أي أبرم هؤلاء المشركون من قريش أمرا فأحكموه ليكيدوا به للحقّ الذي جئناهم به، فإنا محكمون لهم ما يخزيهم ويذلهم من النكال. وكذلك السؤال قد يكون لعدم العلم، وقد يكون لإظهار الفضل، فلا ينسب إلى الله إلا مقيدا بموضع الكمال كما ورد عند البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صل الله عليه وسلم: (يتعاقبُون فِيكُمْ ملائِكةٌ بِاللّيْلِ وملائِكةٌ بِالنّهارِ، ويجْتمِعُون فِي صلاةِ الْعصْرِ وصلاةِ الْفجْرِ، ثُمّ يعْرُجُ الّذِين باتُوا فِيكُمْ؛ فيسْألهمْ وهْو أعْلمُ بِهُمْ؟ فيقُولُ: كيْف تركْتُمْ عِبادِي؟ فيقُولُون: تركْناهُمْ وهُمْ يُصلّون، وأتيْناهُمْ وهُمْ يُصلّون) ([1]). وكذلك أيضا ما ورد في السنة في شأن التردد، فالتردد عند الإطلاق قد يكون كمالا في موضع ونقصا في آخر، فلو كان التردد عن جهل، وقلة علم، وعدم إحكام للأمر كان نقصا وعيبا ومذمة، وإن كان التردد لإظهار الفضل والمحبة مع إنفاذ الأمر وتحقيق الحكمة؛ كان كمالا ولطفا وعظمة، وهو المقصود في الحديث الذي رواه البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا إلى النبي صل الله عليه وسلم عن رب العزة أنه قال: (وما تردّدْتُ عنْ شيْءٍ أنا فاعِلهُ تردُّدِي عنْ نفْسِ المُؤْمِنِ، يكْرهُ الموْت، وأنا أكْرهُ مساءتهُ) ([2]).
ما ورد ذكره بنص صريح في القرآن الكريم، وما صدق عليه الرسول صلى الله عليه وسلم في أحاديثه الصحيحة. المرجع في تأويل وتفسير نصوص القرآن والسنة هو فهم الصحابة والتابعين من بعدهم، وتفسيرهم للمتشابهات من الأمور. قد بين الله تعالى كل شيء في الدين ما عظُم منه أو صغُر فما كان لأي أحد إحداث تغيير في الدين ونسبه له بالباطل، وهذا لا يتضارب مع حديث: "يبعث الله على كل رأس مئة سنة في الأمة، من يُجدد لها دينها" فالتجديد هنا مفاده توظيف النصوص بما يتوافق مع آليات العصر لكي يواكب التغيرات الحادثة من غير تأويل أو تحريف. ماهي عقيده اهل السنه والجماعه في العقيده. الإيمان بالله چل وعلا ورسوله الكريم وأن يكون باطن المرء كظاهره لا يُسر شيئاً غير ما يُبدي حتى لا يقع تحت بند النفاق هو جوهر عقيدة أهل السنة والجماعة.
سموا بأهل السنة لإتباعهم سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، و استمساكهم بتعاليمها بغض النظر عن العوائق التي ستقابلهم في زمن كثُرت فيه الفتن، وانساق فيه الناس إلى اتباع شهواتهم، وهم من يتحدث عنهم الحديث الشريف: "سيأتي زمن على أمتي، القابض فيه على دينه كالقابض على جمرة من نار" فهم القابضون على دينهم المعتصمون بسنة الرسول. وأطلق عليهم أيضا "الجماعة" وذلك لما ورد في رواية أخرى لحديث الترمذي عن الرسول: "إن بني إسرائيل افترقوا على إحدى وسبعين فرقة.. " إلى آخر الحديث، فهم الجماعة، المجتمعين على كلمة الله وحبه، ونصرة دينه ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم، ففي ظل الانشقاق الحادث، لم يتفرقوا وظلوا جماعة، ينتهجون منهج الأئمة السابقين، لم يخرجوا عليهم في أمر من أمور العقيدة تحت دعوى التجديد، ويُقال عنهم أهل الأثر والفرقة الناجية.
وإذا أتَتْكَ مَذَمّتي من نَاقِصٍ فَهيَ الشّهادَةُ لي بأنّي كامِلُ
وشهد شاهد من أهل الدار بعد أن تبين لنظام العسكر بالتأكيد على أن ألاعيب الكراكيز لم تعد تنطلي على أبناء الشعب الجزائري، وأن إثارة قضايا جانبية لا تخص هموم المواطن هو تمويه وصد الانتباه عن المشاكل الداخلية. وفي نظر الجميع باتت هذه الأسطوانة مشروخة ومكشوفة لدى عموم الناس في المجتمع الجزائري. إذا أتتك مذمتي من ناقص القائل - الحلول السريعة. ومن الناس من يستغرب مثل هذه الخرجات ولا يفهم الدواعي التي حملت تلك الأبواق إلى المحاولة اليائسة للمس برموز المملكة المغربية. ورفعوا عدة تساؤلات في وجه الجنرالات من قبيل ما دخل الشعب الجزائري في شخص ملك المغرب، أو في أي شيء قد يفيد الشعب الجزائري أن يقال عن الشعب المغربي أنه يقبل يد ملكه أو قد لا يفعل. ويضيفون هذا شأن المغاربة يخصهم ولا يخصنا. في تلك التساؤلات التي يطرحها الشارع الجزائري ما يفيد بأن هناك وعيا حقيقيا عند جيراننا الأشقاء بطبيعة المشاكل وبالوضع المتردي وبالألاعيب الصبيانية، التي من خلالها يحاول النظام الجزائري أن يقفز عليها ببرامج مثيرة للسخرية ومثيرة للغثيان. وحينما يأخذ الشعب الجزائري السبق في الرد على ذلك فهو يفعل ذلك من منطلق أن الإساءة هي إساءة للشعب الجزائري قبل أن تكون إساءة للمغرب أو قد لا تكون من حيث المبدأ.