الروم, الآية 21 ^, الزواج في الإسلام, 15-08-2020 سورة المائدة, الآية 5 ^, الزواج من أهل الكتاب المعاصرين, 15-08-2020 ^, زواج المسلم من نصرانية عفيفة, 15-08-2020 سورة البقرة, الآية 221 سورة الممتحنة, الآية 10 ^, حكم نكاح المشركة, 15-08-2020 ^, أدلة تحريم زواج المسلمة بغير المسلم, 15-08-2020
وأمّ المؤمنين هي كُنية تُطلَق على الواحدة من زوجات سيدنا رسول الله ﷺ، والذي كناهنّ هو الحقُّ سُبحانه وتعالى في مُحكَم كِتابه؛ إذ يقول: {النَّبِيُّ أَوْلَىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ ۖ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ.. } [سورة الأحزاب: 6]؛ لبيان مكانتهنَّ من سيدنا رسول الله ﷺ، وما يجب لهنَّ على المؤمنين من حبٍ واحترامٍ، وتوقيرٍ وإكرامٍ، وأنهنَّ لهم كأمهاتهم في المكانة والتَّحريم. محتوي مدفوع
والله أعلم.
فنصيحتي لإخواني جميعًا الحرص على الزواج من المسلمات الطيبات وعدم الزواج من المحصنات من أهل الكتاب؛ لأن في ذلك خطرًا من جهة تنصير أولاده ومن جهة عدم عفتها أيضًا ولو تظاهرت بخلاف ذلك، نسأل الله للجميع العافية والسلامة. نعم. المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيرًا، سماحة الشيخ في حالة وقوع ذلك بم تنصحون الزوج؟ الشيخ: إذا كانت محصنة ولا رأى منها إلا الخير فلا بأس بذلك، فلا بأس ببقائها، وأما إن شك فيها أو رأى منها ما يريبه فينبغي له طلاقها. كذلك إذا تيسرت له امرأة صالحة مسلمة فإن الأولى والأحق به أن يتزوجها ويطلق تلك حرصًا على سلامة دينه ودين أولاده، فإن الأولاد على خطر من ذهابهم مع أمهم عند أقل خلاف أو عند موت الزوج أو عند الفرقة بينه وبينها فالخطر قائم، ولا حول ولا قوة إلا بالله. المقدم: الله المستعان، جزاكم الله خيرًا، كأن الحدود ضيقة في إباحة الزواج بغير.... ؟ الشيخ: نعم نعم، ولهذا كره بعض الصحابة ذلك، كان عمر يكره ذلك ويرغب الصحابة في ترك ذلك رضي الله عن الجميع. نعم. المقدم: بارك الله فيكم، وجزاكم الله خيرًا. فتاوى ذات صلة