وتلمّس النبي صلى الله عليه وسلم لِمَاء المطر إنما هو طَلَبًا لِبركته ، ولم يُنقل عنه ، ولا عن أحد مِن أصحابه الاستشفاء به ، وإنما نُقِل عنهم طلب البركة ، والتطَهّر به ، وحَمْد الله عليه. ولا أعلم أحدًا قال إنه يُسْتَفْشَى بِماء المطر. وغير صحيح أن السموم نار السموم سُمِّيت كذلك لأنها تنفذ في مسامّ البدن لِشِدّة حَرِّها. وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به صفحه. قال الأصفهاني: السم والسم: كل ثقب ضيق كَخَرق الإبرة ، وثقب الأنف والأذن ، وجَمعه سموم … وقد سَمّه ، أي: دَخَل فيه … والسَّموم: الريح الحارة التي تُؤثِّر تأثير السم. اهـ. والله تعالى أعلم. المجيب الشيخ / عبد الرحمن بن عبد الله السحيم عضو مكتب الدعوة والإ رشاد
قال البخاري -رحمه الله- (ج7 ص304): حدثني إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا عبدالله بن إدريس. قال: سمعت حصين بن عبدالرحمن، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبدالرحمن السلمي، عن علي -رضي الله عنه- قال: بعثني رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وأبا مرثد والزبير، وكلنا فارس، قال انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ، فإن بها امرأة من المشركين، معها كتاب من حاطب بن أبي بلتعة إلى المشركين، فأدركناها تسير على بعير لها حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فقلنا: الكتاب؟ فقالت: ما معنا كتاب. وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ایمیل. فأنخناها فالتمسنا فلم نر كتابا. فقلنا: ما كذب رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- لتخرجن الكتاب أو لنجردنك، فلما رأت الجد أهوت إلى حجزتها وهي محتجزة بكساء، فأخرجته، فانطلقنا بها إلى رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-. فقال عمر: يا رسول الله قد خان الله ورسوله والمؤمنين، فدعني فلأضرب عنقه. فقال النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: « ما حملك على ما صنعت » ؟ قال حاطب: والله ما بي أن لا أكون مؤمنا بالله ورسوله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أردت أن تكون لي عند القوم يد، يدفع الله بها عن أهلي ومالي، وليس أحد من أصحابك إلا له هناك من عشيرته من يدفع الله به عن أهله وماله.
فقال النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: « صدق، ولا تقولوا له إلا خيرا ». فقال عمر: إنه قد خان الله والمؤمنين، فدعني فلأضرب عنقه؟ فقال: « أليس من أهل بدر، فقال: لعل الله اطلع إلى أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد وجبت لكم الجنة، أو فقد غفرت لكم » فدمعت عينا عمر وقال: الله ورسوله أعلم. معلومات قيمة. قال الإمام أبوبكر بن أبي شيبة -رحمه الله- (ج2 ص155): حدثنا يزيد بن هارون، عن حماد بن سلمة، عن عاصم بن أبي النجود، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: « إن الله تبارك وتعالى اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ». هذا حديث حسن، وأخرجه الإمام أحمد (ج2 ص295) من حديث يزيد بن هارون به، وأبوداود (ج5 ص42) طبعة حمص. قال البخاري -رحمه الله- (ج7 ص311): حدثني إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا جرير، عن يحيى بن سعيد، عن معاذ بن رفاعة بن رافع الزرقي، عن أبيه وكان أبوه من أهل بدر. قال: جاء جبريل إلى النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فقال: ما تعدون أهل بدر فيكم؟ قال: « من أفضل المسلمين » -أو كلمة نحوها- قال: وكذلك من شهد بدرا من الملائكة. حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد، عن يحيى، عن معاذ بن رفاعة ابن رافع، وكان رفاعة من أهل بدر، وكان رافع من أهل العقبة، فكان يقول لابنه: ما يسرني أني شهدت بدرا بالعقبة.