موقع شاهد فور

كبرت كلمة تخرج من أفواههم

June 28, 2024

النوع الثاني: مما ذكره الله في إبطاله ، قوله: ( كبرت كلمة تخرج من أفواههم) وفيه مباحث: البحث الأول: قرئ: ( كبرت كلمة) بالنصب على التمييز وبالرفع على الفاعلية ، قال الواحدي: ومعنى التمييز أنك إذا قلت: كبرت المقالة أو الكلمة جاز أن يتوهم أنها كبرت كذبا أو جهلا أو افتراء ، فلما قلت: كلمة ميزتها من محتملاتها ، فانتصبت على التمييز ، والتقدير: كبرت الكلمة كلمة فحصل فيه الإضمار ، أما من رفع فلم يضمر شيئا ، كما تقول: عظم فلان ، فلذلك قال النحويون والنصب أقوى وأبلغ ، وفيه معنى التعجب ، كأنه قيل: ما أكبرها كلمة. البحث الثاني: قوله: ( كبرت كلمة) أي كبرت الكلمة ، والمراد من هذه الكلمة ما حكاه الله تعالى عنهم في قوله: ( قالوا اتخذ الله ولدا) فصارت مضمرة في كبرت ، وسميت كلمة كما يسمون القصيدة كلمة. كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذباً - نورس نت. البحث الثالث: احتج النظام في إثبات قوله: أن الكلام جسم بهذه الآية ، قال: أنه تعالى وصف الكلمة بأنها تخرج من أفواههم والخروج عبارة عن الحركة والحركة لا تصح إلا على الأجسام. والجواب: أن الحروف إنما تحدث بسبب خروج النفس عن الحلق ، فلما كان خروج النفس سببا لحدوث الكلمة أطلق لفظ الخروج على الكلمة.

  1. كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذباً - نورس نت
  2. ما لهم به من علم ولا لآبائهم كبرت كلمة تخرج من أفواههم . [ الكهف: 5]

كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذباً - نورس نت

[ ص: 253] والأفواه: جمع ( فم) بوزن أفعال; لأن أصل فم ( فوه) بفتحتين بوزن جمل ، أو فيه بوزن ريح ، فحذفت الهاء من آخره لثقلها مع قلة الكلمة بحيث لا يجد الناطق حرفا يعتمد عليه لسانه ، ولأن ما قبلها حرف ثقيل وهو الواو المتحركة فلما بقيت الكلمة مختومة بواو متحركة أبدلت ألفا; لتحركها وانفتاح ما قبلها فصار ( فا) ولا يكون اسم على حرفين أحدهما تنوين ، فأبدلت الألف المنونة بحرف صحيح ، وهو الميم; لأنها تشابه الواو التي هي الأصل في الكلمة; لأنهما شفهيتان فصار " فم " ، ولما جمعوه ردوه إلى أصله. وجملة إن يقولون إلا كذبا مؤكدة لمضمون جملة تخرج من أفواههم; لأن الشيء الذي تنطق به الألسن ولا تحقق له في الخارج ونفس الأمر هو الكذب ، أي تخرج من أفواههم خروج الكذب ، فما قولهم ذلك إلا كذب ، أي ليست له صفة إلا صفة الكذب. هذا إذا جعل القول المأخوذ من " يقولون " خصوص قولهم اتخذ الله ولدا ، ولك أن تحمل " يقولون " على العموم في سياق النفي ، أي لا يصدر منهم قول إلا الكذب ، فيكون قصرا إضافيا ، أي ما يقولونه في القرآن والإسلام ، أو ما يقولونه من معتقداتهم المخالف لما جاء به الإسلام ، فتكون جملة " إن يقولون " تذييلا.

ما لهم به من علم ولا لآبائهم كبرت كلمة تخرج من أفواههم . [ الكهف: 5]

وحتى أحزن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث الوحي عنه ، وشق عليه ما يتكلم به أهل مكة ، ثم جاءه جبريل ، عليه السلام ، من عند الله - عز وجل - بسورة أصحاب الكهف ، فيها معاتبته إياه على حزنه عليهم ، وخبر ما سألوه عنه من أمر الفتية والرجل الطواف ، وقول الله عز وجل: ( ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا) [ الإسراء: 85]

أى: ما نسبوه إلى الله- تعالى- من الولد، ليس لهم بهذه النسبة علم، وكذلك ليس لآبائهم بهذه النسبة علم، لأن ذلك مستحيل له- تعالى-، كما قال- عز وجل-:وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ، وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَناتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ، سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يَصِفُونَ. بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ، أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ، وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صاحِبَةٌ، وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ، وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ. و «من» في قوله: ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ مزيدة لتأكيد النفي، والجملة مستأنفة،و «لهم» خبر مقدم، و «من علم» مبتدأ مؤخر، وقوله وَلا لِآبائِهِمْ معطوف على الخبر. أى: ما لهم بذلك شيء من العلم أصلا، وكذلك الحال بالنسبة لآبائهم، فالجملة الكريمة تنفى ما زعموه نفيا يشملهم ويشمل الذين سبقوهم وقالوا قولهم. قال الكرخي: فإن قيل: اتخاذ الولد محال في نفسه، فكيف قال: ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ؟ فالجواب أن انتفاء العلم بالشيء قد يكون للجهل بالطريق الموصل إليه، وقد يكون لأنه في نفسه محال لا يمكن تعلق العلم به، ونظيره قوله- تعالى-: وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ لا بُرْهانَ لَهُ بِهِ.

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]