عباد الله، كما أن هناك حياءً مطلوب شرعًا فهناك أيضًا حيـاءٌ مذمومٌ شرعًا، وهو ما يكون سببًا لترك أمر شرعي فهذا حياء مذموم، وليس هو بحياء شرعي، وإنما هو ضعف ومهانة. وهكذا يتضح الفرق بين الحياء الشرعي الذي يريده الله ويؤجَر عليه الإنسان، وبين الضعف والمهانة الذي ينسب للحياء، وهو ليس منه في شيء. نسأل الله تعالى أن يبصرنا في ديننا ويرزقنا الحياء ويعصمنا من البذاء والجفاء وسيء الأخلاق. بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة. الخطبة الثانية: إخوة الإيمان، إن قال قائل: وما الطريق إلى الحياء الحق؟ وكيف يعرف الإنسان نفسه؟ أهو من أهل الحياء المحمود أم لا؟ فالجواب ما أجـاب به النبـي صلى الله عليه وسلم صحابته وقيل أنه جوابٌ من ابن مسعود لأصحابه حـين قال: « استحيوا من الله حق الحياء، قالوا: والله إنا لنستحي من الله؛ والحمد لله، قال: ليس ذلك، ولكن الاستحياء من الله حق الحياء أن تحفظ الرأس وما وعى، والبطن وما حوى، وتَذْكُرَ الموت والبلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا وآثر الآخرة على الأولى، فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء » [صحيح الترمذي: 2458]. الحياء يمنع من المعاصي – عرباوي نت. إخوة الإسلام، إن الحياء دليلُ رجاحة العقل، ومؤشرٌ لميزان الإيمان، وعُنوانٌ للثقة بقيم الإسلام وأخلاقه؛ ورفضٌ واعٍ لمحاكاة الآخرين وتقليدهم في سواقط العادات والأخلاق.
وفي هذا المعنى يقول الشاعر: إذا لم تخـش عـاقبة الليـالي....... ولم تستحِ فاصنع ما تشاءُ يعيش المرء ما استحيا بخير....... ويبقى العود ما بقي اللحاءُ ليس من الحياء: إن بعض الناس يمتنع عن بعض الخير، وعن قول الحق وعن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بزعم الحياء، وهذا ولا شك فهمٌ مغلوط لمعنى الحياء؛ فخير البشر محمد صلى الله عليه وسلم كان أشد الناس حياءً، بل أشد حياءً من العذراء في خِدرها، ولم يمنعه حياؤه عن قول الحق، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بل والغضب لله إذا انتهكت محارمه. كما لم يمنع الحياء من طلب العلم والسؤال عن مسائل الدين، كما رأينا أم سليم الأنصارية رضي الله عنها تسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله! إن الله لا يستحيي من الحق، فهل على المرأة غسلٌ إذا احتلمت؟ لم يمنعها الحياء من السؤال، ولم يمنع الحياءُ الرسول صلى الله عليه وسلم من البيان؛ فقال: "نعم، إذا رأت الماء". أنواع الحياء: قسم بعضهم الحياء إلى أنواع، ومنها: 1- الحياء من الله. 2- الحياء من الملائكة. 3- الحياء من الناس. 4- الحياء من النفس. أولاً: الحياء من الله: حين يستقر في نفس العبد أن الله يراه، وأنه سبحانه معه في كل حين، فإنه يستحي من الله أن يراه مقصرًا في فريضة، أو مرتكبًا لمعصية.. قال الله عز وجل: (أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى) [العلق:14].
وهنا يعرض السؤال ماهو التدبر الذي تربط به كل تلك المعاني العظام، أقول هذا لأني وجدت كثيراً من الناس يتحدث عن تدبر القرآن وعن أهميته، مع أنه لم يحرر تلك المعاني، ويترتب على هذا معرفة أسباب التدبر وطرقه. وفي هذه العجالة أحببت أن أبين الفرق بين مفهوم التأمل والتعقل والتدبر؟ فالذي يظهر أن هناك فروق بين هذه الثلاثة. الفرق بين التأمل والتدبر والتعقل ومعرفة المعنى: فإن تأمل القرآن هو كما قال ابن القيم: "تحديق ناظر القلب إلى معانيه، وجمع الفكر على تدبره وتعقله"(1). فهو إذن يشتمل على ثلاثة أمور: 1- رؤية معانيه ومراميه بجلاء ومعرفتها بوضوح. الم تلك آيات الكتاب الحكيم دام ظله. 2- جمع الفكر على تدبره. 3- جمع الفكر على تعقله. فابن القيم جعل مطالعة المعاني أمر، والتفكر أمر ثان، والتعقل شيء ثالث، وهي معان متقاربة إذا اجتمعت حصل التأمل. أما التدبر فقد قيل في معناه: "هو التفكر الشامل الواصل إلى أواخر دلالات الكلم ومراميه البعيدة (2)". ويقول بعضهم في تعريف التدبر: "وهو عند أهل العلم بكتاب الله _جل وعلا_: العمل على تحقيق وتحديق النظر في ما يبلغه المعنى القرآني المَدِيدُ من درجات الهداية إلى الصراط المستقيم. وهذا نظر لا يتناهَى ، فإن المعنى القرآني له أصل يبدأ منه ولكن منتهاه لا يكاد يبلغه أحدٌ من العباد، فصاحب القرآن الكريم في سفر دائم طلبًا للمزيد من المعنى القرآني.
وكلّ تَعَقُلٍ وتَفَكُّرٍ وتَفَقُّهٍ وتَفَهُّمٍ للبيان القرآني لا يحقق العلم بدرجة من درجات الهداية إلى الصراط المستقيم لا يكون من تدبر القرآن الكريم في شيْءٍ".
فجعل تدبره إتباعه بعمل لأنه الأمر الذي تدعو إليه عاقبته عند من تأمله. أما التعقل ففيه معنى يقضي بإدراك المعاني المجملة التي تعقل الإنسان وتمنعه من مخالفته. وكل من التدبر والتعقل لا يتم إلاّ بعلم مجمل المعاني ومراميها. الم تلك آيات الكتاب الحكيم مد ظله. ولكن ليس من شرط هذا العلم أن يكون تفصيلياً لكل كلمة وكل حرف، بل قد يكون التدبر بإدارك المعنى الإجمالي، وعقل الكليات المرادة بالآية، ولاشك أن التدبر يكمل كلما كان العلم بالمعاني أكمل، وإن لم يكن شرط المعرفة التفصيلية للمعاني وأوجهها لازم لمطلق التدبر. فمن قرأ (ألم) ولم يعلم حقيقة معناها أو علم أنها أحرف لا معنى لها في ذاتها مجردة، ولكن فهم مرمها، والمقصد من إيرادها، وهو الإشارة إلى إعجاز القرآن اللغوي، حصل له نوع من التدبر المحمود لتلك الأحرف رغم أنه لا معنى لها مجردة في حد ذاتها. هذا والله أسأل أن يجعلنا من التالين لكتابه الكريم، المتدبرين لآيات القرآن العظيم، المنتفعين بما نقول ونسمع، وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه والتابعين. اللجنة العلمية سليمان بن جاسر الجاسر محمد سعد عبد الدايم
وداعًا يا شهر الخير والرّحمة ، وداعًا يا شهرًا تعرّفنا فيه أنفسنا ، وعلى هويّتنا الدينيّة ، تلك المَحفورة في آخر أعماق القلب ، حُبًا لله ، وطمعًا في رحماته ، فكلّ الشّكر لأيّامك الجميلة ، رزقنا والعود بالخير. إلى لقاء جديد يا مواليدًا فيه ضالّتنا ، وتعرّفنا فيه على أنفسنا ، وأعدنا حبلَ النّجاة مع ربّنا ، فاللهم استودعناك ما قدّمنا وما عملنا ، فتقبلّه منّا ولا تضرب به وجوهنا يوم نلقاك يا رب ، وأنتَ راضٍ عنّا يا كريم. إنّ ختام شهر الخيرّحمة ، لا يليق به ، تلك التي تختلط بها البفرحة الصّائم الأولى ، ودموع الحزن على ذكريات شهر من الطّاعات سوف تبقى خالدة في ذاكرتنا حتّى الأبد ، وداعًا يا شهر الخير.
وأضاف: هناك تراجع ملحوظ في تأثير أداء منبر الجمعة على المجتمع، مع أن خطب الجمعة التي نسمعها ونراها نجدها من حيث الوقت أطول من الوقت الذي كان متعارفاً عليه في زمن النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين والصحابة، ذاكراً أن موضوعاتها في السابق كانت من وحي الواقع، لهذا كانت قوية ومقنعة ومؤثرة، مما أنعكس إيجاباً على علاقة الناس آنذاك بالمنبر والخطيب. د. الغيث: أسلوب الخطيب سبب في تراجع تأثير منبر الجمعة ضبابية الأهداف وأوضح "د.
نورٌ على مَرِّ الزمان تألـقــا وأضـاءَ للدنيا طريقاً مُشرقا وهدى من الرحمن يهدينا بــه للصالحـات وللمكارم والتقى هذا كتـاب الله زاد قلوبـنا وشفاؤنا مـن كل داء أرهقا هذا هو القرآن مصـدر عزنا فبه تبوأنا المكـان الأسـمقا ياحافـظ القرآن لست بحافظ!