وقوله تعالى "ما ودعك ربك" أي ما تركك "وما قلى" أي وما أبغضك.
يُريد الله تعالى في سورة الضحى أن يُبيِّن للإنسان دوام عنايته به، وأن يُعرفه باستمرار رعايته له وعطفه عليه، ولذلك فإنه سبحانه بدأ هذه السورة الكريمة ببيان فضله العالي فيما خلقه لك، وفيما أكرمك به، ثم بيَّن لك أن الذي عُني بك هذه العناية، وأنّ الذي ساق لك هذه النعمة الكاملة، ما يكون له أن يتركك ويهجرك، ولذلك قال جلّ شأنه: ﴿وَالضُّحَى، وَالليْلِ إِذَا سَجَى، مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى﴾ وبعد أن فهمنا مُجمل هذه الآيات، نُفصِّل بعض التفصيل، ونُمهِّد بشيء من الشرح اللغوي، فنقول: الضُّحَى: هو البيان والظهور، يُقال: ضحا الشيء: إذا انكشف واستبان. والطريق إذا بدا، وَالضُّحَى: في هذه السورة إنما تشير إلى الظهور والبيان الذي يرافق طلوع الشمس وإشراقها. ماودعكّ ربُك وما قَلى🍃. - YouTube. فهذه المخلوقات التي تراها على أتمِّ صورة وأكمل حال، هذه الأنظمة التي يسير عليها الكون دون أن يتسرَّب إليه أي خلل أو نقصان، هذه الدقة في التكوين، هذا الجمال والتنظيم، هذا الخلق التام البديع. وإن شئت فقل: كل ما يظهر ويبدو، وكل ما يمكن أن تراه إذا طلعت عليه الشمس ينطوي تحت كلمة: (وَالضُّحَى). أمَّا كلمة: (الليلِ): فإنها تشير إلى ما ينبعث عن الليل وما يرافقه من فوائد يتم بها السير والتنظيم، ففي الليل إذا سجى: أي: إذا غطَّى الكون بظلمته تتلطَّف حرارة الجو، ويُخيِّم السكون والهدوء، وفي ذلك ما فيه من معونة على نمو النبات ونضج الثمار، وفي ذلك معونة للإنسان والحيوان على الراحة وتجديد النشاط إلى غير ذلك من الفوائد التي لا يستطيع أن يحصيها الإنسان.
في يوم الاثنين من رمضان من العام الأربعين من مولد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وفي غار حراء نزل جبريل عليه السلام بأمر الله عز وجل، يحمل أعظم رسالة، إلى أفضل نبي، ليغير الحياة من الشرك إلى التوحيد، ومن الظلمات إلى النور، قال الله تعالى: { الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ العَزِيزِ الحَمِيدِ}(إبراهيم:1)، وقد أجمع رواة السيرة النبوية على أن بداية نزول الوحي كان في شهر رمضان، وأول ما أوحى الله إلى نبيه صلى الله عليه وسلم من القرآن الكريم قوله تعالى: { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}(العلق:1). قال ابن القيم في زاد المعاد فيما ذكره عن عائشة رضي الله عنها: "ثم أكرمه الله تعالى بالنبوة, فجاء الملك وهو بغار حراء, وكان يحب الخلوة فيه, فأول ما أنزل عليه: { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}(العلق:1) هذا قول عائشة والجمهور". وما رواه البخاري عن يَحْيَى بن أبي كثير قال: سَأَلْتُ أبا سلمة بن عبد الرحمن عن أَوَّل ما نزل من القرآن؟ قَال:{ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ}(المدثر:1): محمول على الأوّلية بالنّظر إلى ما بعد الفترة، لا الأوّلية المطلقة، قال النووي: "فالصواب أن أول ما نزل { اقْرَأْ} وأن أول ما نزل بعد فترة الوحى { يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّر)".
إعراب الآية 3 من سورة الضحى - إعراب القرآن الكريم - سورة الضحى: عدد الآيات 11 - - الصفحة 596 - الجزء 30. (ما) نافية (وَدَّعَكَ) ماض ومفعوله (رَبُّكَ) فاعل والجملة جواب القسم لا محل لها (وَما قَلى) معطوفة على ما قبلها. مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3) وجملة: { ما ودعك ربك} الخ جواب القسم ، وجواب القسم إذا كان جملة منفية لم تقترن باللام. والتوديع: تحيةُ من يريد السفر. واستعير في الآية للمفارقة بعد الاتصال تشبيهاً بفراق المسافر في انقطاع الصلة حيث شبه انقطاع صلة الكلام بانقطاع صلة الإقامة ، والقرينة إسناد ذلك إلى الله الذي لا يتصل بالناس اتصالاً معهوداً. وهذا نفي لأن يكون الله قطع عنه الوحي. وقد عطف عليه: { وما قلى} للإِتيان على إبطال مقالتي المشركين إذ قال بعضهم: ودَّعه ربه ، وقال بعضهم: قَلاه ربه ، يريدون التهكم. وجملة: { وما قلى} عطف على جملة جواب القسم ولها حكمها. والقليْ ( بفتح القاف مع سكون اللام) والقِلَى ( بكسر القاف مع فتح اللام): البغض الشديد ، وسبب مقالة المشركين تقدم في صدر السورة. والظاهر أن هذه السورة نزلت عقب فترة ثانية فتر فيها الوحي بعد الفترة التي نزلت إثرها سورة المدثر ، فعن ابن عباس وابن جريج: «احتبس الوحي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسة عشر يوماً أو نحوها.
وهكذا يوجه الله تعالى المسلمين لأدب الكلام ويعلمنا كيف نخاطب الذين نجلهم ونحترمهم. ولقد جمعت هذه الآية التكريم للرسول من ربه مرتين مرة بذكر المفعول مع فعل التوديع ومرة بحذف المفعول مع الفعل قلى. س- لماذا قال تعالى ربك ولم يقل الله؟ ج- هنا تكريم آخر من الله تعالى لرسوله الكريم. فالرب هو المربي والموجه والقيم. وذكر الفاعل وهو الرب إكرام آخر فلم يقل لم تودع ولم تقلى. والرب هو القيم على الأمر فكيف يودعك وهو ربك لا يمكن أن يودع الرب عبده كما لا يمكن لرب البيت أن يودعه ويتركه ورب الشئ لا يودعه ولا يتركه وإنما يرعاه ويحرص عليه. واختيار كلمة الرب بدل كلمة الله لأن لفظ الجلالة (الله) كلمة عامة للناس جميعا ولكن كلمة (الرب) لها خصوصية, وهذا يحمل التطمين للرسول الكريم من ربه الذي يرعاه ولا يمكن أن يودعه أو يتركه ابداً.
اكسب ثواب بنشر هذا التفسير
انفرد بإخراجه مسلم عن أبي الربيع ، وأبي كامل ، كلاهما عن حماد بن زيد ، عن أيوب به
عن عائشة قالت: دخل على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يهود، فقالوا: السام عليك يا أبا القاسم، فقالت عائشة: وعليكم السام، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم:(ياعائشة إن اللّه لا يحب الفحش ولا التفحش) قلت: ألا تسمعهم يقولون: السام عليك؟ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم:(أو سمعت ما أقول وعليكم؟) فأنزل اللّه تعالى: {وأذا جاءوك حيوك بما لم يحيك به اللّه} ""أخرجه ابن أبي حاتم"".
وعن ابن عباس: بأمره. وعلى الله فليتوكل المؤمنون أي: يكلون أمرهم إليه ، ويفوضون جميع شئونهم إلى عونه ، ويستعيذون به من الشيطان ومن كل شر ، فهو الذي سلط الشيطان بالوساوس ابتلاء للعبد وامتحانا ولو شاء لصرفه عنه. الثانية: في الصحيحين عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا كان ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الواحد. ليحزن الذين آمنوا. وعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الآخر حتى تختلطوا بالناس من أجل أن يحزنه فبين في هذا الحديث غاية المنع وهي أن يجد الثالث من يتحدث معه كما فعل ابن عمر ، ذلك أنه كان يتحدث مع رجل فجاء آخر يريد أن يناجيه فلم يناجه حتى دعا رابعا ، فقال له وللأول: تأخرا وناجى الرجل الطالب للمناجاة. خرجه الموطأ. وفيه أيضا التنبيه على التعليل بقوله: من أجل أن يحزنه أي: يقع في نفسه ما يحزن لأجله. وذلك بأن يقدر في نفسه أن الحديث عنه بما يكره ، أو أنه لم يروه أهلا ليشركوه في حديثهم ، إلى غير ذلك من ألقيات الشيطان وأحاديث النفس. وحصل ذلك كله من بقائه وحده ، فإذا كان معه غيره أمن ذلك ، وعلى هذا يستوي في ذلك كل الأعداد ، فلا يتناجى أربعة دون واحد ولا عشرة ولا ألف مثلا ؛ لوجود ذلك المعنى في حقه ، بل وجوده في العدد الكثير أمكن وأوقع ، فيكون بالمنع أولى.
{ { لِيَحزن الَّذِينَ آمَنُوا}} هذا غاية هذا المكر ومقصوده، { { وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ}} فإن الله تعالى وعد المؤمنين بالكفاية والنصر على الأعداء، وقال تعالى: { { وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ}} فأعداء الله ورسوله والمؤمنين، مهما تناجوا ومكروا، فإن ضرر ذلك عائد إلى أنفسهم، ولا يضر المؤمنين إلا شيء قدره الله وقضاه، { { وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}} أي: ليعتمدوا عليه ويثقوا بوعده، فإن من توكل على الله كفاه، وتولى أمر دينه ودنياه #أبو_الهيثم #مع_القرآن 5 0 13, 276