موقع شاهد فور

بلاط الشهداء.. وتوقف المد الإسلامي بأوروبا (في ذكرى نشوبها: 2 رمضان 702هـ) - إسلام أون لاين | هل تقبل توبة الساحر

July 3, 2024
نتائج معركة بلاط الشهداء 1- انتصر الفرنجة علي المسلمين وانسحاب الجيش الاسلامي 2- تاسيس امبراطورية الكارولنجية 3- نهضت اروبا واستقلت عن الحكم العربي

معركة بلاط الشهداء - المعرفة

كان «عبد الرحمن الغافقي» جندياً عظيماً، وقائداً محنكاً، وسياسياً ماهراً، ومؤمناً ورعاً، شديد الحب للجهاد في سبيل الله، وتضطرم نفسه برغبة عارمة للانتقام لمصاب المسلمين في تولوز، لذلك أخذ في إعداد العدة لغزو بلاد فرنسا مرة أخرى، وقام بإصلاحات إدارية وتنظيمية بالأندلس أدت لتهدئة الأوضاع، واستقرار الداخل الأندلسي، وفي هذه الفترة المضطربة حاول أحد زعماء البربر الطموحين والطامعين في الحكم واسمه «منوسة» أن ينتهز الفرصة، ويستقل بحكم الولايات الشمالية، ومن أجل هذا الغرض الجامح دخل في حلف مع الكونت «أودو» حاكم إقليم «أكوتين» في جنوب فرنسا.

أحمد تمام بلاط الشهداء كما تخيلها الغرب فتح المسلمون الأندلس سنة (92 هـ = 711م) في عهد الخليفة الأموي " الوليد بن عبد الملك "، وغنموا ملك القوط على يد الفاتحين العظيمين طارق بن زياد وموسى بن نصير، وأصبحت الأندلس منذ ذلك الوقت ولاية إسلامية تابعة لدولة الخلافة الأموية، وتعاقب عليها الولاة والحكام ينظمون شئونها ويدبرون أحوالها، ويواصلون الفتح الإسلامي إلى ما وراء جبال ألبرت في فرنسا. ولم يكد يمضي على فتح الأندلس سنوات قليلة حتى نجح المسلمون في فتح جنوبي فرنسا واجتياح ولاياتها، وكانت تعرف في ذلك الحين بالأرض الكبيرة أو بلاد الغال، وكان بطل هذه الفتوحات هو "السمح بن مالك" والي الأندلس، وكان حاكما وافر الخبرة، راجح العقل، نجح في ولايته للأندلس؛ فقبض على زمام الأمور، وقمع الفتن والثورات، وأصلح الإدارة والجيش. وفي إحدى غزواته التقى السمح بن مالك بقوات الفرنجة في تولوشة ( تولوز)، ونشبت معركة هائلة ثبت فيها المسلمون ثباتا عظيما على قلة عددهم وأبدوا شجاعة نادرة، وفي الوقت الذي تأرجح فيه النصر بين الفريقين سقط السمح بن مالك شهيدًا من فوق جواده في (9 من ذي الحجة 102 هـ = 9 من يونيو 721م)، فاضطربت صفوف الجيش واختل نظامه وارتد المسلمون إلى "سبتمانيا" بعد أن فقدوا زهرة جندهم.

ولا خلاف بين العلماء في أن توبته مقبولة في الباطن تنفعه في الآخرة؛ قال ابن قدامة في المغني: فصل: وهل يستتاب الساحر؟ فيه روايتان؛ إحداهما: لا يستتاب. وهو ظاهر ما نقل عن الصحابة، فإنه لم ينقل عن أحد منهم أنه استتاب ساحرًا، وفي الحديث الذي رواه هشام بن عروة عن أبيه، عن عائشة، أن الساحرة سألت أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- وهم متوافرون، هل لها من توبة؟ فما أفتاها أحد. هل للساحر توبة؟. ولأن السحر معنى في قلبه، لا يزول بالتوبة، فيشبه من لم يتب. والرواية الثانية: يستتاب، فإن تاب قبلت توبته؛ لأنه ليس بأعظم من الشرك، والمشرك يستتاب، ومعرفته السحر لا تمنع قبول توبته، فإن الله تعالى قبل توبة سحرة فرعون وجعلهم من أوليائه في ساعة، ولأن الساحر لو كان كافرًا فأسلم صح إسلامه وتوبته، فإذا صحت التوبة منهما صحت من أحدهما، كالكفر، ولأن الكفر والقتل إنما هو بعمله بالسحر، لا بعلمه، بدليل الساحر إذا أسلم، والعمل به يمكن التوبة منه، وكذلك اعتقاد ما يكفر باعتقاده، يمكن التوبة منه كالشرك. وهاتان الروايتان في ثبوت حكم التوبة في الدنيا، من سقوط القتل ونحوه، فأما فيما بينه وبين الله تعالى، وسقوط عقوبة الدار الآخرة عنه، فتصح، فإن الله تعالى لم يسد باب التوبة عن أحد من خلقه، ومن تاب إلى الله قبل توبته، لا نعلم في هذا خلافًا.

هل للساحر توبة؟

مجموع فتاوى الشيخ ابن باز " ( 8 / 111). هل تقبل توبة الساحر؟. 2. وقال الشيخ رحمه الله – أيضاً – (8/69): " والصحيح عند أهل العلم: أن الساحر يقتل بغير استتابة ؛ لعظم شره وفساده ، وقد ذهب بعض أهل العلم إلى أنه يستتاب ، وأنهم كالكفرة الآخرين يستتابون ، ولكن الصحيح من أقوال أهل العلم: أنه لا يستتاب ؛ لأن شره عظيم ، ولأنه يخفي شره ، ويخفي كفره ، فقد يدعي أنه تائب وهو يكذب ، فيضر الناس ضرراً عظيماً ، فلهذا ذهب المحققون من أهل العلم إلى أن من عرف وثبت سحره يقتل ولو زعم أنه تائب ونادم ، فلا يصدق في قوله. ولهذا ثبت عن عمر رضي الله عنه أنه كتب إلى أمراء الأجناد أن يقتلوا كل من وجدوا من السحرة ، حتى يتقي شرهم ، قال أبو عثمان النهدي: ( فقتلنا ثلاث سواحر) ، هكذا جاء في صحيح البخاري عن بجالة بن عبدة – [رواه أبو داود بإسناد صحيح وأصله في "البخاري"] - ، وهكذا صح عن حفصة أنها قتلت جارية لها ، لما علمت أنها تسحر قتلتها ، وهكذا جندب بن عبد الله رضي الله عنه الصحابي الجليل لما رأى ساحراً يلعب برأسه - يقطع رأسه ويعيده ، يخيِّل على الناس بذلك - أتاه من جهة لا يعلمها فقتله ، وقال: ( أعد رأسك إن كنت صادقاً). والمقصود: أن السحرة شرهم عظيم ، ولهذا يجب أن يقتلوا ، فولي الأمر إذا عرف أنهم سحرة ، وثبت لديه ذلك بالبينة الشرعية: وجب عليه قتلهم ؛ صيانة للمجتمع من شرهم وفسادهم " انتهى.

هل تقبل توبة الساحر؟

7. وقال الشيخ ابن عثيمين – أيضاً -: " والقول بقتلهم ( يعني: السحرة) موافق للقواعد الشرعية ؛ لأنهم يسعون في الأرض فساداً ، وفسادهم من أعظم الفساد ، فقتلهم واجب على الإمام ، ولا يجوز للإمام أن يتخلف عن قتلهم ؛ لأن مثل هؤلاء إذا تركوا وشأنهم انتشر فسادهم في أرضهم وفي أرض غيرهم ، وإذا قتلوا سلم الناس من شرهم ، وارتدع الناس عن تعاطي السحر " انتهى. " مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين " ( 9 / 509) وهو شرح لكتاب " التوحيد ". والله أعلم.

ولا ينبغي التوقف في قتل الساحر سواء قلنا بكفره أم لم نقل ، لأن هذا هو الثابت عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، وفي قتله منع من الإفساد وردع لغيره من إخوانه السحرة. فإذا تاب الساحر بينه وبين الله توبة صادقة: فإن الله تعالى يقبل منه ، وهذا فيما بينه وبين ربه قبل أن يصل أمره للقضاء ، فإذا وصل أمره للقضاء الشرعي فينبغي على القاضي قتله من غير استتابة ؛ تخليصاً للمجتمع من شره ، ولا يجوز لآحاد الناس أن يقيم الحد بنفسه ، بل الأمر مرجعه لولي الأمر. وهذه طائفة من فتاوى العلماء في ذلك: 1. قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: " إذا تاب الساحر توبة صادقة فيما بينه وبين الله: نفعه ذلك عند الله ، فالله يقبل التوبة من المشركين وغيرهم ، كما قال جل وعلا: ( وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ) الشورى/25 ، وقال جل وعلا: ( وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) النور/31. لكن في الدنيا لا تقبل ، الصحيح: أنه يقتل ، فإذا ثبت عند حاكم المحكمة أنه ساحر يقتل ، ولو قال: إنه تائب ، فالتوبة فيما بينه وبين الله صحيحة, إن كان صادقا تنفعه عند الله ، أما في الحكم الشرعي فيقتل ، كما أمر عمر بقتل السحرة ؛ لأن شرهم عظيم ، قد يقولون: تبنا ، وهم يكذبون ، يضرون الناس ، فلا يسلم من شرهم بتوبتهم التي أظهروها ولكن يقتلون ، وتوبتهم إن كانوا صادقين تنفعهم عند الله " انتهى. "

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]