موقع شاهد فور

كلام عن الأخ السند من صميم القلب - موقع مُحيط

June 26, 2024

والقلوب إن تنافرت وتقطعت شغافها، فمن الصعب إرجاع الصفاء الأولي لها: إن القلوب إذا تنافر ودها *** كالزجاجة كسرها لا يجبر الأخوة بذل البذل برهان صدق المحبة، ودليل متانة عقد الأخوة وترجمة سلوكية لحقيقتها. تكون الأخوة شعارا فقط، وجسدا بلا روح واسما بلا معنى، إن لم يتبعها بذل وعطاء إيثار: وليس أخـي من ودني بلسانه *** ولكنْ أخي من ودّني في النوائبِ ومَن مالُهُ مالي إذا كنتُ معدَمًا *** ومالي له إن عضّ دهـرٌ بغاربِ لا معنى لأخوة لا تولِّد محبة، وتثمر بذلا وجهادا، بذل للنفس في الأنفس، ويد في يد تبنى العلا وتنسج في الأرض متطلعة إلى السماء، همة وهمٌّ يرفع القلوب والإرادات. ومن صفت أخوته هانت أمامها كل الأشياء، يقول مرب مشفق ناصح: وَعَظْتُكَ نَثْرًا وَعَظْتُكَ شِعْراً *** وَعَظْتُكَ بِالصُّبْحِ وَالْغَلَسِ دَعَوْتُكَ تَصْحَبُ جَمْعَ الْخِيَارِ *** وَتَذْكُرُ رَبَّكَ فِي أُنُسِ وَتَطْلُبُ وَجْهَ الإِلَهِ بِصِدْقٍ *** وَتَبْذُلُ نَفْسَكَ فِي الأنْفُسِ ألا من مجيب دعوة الله، ألا من سامع أمر رسوله، أما من ملب دعوة محب ناصح، ضع يدك في يد إخوانك، واقتسم معهم حلاوة الإيمان، وفز بنصيبك من البذل والتضحيات، تنل القربى وأرفع الدرجات، متقابلا مع إخوتك في سرر جنان رب الأرض والسموات.

  1. أَخَاكَ أَخَاكَ إنَّ مَنْ لاَ أَخَا لَهُ كَسَاعٍ إلَى الهَيجَا بغَيرِ سِلاَحِ

أَخَاكَ أَخَاكَ إنَّ مَنْ لاَ أَخَا لَهُ كَسَاعٍ إلَى الهَيجَا بغَيرِ سِلاَحِ

6- ذكرت أنه عدة مرات يصفعك على وجهك، وهو ممنوع شرعًا من الضرب في الوجه، ومن الضرب الشديد الذي يترك آثارًا. 7- ثم أخيرًا تسأل: كيف تتعامل مع غضب أخيك؟ وكيف تتحكم في لسانك؟ فأقول مستعينًا بالله سبحانه: أولًا: قدِّر كثيرًا غيرةَ أخيك عليك. ثانيًا: ما دام أخوك بهذه الحِدَّةِ والغضب الشديد، فاجتنب نهائيًّا كل التصرفات التي تُغضبه. ثالثًا: عمرك الصغير نسبيًّا وفترة المراهقة التي تعيشها، تجعلك تحسُّ بأنك كبير، وليس لأحد عليك وصاية في تصرفاتك؛ ومن ثَمَّ قد تستفز أخاك بتصرفات تُغضبه منك. رابعًا: عليك بأهم شيء يُفرِّط فيه كثير ممن هم في عمرك؛ وهو الحرص على المحافظة على الواجبات الشرعية، خاصة الصلاة في أوقاتها بالمسجد، إن كان قريبًا منكم، وكذلك المحافظة على تلاوة القرآن، وأذكار الصباح والمساء؛ ففيها جميعًا الحفظ لك من شرور شياطين الجن والإنس، وفيها كذلك إدخال السرور على القلب بالأنس والطمأنينة؛ قال سبحانه: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28]. خامسًا: ذكرت أنك ذهبت للسينما مع ما فيها من المحاذير الشرعية، خاصة لشابٍّ صغير مراهق مثلك.

وسأحكي موقفًا آخر، عندما علِم بأمر غيابي عن المعهد لأسبوع؛ وذلك لوصول تنبيه للبيت - وبَّخني لذلك توبيخًا شديدًا بهدوء لم أقوَ حتى على رفع عيني من الأرض، وذات مرة أخبرتُ أختي بأني سأذهب للمكتبة للمراجعة، وأن تأخذ لي إذنًا من أخي، ففعلت، وأنا في الحقيقة ذاهبٌ للسينما، ولسوء حظي قابلت أحد أصدقائه هناك، وبعد انتهاء الفيلم عدتُ للبيت مسرعًا، فذهبت إلى غرفته لإخباره قبل أن يفعل صديقه، فتعامل مع الأمر بهدوء، وحذَّرني بألَّا أكذب ثانية، وإن أعدتُ الكَرَّةَ، فسيكون له تصرف آخر معي.

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]