موقع شاهد فور

طريق ابو بكر الصديق

June 28, 2024

هكذا كانت السابقة في جانب المهاجرين من زاويةٍ إسلاميَّةٍ محض، وكان التفوُّق في جانبهم -أيضًا- من وجهة نظرٍ عربيَّةٍ محض؛ لأنهم ينتمون إلى قبيلة قريش، قبيلة النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وبالتالي فإنَّ الوراثة في جانبهم[8]. مكاتب للايجار الرياض طريق ابو بكر الصديق. إِذَنْ لا انقسام للسلطة؛ بل وحدة الأمة، وتفوُّق قريش، وأولويَّة المهاجرين، ومواصلة العمل النبويِّ. حتى انتهاء أبي بكر رضي الله عنه من إلقاء كلمته التي وجَّهها إلى الأنصار لم يكن المهاجرون قد استقرُّوا على تحديد الشخص الذي سيتولَّى هذا الأمر، ويدلُّ ذلك على أنَّ اهتمامهم كان بالمبدأ وليس بالأشخاص، على عكس الأنصار الذين كانت رؤيتهم واضحة وقدَّموا مرشَّحهم سعد بن عبادة رضي الله عنه. بيعة أبي بكر تطوَّرت المواقف المتباينة التي عُرضت في اجتماع السقيفة نحو التأزُّم، ولم تنفرج إلَّا بعد أن أيَّد بشير بن سعد الأنصاري أبو النعمان بن بشير رضي الله عنه -وهو من الخزرج- موقف المهاجرين[9]، ويبدو أنَّه استاء من تولية سعد بن عبادة رضي الله عنه، ويدلُّ ذلك على أنَّ الاعتراضات في اجتماع السقيفة نَحَت اتِّجاهًا قبليًّا؛ فقد خشيت الأوس أن يتزعَّم خزرجيٌّ الأمة الإسلامية، وكذلك خشيت الخزرج من أن يترأَّس أوسيٌّ حكم المسلمين، وقد أنهت هذه المفارقة موقف الأنصار ودورهم؛ الأمر الذي أدَّى إلى مبايعة أبي بكرٍ رضي الله عنه كأمرٍ واقعٍ أو فلتة[10] على حدِّ قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

  1. مبايعة أبي بكر بالخلافة – بوابة خلافة أبى بكر – الاستخلاف| قصة الإسلام

مبايعة أبي بكر بالخلافة – بوابة خلافة أبى بكر – الاستخلاف| قصة الإسلام

قال: فلم يحتملها عليه أبو بكر رضي الله عنه واضطغنها عمر رضي الله عنه". وبقي هذا الصحابي ممتنعًا عن بيعة أبي بكرٍ رضي الله عنه مدَّة ستَّة أشهر[14]. المصدر: كتاب تاريخ الخلفاء الراشدين الفتوحات والإنجازات السياسية. ــــــــــــــــــــ [1] ابن هشام: ج4: ص257. [2]جعيط، هشام: الفتنة ص34. [3] انظر نص الخطبة في الطبري: ج3 ص218. [4] الطبري: ج3 ص318. [5]البلاذري، أحمد بن يحيى بن جابر: أنساب الأشراف: ج2 ص260. [6] الجاحظ، أبو عثمان عمرو بن بحر: العثمانيَّة: ص177. طريق ابو بكر الصديق الرياض. [7] شاكر: ج3 ص51. [8] انظر نص الخطبة عند الطبري: ج3 ص219، 220. [9] ابن قتيبة: ج1 ص12، 13. [10]فلتة: بغتة وفجأة. [11]الطبري: ج3 ص221، 222. [12]البلاذري: ج2 ص262، 263. [13]الإمامة والسياسة: ج1 ص17. [14]الطبري: ج3 ص388.

موقف المهاجرين كان المهاجرون آنذاك أكثر بُعْدًا عن هذا المناخ السياسي؛ بعضهم قد شُغِل بوفاة النبيِّ صلى الله عليه وسلم وجهازه ودفنه، وبعضهم ما تزال الصدمة تملأ نفسه، وبعضهم لم يُفَكِّر في اختيار خليفة؛ معتقدًا أنَّ هذا الأمر هو آخر ما يقع الاختلاف فيه، وهم على يقين أنَّ ما من طائفةٍ من المسلمين سوف تُنازعهم في هذا الأمر[5]. ولمـَّا بلغ خبرُ اجتماع السقيفة أبا بكر الصديق وعمر بن الخطاب مضيا رضي الله عنهما إلى هناك مسرعين؛ بفعل أهميَّة وخطر الموضوع المطروح من مشكلة الحُكم، والتقيا في طريقهما أبا عبيدة بن الجراح رضي الله عنه فأخذاه معهما، وشكَّل هذا الثلاثيُّ جماعةً متماسكةً ربَّما منذ المرحلة المكِّيَّة من الدَّعوة؛ فهم ينتمون إلى عشائر قرشيَّة صغيرة، وكان هذا سببًا لتقاربهم، وقد واجهوا خصوصيَّةً متفرِّدةً لم تكن قادرة على خلافة النبيِّ صلى الله عليه وسلم في عمله التوحيدي. أبو بكر وتوحيد صفِّ الأمَّة شقَّ أبو بكرٍ رضي الله عنه طريقه إلى صدر الاجتماع، وألقى خطبةً في المجتمعين بيَّن فيها وجهة نظر المهاجرين عامَّةً من قضية اختيار خليفةٍ لرسول الله صلى الله عليه وسلم[6]، وهي تختلف في مضمونها عن خطبة سعد بن عبادة.

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]