فنمازحه ويمازحنا ونغني أمامه ونثب ونلعب، ونسبح ونركب الخيل ونصطاد، وكان يرغبنا في السباحة والفروسية والرمي، وسائر أنواع الرياضة، لأن ذلك من سنة الإسلام، ويود أن يكون معنا فيه ولكن السن تمنعه والضعف والكبر، ثم نعود من الغد إلى الدرس، ونحن أصفى الناس ذهنا، وأطيبهم نفسا، وأشدهم نشاطا. قال ابن سيرين ( إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم ) هذا مثل - دليل المتفوقين. ولازمت من بعده مشايخ كثيرين كانت حالهم كحال الشيخ أو قريبا منها، وكانت حياتهم علما وعملا، ومنطقا وخلقا، وكانوا كلهم يحدثونا عن الأزهر وما فيه، حتى حبب إلينا الأزهر القديم من أحاديثهم، وتخيلناه جنة الروح، ونعيم القلب، وتوهمنا أن ما رأيناه من أحوال مشايخنا وردة من تلك الجنة، وطرفا من ذلك النعيم، وبتنا نتشوق إلى الأزهر، ونتمنى أن نزور مصر لنراه، فلما قدمت مصر سنة 1928 رأيت الأزهر قد تغير عما وصفوه لنا، وحال عن حاله التي حدثونا عنها، فتركته ودخلت دار العلوم العليا. ثم لما عدت سنة 1945، لم أجد الأزهر وإنما وجدت مسجدا خاليا، وكليات تنتسب إليه ليست إلا مدارس كما عرفنا من المدارس، فبكيته لما فقدته، وحننت إليه، لا إلى سراج الزيت، وحصير الرواق، بل إلى ذاك التقي وتلك الأخلاق. بكيت فيه شيخي، وبكيت فيه عهد الشيخ الذي مضى عليه اليوم أكثر من ربع قرن، ولا تزال ذكراه غذاء لروحي، وفرحة لقلبي، وأنسة لي في وحشة الحياة، أفكر فيه كما يفكر العاشق المهجور في ليالي الوصال، والسجين في أيام الحرية، والمفلس في زمان الغنى، بل إنه لأحب إلي من عهود الحب، وليالي الوصال، لأنها لذة الهوى وهو حلاوة الإيمان، ولأن ذكراه ذخري الذي لا يفنى، ومفزعي كلما دهمتني خطوب هذه الحياة المادية التي تختنق فيها الروح، ومعين اليقين لي في نوادي الشكوك.
الاخوة الكرام اعضاء وزوار منتدانا منبر الدعوة السلفية السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حياكم الله جميعا ووفقنا واياكم لخير الدنيا والآخره
يربط العلماء في منهجيّة التلقي بين حفظ العلم وفهمه، وأخذه عن العلماء الصالحين؛ بالتوازي مع أمانته العلمية، وحسن أخلاقه " خليقٌ بكلّ طالبِ نجدة علميّة أن يُحسن التحري في البحث عمّن يُجيب عنها، ولابدّ أن يكون ذلك متكامل الشخصيّة نفسياً واجتماعياً وسلوكياً، لأنَّ نقص عوامل ترقية شخصيّته وسُويّته؛ تؤثر في فكره المنطقي، ومنطوق كلامه. إنّنا اليوم نعيش واقعاً كثرت فيه الهزائم النفسية في مجال الفقه والفكر والتفسير؛ فصار كثير من المتفيهقين يأتون بأقوال شاذّة؛ ليس لقوّة دليل أو حجّة استدلال؛ ومن أجزاء حقيقة ذلك الهزيمة النفسيّة تجاه الطرف الآخر، ما استطاع صاحبها أن يُظهر الخلل النفسي؛ لأنّه يكشف عن عيوبه؛ أو أنّه لا يدري عن نفسه انهزامه؛ فيقوم بالقراءة في الكتب لاختيار الآراء الشاذّة، وينشرها لاتّساقها مع تركيبته النفسية، ويُساعد على ذلك بيئة مجتمعيّة تتقبّل هذه الآراء باسم الانفتاح، وقد يتبنّاه بعض السلاطين فيغدو مقبولاً في الأوساط الرسميّة ؛ فتكون هذه العلائق لها أثرها في النفخ بالبوق وصدعه بهذه الرؤى الخنفشارية! يقول الإمام الأوزاعي: "اعلموا أن هذا العلم دين، فانظروا ما تصنعون، وعمن تأخذون، وبمن تقتدون، ومن على دينكم تأمنون" ( تاريخ دمشق:٦ /٣٦٢).
09-13-2016 قـائـمـة الأوسـمـة لوني المفضل Darkturquoise حديث "الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة" حديث "الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة" قال - صل الله عليه وسلم - في الحديث الذي رواه البخاري: عن أبي هريرة رضي الله عنه ( والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة). وحديث ابن مسعود (3669) ، وهو حسن. الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ؟ – موقع كتبي. "ومعنى الحديث" الحج من أعظم أركان الإسلام، وفريضة عظيمةٌ بها يُهدمُ ما قبلها من الذنوب لقول الرسول الكريم - صل الله عليه وسلم - لعمرو بن العاص - رضي الله عنه -: (( أما علمت يا عمرو أن الإسلام يهدم ما قبله، وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها، وأنَّ الحج يهدم ما كان قبله))1. ويبشره النبي - صل الله عليه وسلم - أيضاً بقوله: (( الْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الْجَنَّةُ))2 قَالَ اِبْن خَالَوَيْهِ: الْمَبْرُور الْمَقْبُول، وَقَالَ غَيْره: الَّذِي لَا يُخَالِطهُ شَيْء مِنْ الْإِثْم، وَرَجَّحَهُ النَّوَوِيّ، وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ: الْأَقْوَال الَّتِي ذُكِرَتْ فِي تَفْسِيره مُتَقَارِبَة الْمَعْنَى، وَهِيَ أَنَّهُ الْحَجّ الَّذِي وُفِّيَتْ أَحْكَامه، وَوَقَعَ مَوْقِعاً لِمَا طُلِبَ مِنْ الْمُكَلَّف عَلَى الْوَجْه الْأَكْمَل، وَاَللَّه أَعْلَم.
هذا هو مكان الحج من دِينكم أيها المسلمون، وهذا هو سرُّ افتراضه عليكم، فبادروا أيها المستطيعون إلى أداء فريضة الحج، واعلموا أن ما تنفقونه في سبيله يُوفَّ إليكم وأنتم لا تظلمون. بادروا إلى أداء فريضة الحج ، وتعرَّفوا بسفركِم إلى الأقطار الحجازية أحوالَ إخوانكم المسلمين، وأطعموا جائعَهم، واكسُوا عاريَهم، وأنقذوا فقيرَهم من مخالب الفقر والفاقة. حقِّقوا دعوةَ أبيكم إبراهيم: ﴿ رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ ﴾ [إبراهيم: 37]. سافروا إلى الأقطارِ الحجازية، وأدُّوا فريضة الحج، يؤتِكم ربكم كِفلَين من رحمته؛ كفل لأداء فريضة الحج، وكفل لتفريج كرب المسلمين. أيها المسلمون، إن الله سبحانه وتعالى علَّق فلاحَ الإنسان وسعادته في الدنيا والآخرة على فعل الخير، والدعوة إلى الخير؛ قال تعالى: ﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [آل عمران: 104]، وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [الحج: 77]، والخير اسم لكل ما يرضاه اللهُ ويكون نافعًا في الدِّين أو الدنيا أو فيهما.
- العُمرةُ إلى العُمرةِ كفَّارةُ ما بَيْنَهما والحجُّ المبرورُ ليس له جزاءٌ إلَّا الجنَّةُ الراوي: أبو هريرة | المحدث: الطبراني | المصدر: المعجم الأوسط | الصفحة أو الرقم: 5/15 | خلاصة حكم المحدث: لم يرو هذا الحديث عن عبيد الله بن عمر إلا عبد الأعلى تفرد به محمد بن عثمان العقيلي وأبو عيسى عبد الله بن أنيس العُمْرَةُ إلى العُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِما بيْنَهُمَا، والحَجُّ المَبْرُورُ ليسَ له جَزَاءٌ إلَّا الجَنَّةُ. أبو هريرة | المحدث: البخاري | المصدر: صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 1773 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح] التخريج: أخرجه البخاري (1773)، ومسلم (1349) جعَلَ اللهُ عزَّ وجلَّ الطاعاتِ وسائرَ أعمالِ الخيرِ مُكفِّراتٍ للذُّنوبِ ورافعاتٍ للدَّرَجاتِ، ومِن أجلِّ الطاعاتِ في الأجْرِ وأعْلاها في الدَّرجةِ الحجُّ والعُمرةُ. وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بِفضْلِ عِبادةِ العُمْرةِ والحجِّ؛ أمَّا العُمرةُ فقالَ فيها صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «العُمرةُ إلى العُمرةِ كَفَّارةٌ لِما بيْنَهما»، أي: مَن اعتَمَر عُمَرتَينِ مُتتابعتَينِ كانَتِ العُمرتانِ سَببًا في تَكفيرِ ما بيْنَهما مِن الصَّغائرِ، وعدَمِ المُؤاخَذةِ بها يومَ القِيامةِ، والعُمرةُ هي: التعبُّدُ للهِ تعالَى بالإحرامِ مِن الميقاتِ والطَّوافِ بالبيتِ، والسَّعْيِ بيْن الصَّفا والمَرْوةِ، والتحَلُّلِ منها بالحَلْقِ أو التَّقصيرِ.