- عدم الحكم على النوايا حيث إنّ النوايا لا يعلم حقيقتها إلا الله: أن يستحضر المسلم في قلبه وعقله آفات ومصائب سوء الظن بالناس وعدم تزكية نفسه بالشك بهم، روي عن الإمام علي عليه السلام أنّه قال: "لا إِيمـانَ مَعَ سُوءِ ظَنِّ " وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه قال: "إِيّاكُم وَالظّنُّ؛ فَاِنَّ الظَّنَّ أَكذَبُ الكِذبِ ". ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المصدر: برنامج قيم لا تموت - الحلقة الثامنة- الدورة البرامجية 59.
أحسنوا الظن بالله، وبادروا بالتوبة عقب كل ذنب، وأحسنوا الظن بإخوانكم المسلمين، واعلموا أنه لا يحل لمسلم أن يتهم غيره بفحش أو ينسب إليه فجوراً أو يسند إليه إخلالاً بواجب، أو يتهمه في دينه ومروءته، فقد أمر الله بالتثبت ونهى عن الجري وراء الظنون السيئة، وتذكروا دائماً قول الحق سبحانه: «ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا».
يزرع سوء الظن التنازع بين المسلمين، ويقطع عنهم حبال الأخوة والمودة، وقد حذَّر الله سبحانه وتعالى من الظن وسوئه في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ) وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): "أحسنوا ظنونكم بإخوانكم تغتنموا بها صفاء القلب" فهذا الحديث يُظهر أنّ حسن الظن يرجع إلى ما يحوي قلب المؤمن من صفاء ، فهو ترجمة فعلية لها على أرض الواقع. احســـــــــــنوا الظن بالناس. ينبغي على المسلم حتى يصل إلى مرتبة إحسان الظن بالناس أن يقوم ببعض الأمور والوسائل المعينة على ذلك، ويسعى إليها بالعمل لا بالقول، فإنّ الإيمان يؤخذ بالأفعال لا بالأقوال، ومن بين الأمور المعينة على بلوغ درجة إحسان الظن بالناس: - أن يُنزل المسلم نفسه منزلة الخير، ويسعى لذلك بكلّه، ويتوجه إليه بأفعاله وأقواله ومعاملاته. - أن يحمل المسلم ما يسمعه من الكلام الصادر عن جميع الناس على أحسن المحامل وأفضلها، فلا يعتقد أو يظن في كلامهم شراً، ولا ينظر إلى أقوالهم وتصرفاتهم نظرة ريبةٍ وشك. - التماس العذر للناس خصوصاً الأقارب والأصدقاء والمعارف، قال ابن سيرين رحمه الله: ( إذا بلغك عن أخيك شيء فالتمس له عذراً، فإن لم تجد فقل: لعل له عذراً لا أعرفه).
3- ينبغي التحفّظ في قيمة حسن الظنّ في المجتمعات التي يغلب عليها الظلم والجور، بحيث يصبح حسن الظنّ من السذاجة السلبيّة في مثل هذه البيئة، وهذا الإمام الكاظم الحديث الوارد عنه: "إذا كان الجور أغلب من الحقّ لم يحلّ لأحد أن يظنّ بأحدٍ خيرًا حتّى يُعرف ذلك منه" 17. 4- إنّ حسن الظنّ بالناس لا يشمل أعداء الله تعالى، وهذا ما أشار إليه الإمام في عهده لمالك الأشتر لمّا ولاّه مصر: "الحذر، كلّ الحذر من عدوّك بعد صلحه, فإنّ العدوّ ربّما قارب ليتغفَّل، فخذ بالحزم، واتَّهم في ذلك حسن الظنّ" 18. * كتاب كيف نتواصل مع الناس؟ ، سماحة الشيخ أكرم بركات. 1- الإمام الصادق، جعفر، مصباح الشريعة (المنسوب إليه)، ط1، بيروت، الأعلمي، 1980م، ص173. 2- الواسطي، علي، عيون الحكم والمواعظ، تحقيق حسين البيرجندي، ط1، قم، دار الحديث، (لا،ت)، ص228. 3- الصدوق، الخصال، (لا،ط)، منشورات جماعة المدرسين، قم، 1403هـ، ص622. 4- الكلينيّ، محمّد، الكافي، ج2، ص362. 5- الواسطي، علي، والمواعظ، ص57. احسن الظن بالناس - ووردز. 6- الإمام 7- الصدوق، الأمالي، تحقيق ونشر مؤسسة البعثة، ط4، طهران، 1417هـ، ص531. 8- الإمام 9- الواسطيّ، عليّ، عيون الحكم والمواعظ، ص229. 10- الواسطيّ، والمواعظ، ص228.
بتصرّف. ↑ "سوء الظن بالآخرين" ، صيد الفوائد ، اطّلع عليه بتاريخ 17-12-2019. بتصرّف. ↑ "آثار سوء الظن" ، الدرر السنية ، اطّلع عليه بتاريخ 17-12-2019. بتصرّف.
يقول القرطبي في تفسير قوله تعالى: «يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم»: المراد بالظن هنا التهمة التي لا سبب لها، كمن يتهم رجلاً بالفاحشة من غير أن يظهر عليه ما يقتضيها، ولذلك عطف عليه قوله تعالى: «ولا تجسسوا» وذلك أن الشخص يريد أن يتحقق فيتجسس ويبحث ويستمع، وهذه الآية تتفق مع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها، ما لم يتكلموا، أو يعملوا به». منافع حسن الظن ويعدد د. محمد علي المرصفي، أستاذ التربية الإسلامية بجامعة طنطا، مكاسب شيوع حسن الظن بين الناس، فيقول: لحسن الظن الذي حث عليه الإسلام منافع ومكاسب عديدة، فهو يحقق للإنسان رضا الخالق وعفوه ورحمته، كما يجلب له حب واحترام وتقدير الآخرين، ولذلك يجب على المسلم أن يحسن الظن بالناس جميعاً، لأن انتشار سوء الظن يؤدي إلى التباغض بين الناس، وتترتب عليه نزاعات ومشاحنات وجرائم وفساد في الأرض، وكم أزهقت أرواح وحرقت بيوت ودمرت مركبات وخربت زراعات بسبب شائعة كاذبة أو سوء ظن برجل أو امرأة. ويضيف: واجب المسلم في كل الأحوال أن يستجيب لنداء خالقه ويتجنب سوء الظن والتجسس والغيبة والنميمة، وهو مطالب بالاستجابة لنداء رسول الله الخاتم صلى الله عليه وسلم:«... لا تحاسدوا، ولا تباغضوا، وكونوا عباد الله إخوانا».
وينقسم سوء الظن إلى قسمين، فالأول هو سوء الظن بالله عز وجل وهذا من الكفر، والثاني هو سوء الظن بالآخرين الذي يندرج تحت كبائر الذنوب ؛ فمن ظن بأخيه المسلم شرًّا دفعه ذلك إلى احتقاره وعدم إعطائه حقوقه وعدم معاملته بالحسنى، وهذه الأمور تؤدي إلى الكره والبغضاء، وتوجد مجموعة من الآثار المترتبة على سوء الظن يمكن ذكرها على النحو الآتي [٥] [٦]: سوء الظن سبب للوقوع في الشرك والبدعة والضلالة. توريث الإنسان الأخلاق السيئة والذميمة، مثل البخل والجشع والحقد والبغضاء. استحقاق لعنة الله سبحانه وتعالى وغضبه. الوقوع في سوء العمل، إذ إنّ من يسيء الظن يسيء العمل. انتشار العداوة والبغضاء والكره والحقد بين الأخوة، وانتشار الفساد في المجتمع كله. سوء الظن يسبب مرض القلب، ويؤدي إلى عدم الثقة بالآخرين. المراجع ↑ "حسن الظن بالناس علامة الفطرة السليمة" ، الألوكة ، اطّلع عليه بتاريخ 17-12-2019. بتصرّف. ↑ "الموسوعة الحديثية" ، dorar ، اطّلع عليه بتاريخ 17-12-2019. بتصرّف. ↑ "باب النهي عن سوء الظن بالمسلمين من غير ضرورة" ، ابن باز ، اطّلع عليه بتاريخ 17-12-2019. بتصرّف. ↑ "حسن الظن.. راحة للقلب" ، إسلام ويب ، اطّلع عليه بتاريخ 17-12-2019.
_ عمير بن ضابئ بن الحارث البرجمي الحنظلي التميمي شاعر، من سكان الكوفة. كان أبوه قد مات في سجن عثمان بن عفان ، لقتله صبياً بدابته، ولهجائه قوماً من الأنصار. وعلم الحجاج الثقفي بعد ذلك، وهو في الكوفة ، أن عميراً هذا كان ممن دخل على عثمان بن عفان عثمان يوم مقتله، ووطئه برجله، وأنه القائل هممت ولم أفعَل، وكدت، وليتني تركت على عثمان تبكي حلائله فأمر به فضربت رقبته وأنهب ماله.
[2] مراجع عدل بوابة أعلام بوابة الدولة الأموية