وهم أصحاب أيلة الذين اعتدوا في السبت بالصيد، وكانت لعنتهم أن مُسِخوا خنازير وقردة مصداقاً لقوله تعالى: «ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين» (البقرة: 65)} السؤال: ما سر تخصيص اليهود بالعقوبتين المذكورتين في الآية الكريمة وهما طمس الوجوه واللعن بمسخهم قردة وخنازير؟ الجواب: لعل السر في تخصيصهم بذلك هو جنايتهم التي هي التحريف والتغيير. والله أعلم بمراده} السؤال: ما الغرض البلاغي للالتفات من المتكلم إلى الغائب في قوله تعالى: «أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت وكان أمر الله مفعولاً» النساء 47 حيث كان الظاهر أن يقال: «وكان أمرنا مفعولاً»، فوضع لفظ الجلالة موضع الضمير؟ الجواب: لتربية المهابة، وتعليل الحكم وتقوية استقلال جملة التذييل «وكان أمر الله مفعولاً» الواقعة اعتراضاً. إن الله لا يغفر ان يشرك بی بی. والله أعلم. أعلى مراتب القبح} السؤال: ما سر التعبير عن الشرك باسم الإشارة للبعيد (ذلك)؟ الجواب: للإشارة إلى بعد درجة الشرك في القبح والشناعة وكونه في أعلى مراتب القبح وأكملها، فالله سبحانه يغفر ما دونه في القبح والبشاعة من المعاصي تفضلاً منه سبحانه من غير توبة لمن يشاء أن يغفر له من عباده. فالكفر يمتاز عن غيره من الكبائر ببيان استحالة مغفرته من غير توبة وجواز مغفرتها.
الكلام على قوله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ﴾ قال المصَنِّفُ: وقوله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ﴾ [النساء: 48]. إن الله لا يغفر ان يشرك به الهزيمة الثالثة على. أيهما أضر على المسلم البدعة أم المعصية؟: قال العلامة ابن باز: والمعنى: أن البدعة أكبر من الكبائر؛ لأنها تَنَقُّصٌ للإسلام، وإحداث في الإسلام، واتهام للإسلام بالنقص، فلهذا يبتدع ويزيد. وأما المعاصي فهي اتباع للهوى، وطاعة للشيطان، فهي أسهل من البدعة، وصاحبها قد يتوب ويسارع ويتعظ، أما صاحب البدعة فيرى أنه مصيب وأنه مجتهد، فيستمر بالبدعة، نعوذ بالله، ويرى الدين ناقص فهو بحاجة إلى بدعته، ولهذا صار أمر البدعة أشد وأخطر من المعصية، قال تعالى في أهل المعاصي: ﴿ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ﴾ [النساء: 48]. فأهل المعاصي تحت المشيئة، وأما أهل البدع، فذنبهم عظيم وخطرهم شديد؛ لأن بدعتهم معناها التنقُّص للإسلام، وأنه محتاج لهذه البدعة، ويرى صاحبها أنه محق ويستمر عليها، ويبقى عليها ويجادل عنها، نسأل الله العافية؛ اهـ. أقسام البدع: تقدم تقسيمها في (باب وجوب الدخول في الإسلام)، وتتميماً للفائدة؛ أذكر أمرًا لم يذكر قبل: قال الشيخ العقل في "شرحه لهذا الباب": أقسام البدع ثلاثة: الأول: بدع مكفرة، وهي بدع الشرك، والبدع التي تخل بأصول الإسلام الناقضة للدين، أو إنكار المعلوم من الدين بالضرورة، أو الإعراض عن الدين بالكلية، حتى ولو لم يكن في ذلك شيء من الشرك الصريح، فإنه يعد من البدع الكفرية.
ويقول سيدنا إبراهيم عن الأصنام: {فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلاَّ رَبَّ الْعَالَمِينَ} [الشعراء: 77] إنه يضع الاستثناء ليحدد بوضوح قاطع ويقول لقومه: إن ما تعبدونه من الأصنام، كلهم عدو لي، إلا رب العالمين. كأن قوم إبراهيم كانوا يؤمنون بالله ولكن وضعوا معه بعض الشركاء. ولذلك قال إبراهيم عليه السلام عن الله: {الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ} [الشعراء: 78- 79] إذن الشرك ليس فقط إنكار الوجود لله بل قد يكون إشراكًا لغير الله مع الله. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة النساء - الآية 48. ولأن من يعبدونه ويدعونه في مصائبهم: {إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثًا... } اهـ.. التفسير المأثور: قال السيوطي: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (115) إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا (116)} أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عمر قال: دعاني معاوية فقال: بايع لابن أخيك. فقلت: يا معاوية {ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرًا} فأسكته عني.
فالمقصود أن الشرك هو أعظم الذنوب، وأقبح القبائح، فمن مات عليه لم يتب لا يغفر له، والجنة عليه حرام بنص هذه الآية، وهو قوله سبحانه: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ [النساء:48] ثم قال سبحانه: وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ [النساء:48] يعني ما دون الشرك من الذنوب كالزنا، والعقوق، والخمر ونحو ذلك تحت مشيئة الله، إن شاء الله غفر لصاحبه يوم القيامة بأعماله الصالحة الأخرى، وبحسناته الأخرى، فضلًا من الله وجودًا وكرمًا. وإن شاء عاقبه على قدر معاصيه التي مات عليها من عقوق لوالديه أو أحدهما، من شرب مسكر، من زنا، من غيبة، من نميمة، من غير ذلك، ثم قال سبحانه: وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا [النساء:48] وفي الآية الأخيرة في سورة النساء فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا بَعِيدًا [النساء:116] فالمشرك ضال ضلالًا بعيدًا، وقد افترى على الله إثمًا عظيمًا حين ظن أن الله يجيز هذا الشيء ويرضاه، فعبد الأنداد والأصنام من دون الله، يظن أن هذا مرضٍ لله، وهذا باطل، وقد افترى على الله إثمًا عظيمًا بهذا الظن السيء. والخلاصة أن من مات على الشرك لا يغفر له، والجنة عليه حرام، من عرب وعجم، ومن جن وإنس، ومن مات على ما دون الشرك من المعاصي، فهو تحت مشيئة الله خلافًا للمعتزلة والخوارج، ومن سار على مذهبهم من سائر المبتدعة، فإن الخوارج والمعتزلة ومن سار على مذهبهم يرون العاصي مخلد في النار، وأنه لا يغفر له إذا مات على الزنا يروه مخلدًا في النار، أو الخمر يروه مخلدًا في النار هذا باطل، بل هو تحت مشيئة الله، إن شاء الله غفر له، ومحا عنه سيئاته، وأدخله الجنة بتوحيده، وإسلامه، وأعماله الصالحة الأخرى.
فى الكتاب المقدس هناك لفتة جميلة فى تفسير الكتاب المقدس، تقول إجابة عن سؤال: هل خلق الله الشيطان؟ إن الله لم يخلق الشيطان إبليس، فالواقع هو أنه خلق الشخص الذى صار لاحقا الشيطان، فالكتاب المقدس يقول عن الله «كامل صنيعه، لأن جميع طرقه عدل، إله أمانة لا ظلم عنده، بار ومستقيم هو» (تثنية ٣٢:٣-٥) ومن هنا نستنتج أن الشيطان إبليس كان فى وقت من الأوقات كاملا وبارا، واحدا من أبناء الله الملائكيين. عقاب إبليس عندما خالف إبليس الأمر واعترض على الرب عز وجل، وأخطأ فى قوله، وابتعد من رحمة ربه، وأُنزل من مرتبته التى كان قد نالها بعبادته، وكان قد تشبه بالملائكة، ولم يكن من جنسهم لأنه مخلوق من نار، وهم من نور، فخانه طبعه فى أحوج ما كان إليه، ورجع إلى أصله النار. نعم كانت النتيجة أن أُهبط إبليس من الملأ الأعلى، وحرم عليه ما كان يسكنه، فنزل إلى الأرض، حقيرًا، ذليلًا، مذءومًا، مدحورًا، متوعدًا بالنار، هو ومن اتبعه من الجن، والإنس. لماذا ابليس كان يعيش مع الملائكة يا ولي الله. بالطبع لم يتقبل إبليس بسهولة أمر طرده من ملكوت الله، ففكر ودبر للانتقام من الإنسان الذى كان سببا فى كل ما حدث له.. لكن هذه قصة أخرى.
وآيات كهذه تجعل من الصعب التوفيق بين خلق آدم (من مكونات الأرض) ثـم ادعاء هبوطه لاحقا من السماء (علما أن الهبوط يأتي أيضا بمعنى الإخراج؛ ولا يزال البدو يقولون: هبطنا إلى مكة أو إلى المدينة).... وحين خلق الله تعالى آدم لأول مرة قال للملائكة في سورة البقرة: (إني جاعل في الأرض خليفة(.. وهنا يحق لنا السؤال: لماذا يُبقي خليفته في الأرض.. لماذا ابليس كان يعيش مع الملائكة بنظم قصيدة معروفة. في السماء؟.. أيضا نعرف أن إبليس طُرد من السماء حين رفض السجود لآدم (في أول خلقه) وبالتالي كيف يرافقه ويتبعه كظله في جنة السماء (حتى أغواه بالأكل من الشجرة المحرمة)!.. وكما هو معروف؛ أشجار الجنة السماوية ضخمة وكبيرة لدرجة يسير تحتها الراكب خمسمئة عام (كما جاء في الصحيح) في حين كان آدم وحواء يبحثان عن أوراق صغيرة ومتناثرة تستر عورتهما (فطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة).
فى الكتاب المقدس هناك لفتة جميلة فى تفسير الكتاب المقدس، تقول إجابة عن سؤال: هل خلق الله الشيطان؟ إن الله لم يخلق الشيطان إبليس، فالواقع هو أنه خلق الشخص الذى صار لاحقا الشيطان، فالكتاب المقدس يقول عن الله «كامل صنيعه، لأن جميع طرقه عدل، إله أمانة لا ظلم عنده، بار ومستقيم هو» (تثنية ٣٢:٣-٥) ومن هنا نستنتج أن الشيطان إبليس كان فى وقت من الأوقات كاملا وبارا، واحدا من أبناء الله الملائكيين.
[٣] قال -تعالى-: ( وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ*فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ)، [٤] وأخرج الله إبليس من الجنّة وأنزله إلى الأرض عقوبةً له على عصاينه لله، وذلك عندما رفض السجود لآدم، فكان من العاصين لأمر الله. [٣] هل دخل إبليس الجنة عندما وسوس لآدم ذكر العلماء أنّ إبليس قد أخرجه الله من الجنة، فكيف وسوس لآدم وزوجته بالأكل من الشجرة؟ وفي ذلك نقلت الإسرائيليّات قصة مضمونها أنّ إبليس دخل في حيّة، وقامت الحيّة بإدخاله إلى الجنّة دون أن تشعر الملائكة به. [٥] وهذه القصة من الممكن أن تحدث من باب اختبار الله لآدم وزوجته، ولا علاقة لها بتكريم إبليس ودخوله الجنّة مرّة أخرى، وقد ذكر المفسّرون هذه القصة في تفسيرهم للآيات وأخذوا بها، كما أنّه من الممكن أن يكون إبليس خارج الجنّة لكنّه قريب من طرفها ويتحدث مع آدم -عليه السّلام- ويسمعه.
انتهى. والله أعلم.
حول العالــــم من ادعى هبوط آدم في الهند (أو الشام ومكة) اعتمد على أساطير توراتية وتأويلات شخصية ولم يقدم على ذلك دليلا من الكتاب والسنة.. وفي المقابل هناك دلائل أحفورية حقيقية تؤكد أن البشر ظهروا أولا في أفريقيا، وأن آدم عليه السلام كان أسود البشرة (والآدم في اللغة هو السواد أو السمرة الشديدة).. واليوم تثبت الخرائط الوراثية للبشر أن مجموعة السان الأفريقية (San people) هي أقـدم وأعرق سلالة بشرية تتواجد على كوكب الأرض (وابحث في جوجل عن The world's most ancient race)! ومجموعة السان أو البوشمان مازالت تعيش في جنوب أفريقيا قرب حدود ناميبيا.. وظهور البشر في تلك المنطقة لا تؤكده فقط الأحافير المتحجرة، بـل وأيضا دراسة من جامعة بنسلفانيا أثبتت أن 75% من مورثات السود (في أميركا) تعود إلى مجموعة بشرية صغيرة (لم تتجاوز أربعة عشر فردا) عاشت قديما في تلك المنطقة!..