كما ان للسيدة زينب دور مهم في الحفاظ على العائلة والأطفال من التشتت والضياع نتيجة الهجمات التي تعرضت لها الخيام، فضلا عن دورها البارز في تأليب الرأي العام في الكوفة ومخاطبة اهل الشام وفضح الماكنة الاعلامية الاموية على الرغم من تأثيرها في المجتمع آنذاك بل ان تصديها للإلقاء خطبة في الكوفة وعدم السماح للإمام السجاد عليه السلام في ان يخطب ساهمت بالحفاظ على حياته من ان يقتل قبل نزوله من على المنبر وأتاحت الفرصة له لإلقاء خطبته في مجلس يزيد. كما ان هنالك مواقف كثيرة من الصعب حصرها في هذه المقالة ولعل ابرزها الوقوف بوجه المجتمع الذكوري انذاك الذي كان يعتبر المرأة اداة من ادوات المنزل بل انها خلقت للرجل فاثبتت لذلك المجتمع ان دور المرأة لايقل اهمية عن دور الرجل اذا ما نقول يفوق ذلك في كثير من المواقف، فضلا عن رسم صورة مميزة للمرأة في تحمل الصبر والحفاظ على الحجاب في احلك الظروف وعدم الضعف ومشروعية الجهاد والمحافظة على الصلاة الواجبة والمستحبة في المصائب وشكر الله والثناء له عند الشدائد. ختاما فالسيدة زينب شخصية جمعت فصاحة وحكمة ابيها علي وعفة امها الزهراء وكيفية تحمل المصائب وصبر اخوها الحسن وشجاعة اخيها الحسين ووفاء شقيقها العباس عليهم السلام.
فيزيد كان أمامهم متربعاً على كرسي ملكه، وفي أوج قوته، وزهو انتصاره الزائف تحف به قيادات جيشه، ورجالات حكمه وزعماء الشام، كما أن أجواء المجلس كانت مهيأة ومعدة ليكون الاجتماع مهرجاناً للاحتفال بقتل أهل البيت.
وكان لها بالمدينة المنورة قبل خروجها مع الإمام الحسين إلى كربلاء مجلس علم تتدارس فيه أمور الدينـ وممن ذكر بعضا من مجالسها العلمية وما فيها من إطروحات علمية ابن الأنباري وغيره. ومن المدينة بدأت رحلة جديدة مع أخيها الإمام الحسين في كربلاء حيث شهدت المعركة بكافة تفاصيلها، وفقد أبناءها وأخيها وأبناء أخيها شهداء في كربلاء، فتجلت شجاعتها وصبرها وثباتها بشكل مبهر. وقد ذكر الكثير من كتب التاريخ مواقف السيدة زينب في كربلاء، منها تاريخ الطبري وابن كثير في البداية والنهاية ومقاتل الطالبيين، وكذلك الإمام الرائد محمد زكي إبراهيم في كتابه "مراقد أهل البيت في القاهرة" حيث ذكروا أنه لمَّا خرج الإمام الحسين رضى الله عنه في جهاد الغاصب الفاسد يزيد بن معاوية شاركته السيدة زينب رضي الله عنها في رحلته وقاسمته الجهاد، فكانت تثير حَمِيَّةَ الأبطال، وتشجع الضعفاء، وتخدم المقاتلين، وقد كانت أبلغ وأخطب وأشعر سيدة من أهل البيت خاصة، والنساء عامة في عصرها. لماذا السيدة زينب في كربلاء؟. ولما قُتِلَ الحسين وساقوها أسيرة مع السبايا، وقفت على ساحة المعركة، تقول: «يا محمداه! يا محمداه! هذا الحسين في العراء، مزمَّل بالدماء، مقطع الأعضاء، يا محمداه!
فكانت نعم الأخت المواسية المساندة لأخيها الحسين (ع) فقد شاركت أخاها في ثورته العظيمة الخالدة، وقادت بعده ركب النهضة المقدسة تلك هي ابنة علي وفاطمة السيدة زينب (ع)........ انتهى/ 278
أَمّا الفصلُ الثاني من كربلاء فقد نهضَ بأعبائِهِ الامامُ زين العابدين (ع) ، والسيدة زينب (ع) ، وعقائل النُّبُوَّةِ ، ومُخَدَّراتِ الرسالة. فالكلماتُ التي اطلقها الامام زينُ العابدين في مجلس ابن زياد وفي مجلسِ يزيد كانَ وقعها على الطغاةِ اشدُ من وقع السيوفِ وطعنِ الاسنَّةِ ، وكذلك مافعلتُهُ السيدة زينب عقيلة بني هاشم و بنات رسول الله(ص) ، فهذه بطولةٌ في ميدانِ الكلمة وايصال صوت الثورة الى كلِّ العالم وعبر الزمان والمكان ، ولولا هذا النوع من البطولة لضاعت الثورةُ وأَنطفأَتْ اهدافُهُا بفعل الاعلام الامويُّ المضلل الذي وصف قادة الثورة بانها خوارج خرجوا على حكومة يزيد الشَّرعِيَّةِ بزعمهم. وفي الختام اهنيكم بهذه الولادات المباركة ، واسأل اللهَ تعالى أن يرزقنا شفاعة هؤلاء الابطال في الدار الاخرة.
وكان للسيدة زينب (عليها السلام) دور أساسي ورئيسي في هذه الثورة العظيمة، فهي الشخصية الثانية على مسرح الثورة بعد شخصية أخيها الحسين (ع). كما أنها قادت مسيرة الثورة بعد استشهاد أخيها الحسين (ع) وأكملت ذلك الدور العظيم بكل جدارة.
يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (30) قوله تعالى: يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون قوله تعالى: ياحسرة على العباد منصوب; لأنه نداء نكرة ، ولا يجوز فيه غير النصب عند البصريين. وفي حرف أبي " يا حسرة العباد " على الإضافة. وحقيقة الحسرة في اللغة أن يلحق الإنسان من الندم ما يصير به حسيرا. وزعم الفراء أن الاختيار النصب ، وأنه لو رفعت النكرة الموصولة بالصلة كان صوابا. واستشهد بأشياء ، منها: أنه سمع من العرب: يا مهتم بأمرنا لا تهتم. وأنشد: يا دار غيرها البلى تغييرا قال النحاس: وفي هذا إبطال باب النداء أو أكثره; لأنه يرفع النكرة المحضة ، ويرفع ما هو بمنزلة المضاف في طوله ، ويحذف التنوين متوسطا ، ويرفع ما هو في المعنى مفعول بغير علة أوجبت ذلك. فأما ما حكاه عن العرب فلا يشبه ما أجازه; لأن تقدير ( يا مهتم بأمرنا لا تهتم) على التقديم والتأخير ، والمعنى: يا أيها المهتم لا تهتم بأمرنا. وتقدير البيت: يا أيتها الدار ، ثم حول المخاطبة ، أي: يا هؤلاء غير هذه الدار البلى ، كما قال الله - جل وعز -: حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم.
الثالث: المتلهفون من المسلمين والملائكة ، ألا ترى إلى ما حكي عن حبيب أنه حين القتل كان يقول: اللهم [ ص: 56] اهد قومي ، وبعد ما قتلوه وأدخل الجنة ، قال: يا ليت قومي يعلمون ، فيجوز أن يتحسر المسلم للكافر ويتندم له وعليه. المسألة الثالثة: قرئ ( يا حسرة) بالتنوين ، و ( يا حسرة العباد) بالإضافة من غير كلمة على ، وقرئ يا حسرة على بالهاء إجراء للوصل مجرى الوقف. المسألة الرابعة: من المراد بالعباد ؟ نقول فيه وجوه: أحدها: الرسل الثلاثة كأن الكافرين يقولون عند ظهور البأس: يا حسرة عليهم يا ليتهم كانوا حاضرين شأننا لنؤمن بهم. وثانيها: هم قوم حبيب. وثالثها: كل من كفر وأصر واستكبر ، وعلى الأول فإطلاق العباد على المؤمنين كما في قوله: ( إن عبادي ليس لك عليهم سلطان) ( الحجر: 42) وقوله: ( ياعبادي الذين أسرفوا) ( الزمر: 53) وعلى الثاني فإطلاق العباد على الكفار ، وفرق بين العبد مطلقا وبين المضاف إلى الله تعالى ، فإن الإضافة إلى الشريف تكسو المضاف شرفا ، تقول: بيت الله ، فيكون فيه من الشرف ما لا يكون في قولك: البيت ، وعلى هذا فقوله تعالى: ( وعباد الرحمن) ( الفرقان: 63) من قبيل قوله: ( إن عبادي) وكذلك: ( عباد الله) ( الإنسان: 6).
يا حسرة على العباد لمشاهدة الصورة بحجمها الأصلي اضغط هنا جودة الطباعة - ألوان جودة الطباعة - أسود ملف نصّي يا حسرة على العباد قال الله تعالى: يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون ( يس: 30) — أي يا حسرة العباد وندامتهم يوم القيامة إذا عاينوا العذاب, ما يأتيهم من رسول من الله تعالى إلا كانوا به يستهزئون ويسخرون. التفسير الميسر بالضغط على هذا الزر.. سيتم نسخ النص إلى الحافظة.. حيث يمكنك مشاركته من خلال استعمال الأمر ـ " لصق " ـ
وتم الكلام على هذا ، ثم ابتدأ فقال: ما يأتيهم من رسول. وقرأ ابن هرمز ومسلم بن جندب وعكرمة: " يا حسره على العباد " بسكون الهاء للحرص على البيان وتقرير المعنى في النفس ، إذ كان موضع وعظ وتنبيه ، والعرب تفعل ذلك في مثله ، وإن لم يكن موضعا للوقف. ومن ذلك ما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يقطع قراءته حرفا حرفا; حرصا على البيان والإفهام. ويجوز أن يكون " على العباد " متعلقا بالحسرة ، ويجوز أن يكون متعلقا بمحذوف لا بالحسرة ، فكأنه قدر الوقف على الحسرة فأسكن الهاء ، ثم قال: " على العباد " أي: أتحسر على العباد. وعن ابن عباس والضحاك وغيرهما: ( يا حسرة العباد) مضاف بحذف " على ". وهو خلاف المصحف. وجاز أن يكون من باب الإضافة إلى الفاعل ، فيكون العباد فاعلين ، كأنهم إذا شاهدوا العذاب تحسروا ، فهو كقولك: يا قيام زيد. ويجوز أن تكون من باب الإضافة إلى المفعول ، فيكون العباد مفعولين ، فكأن العباد يتحسر عليهم من يشفق لهم. وقراءة من قرأ: " يا حسرة على العباد " مقوية لهذا المعنى.
ومعنى دعاء الثبور مناداته للحضور بأن يقولوا: واثبوراه أو يا ثبوراه أي احضر يا ثبور فهذا وقتك وحينك. والثبور الهلاك. ولا يقصد حقيقة النداء ولكن المقصود بيان أن العباد أوقعوا أنفسهم في أمر عظيم لا يستطيعون منه مخرجاً تركبهم منه الحسرة مركباً عظيماً لا تفارقهم وينالهم من الغم والندم ما يملأ نفوسهم فليس في نفوسهم مكان لغير الكرب والندم وليس فيها موضع استرواح رائحة أمل ولا تنسم نسمة فرج فهم متحسرون نادمون منقطعون لا تفارقهم الحسرة والندم والغم أبد الآبدين. وعبّر بذلك تفظيعاً لما يصيبهم وهو نظير قولنا عن شخص وقد عمل عملاً نعلم أنه سيلحقه منه خسران كبير: يا خسارته، يا ويله مما سيحصل. نقول ذلك استفظاعاً لما يصيبه واستعظاماً له. والعباد هم المكذبون بالرسل المستهزئون بهم. جاء في التفسير الكبير: "من المتحسر؟ نقول فيه وجوه: الأول: لا متحسر أصلاً في الحقيقة إذ المقصود بيان أن ذلك وقت طلب الحسرة حيث تحققت الندامة عند تحقق العذاب. وههنا بحث لغوي وهو أن المفعول قد يرفض إذا كان الغرض غير متعلق به، يقال إن فلاناً يعطي ويمنع ولا يكون هناك شيء معطى إذ المقصود أن له المنع والإعطاء. ورفض المفعول كثير وما نحن فيه رفض الفاعل وهو قليل.
و { العباد}: اسم للبشر وهو جمع عبد. والعبد: الممْلوك وجميع الناس عبيد الله تعالى لأنه خالقهم والمتصرف فيهم قال تعالى: { رزقاً للعباد} [ ق: 11] ، وقال المغيرة بن حبناء:... أمسَى العباد بشَرَ لا غياث لهم إلا المهلب بعد الله والمطرُ... ويجمع على عبيد وعباد وغلب الجمع الأول على عبد بمعنى مملوك ، والجمع الثاني على عبد بمعنى آدمي ، وهو تخصيص حسن من الاستعمال العربي. والحسرة: شدة الندم مشوباً بتلهف على نفع فائت.
إعراب الآية 30 من سورة يس - إعراب القرآن الكريم - سورة يس: عدد الآيات 83 - - الصفحة 442 - الجزء 23. (يا حَسْرَةً) حسرة منادى شبيه بالمضاف منصوب (عَلَى الْعِبادِ) متعلقان بفعل النداء (ما يَأْتِيهِمْ) ما نافية وفعل مضارع ومفعول به والميم لجمع الذكور (مِنْ رَسُولٍ) من حرف جر زائد رسول اسم مجرور لفظا مرفوع محلا فاعل يأتي والجملة استئنافية لا محل لها (إِلَّا) حرف حصر (كانُوا) ماض ناقص واسمه والجملة في محل نصب حال (بِهِ) متعلقان بيستهزئون (يَسْتَهْزِؤُنَ) مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل والجملة خبر كانوا. يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (30) ( 30) ياحسرة عَلَى العباد مَا يَأْتِيهِمْ مِّن رَّسُولٍ}. تذييل وهو من كلام الله تعالى واقع موقع الرثاء للأمم المكذبة الرسل شامل للأمة المقصودة بسوق الأمثال السابقة من قوله: { واضْرِبْ لَهُم مَثَلاً أصحابَ القرية} [ يس: 13] ، واطراد هذا السَنن القبيح فيهم. فالتعريف في { العباد} تعريف الجنس المستعمل في الاستغراق وهو استغراق ادعائي روعي فيه حال الأغلب على الأمم التي يأتيها رسول لعدم الاعتداء في هذا المقام بقلة الذين صدَّقوا الرسل ونصروهم فكأنَّهم كلهم قد كذبوا.