موقع شاهد فور

ص4 - كتاب شرح رياض الصالحين حطيبة - شرح حديث بادروا بالأعمال سبعا - المكتبة الشاملة الحديثة

June 25, 2024

أعاذنا الله وإياكم من فتنته. ثم قال: « أو الساعة » وهي السابعة يعني أو تنتظرون الساعة، إي قيام الساعة، « فالساعة أدهى وأمرّ » يعني أشد داهية وأمر مذاقًا، قال الله تبارك وتعالى: { بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ} [القمر: 46]. والحاصل أن الإنسان لن يخرج عن هذه السبع. بادروا بالأعمال سبعا صحة الحديث. وهذه السبعة كلها تعيقه عن العمل، فعليه أن يبادر، ما دام في صحة، ونشاط، وشباب، وفراغ، وأمن، ولله الحمد، فليبادر الأعمال قبل أن يفوته ذلك كله فيندم حيث لا ينفع الندم أسأل الله أن يجعلني وإياكم ممن يتسابقون إلى الخير. تحقيق رياض الصالحين للألباني 583 - (ضعيف) وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله ﷺ قال: « بادروا بالأعمال سبعًا، هل تنتظرون إلا فقرا مُنسيا، أو غنى مُطغيًا، أو مرضًا مفسدًا، أو هرمًا مُفندًا، أو موتًا مجهزًا، أو الدجال؛ فشر غائب ينتظرُ، أو الساعة والساعة أدهى وأمر؟ » رواه الترمذي وقال: حديث حسنٌ. قلت: والحديث إسناده ضعيف كما بينته في (الضعيفة) رقم (1666) [264]. الحمد لله رب العالمين اللهُم ارحم مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ جَنّات النَعيمْ تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال

  1. شرح حديث بَادِرُوا بالأَعْمَالِ سَبْعًا
  2. حديث بادروا بالأعمال سبعاً ، حديث ضعيف

شرح حديث بَادِرُوا بالأَعْمَالِ سَبْعًا

93 - شرح حديث بادروا بالأعمال سبعاً / الشيخ: عبدالرزاق بن عبدالمحين البدر - YouTube

حديث بادروا بالأعمال سبعاً ، حديث ضعيف

ونحن نشاهد أن الغنى يكون سببًا للفساد والعياذ بالله، تجد الإنسان في حال فقره مخبتًا إلى الله، مبنيًا إليه، منكسر النفس، ليس عنده طغيان، فإذا أمده الله بالمال؛ استكبر ـ والعياذ بالله ـ وأطغاه غناه. أو بالعكس: (فقرًا منسيًا) الفقر: قلة ذات اليد، بحيث لا يكون مع الإنسان مال، فالفقر ينسي الإنسان مصالح كثيرة؛ لأنه يشتغل بطلب الرزق عن أشياء كثيرة تهمه، وهذا شيء مشاهد؛ ولهذا يُخشى على الإنسان من هذين الحالين؛ إمَّا الغنى المطغي؛ أو الفقر المنسي فإذا مَنَّ الله على العبد بغنى لا يطغي، وبفقر لا ينسي، وكانت حاله وسطًا، وعبادته مستقيمة، وأحواله قويمة، فهذه هي سعادة الدنيا. وليست سعادة الدنيا بكثرة المال؛ لأنه قد يطغي؛ ولهذا تأمل قوله تعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 97]، لم يقل: من عمل عملًا صالحًا من ذكر أو أنثى فلنوسعنَّ عليه المال ولنعطينه المال الكثير، قال: ﴿ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ﴾؛ إما بكثرة المال أو بقلة المال، ويذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن الله في الحديث القدسي: «إنَّ من عبادي من لو أغنيتُه لأفسدَه الغنى، وإنَّ من عبادي من لو أفقرتُه لأفسده الفقر».

((أو غنًى مطغيًا)) بأن يُغنيَ الله الإنسان ويفتح عليه من الدنيا، فيطغى بذلك، ويرى أنه استغنى عن ربه عزَّ وجلَّ، فلا يقوم بما أوجب الله عليه، ولا ينتهي عما نهاه الله عنه؛ قال الله تعالى: ﴿ كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى ﴾ [العلق: 6، 7]. كذلك ((أو مرضًا مفسدًا)) مرض يفسد على الإنسان حياته؛ لأن الإنسان ما دام في صحة فهو في نشاط وانشراح صدر، والدنيا أمامه مفتوحة، فإذا مرض ضعُف البدن، وضعفت النفس وضاقت، وصار الإنسان دائمًا في همٍّ وغمٍّ، فتفسد عليه حياته. كذلك أيضًا الهرم المفند: ((أو هرمًا مفندًا)) يعني كبرًا يفند قوة الإنسان ويحطمها، كما قال تعالى: ﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ ﴾ [الروم: 54]. بادروا بالأعمال سبعا هل تنتظرون. فالإنسان ما دام نشيطًا شابًّا يعمل العبادة بنشاط، يتوضأ بنشاط، يصلي بنشاط، يذهب إلى العلم بنشاط، لكن إذا كَبِر فهو كما قال الله عزَّ وجلَّ عن زكريا: ﴿ قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا ﴾ [مريم: 4]؛ أي: ضعُف العظم، والعظم هو الهيكل الذي ينبني عليه الجسم، فيضعف وتضعف القوة، ولا يستطيع أن يفعل ما كان يفعله في حال الشباب، كما قال الشاعر: ألا ليت الشبابَ يعودُ يومًا ♦♦♦ فأُخبِرَهُ بما فعَل المشيبُ ((أو موتًا مجهزًا)) هذا أيضًا ما ينتظر الموت، وإذا مات الإنسان، انقطع عمله، ولم يتمكن من العمل.

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]