موقع شاهد فور

تعظيم شعائر الله

June 29, 2024

الرئيسية المقالات مقالات و خواطر تعظيم شعائر الله إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل الله، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد: فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يجعلنا وإياكم ممن يعظم شعائر الله ويحفظ حدوده، ويقيم كتاب الله وسنة رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أقول: إن الله تبارك وتعالى قد حث وحض على تعظيم شعائره، ويكفي في ذلك قوله تبارك وتعالى: ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ [الحج:32] وقد أضيفت التقوى إلى القلوب؛ لأن القلب هو محل التقوى كما قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: { التقوى هاهنا، وأشار إلى صدره} وإذا خشع القلب واتقى، خشعت سائر الجوارح، كما جاء ذلك في الحديث الصحيح أيضاً. فشعائر الله تبارك وتعالى لا يعظمها إلا من عظم الله واتقاه وعرفه تبارك وتعالى وقدره حق قدره، وهذا أمرٌ لا خلاف فيه بين المسلمين، وبين كل من يقرأ كتاب الله وسنة رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

تعظيم شعائر الله من تقوى الله من تقديم فضيلة الشيخ رشيد بن عطاء الله جزاه الله كل خير - Youtube

وقوله: ( لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ) أي: لا تحلوا مُحَرَّمَ شعائرَ الله. أيها الإخوة: وشعائر الله منها: أمكنة، ومنها أزمنة، ومنها ذوات. والشعائر المكانية هي الأماكن التي عظَّمها الله -تبارك وتعالى- وأمر بتعظيمها، وجعلها علامة على أداء عمل من عمل الحج والعمرة، مثل: الكعبة المشرفة، والمسجد الحرام، والمقام، والصفا والمروة، والمشعر الحرام بمزدلفة، ومنى، والجمار. وحَرَم مكة والمدينة كليهما معظَّمان، ومن الشعائر المكانية. ومنها ما يكون مشعراً حلالاً كعرفة والمواقيت المكانية التي يقع عندها الإحرام. وكل مكان جعله الله علامة على أداء عمل صالح فهو من شعائر الله؛ فالمساجد الثلاثة مكة والمدينة وبيت المقدس من شعائر الله.. وكل مسجدٍ لله أيضاً من شعائر الله كما قال -عز وجل-: ( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ) [النور:36]؛ فالمساجد من شعائر الله، ورفع الأذان فيها من شعائر الله، وتعظيم المساجد من تعظيم شعائر الله. وأفضل المساجد هي المساجد الثلاثة التي ثبت عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: " لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَيْها " (متفق عليه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-).

تعظيم شعائر الله

يأتي القرآن شاهدًا، فاللهم اجعله شاهدًا لنا لا علينا. ومن تعظيم شعائر الله: تعظيم بيوت الله؛ لقوله - جل وعلا - في الحديث القدسي: "إن بيوتي في أرضي المساجد، وإن زُوَّاري فيها عُمَّارها، فطوبى لعبد تطهَّر في بيته، ثم زارني في بيتي".

تعظيم شعائر الله - الجماعة.نت

أو يتعامل معها وكأنها آراء تعرض للنقاش والأخذ والرد؟! أو يقابلها بالآراء الشاذة والأقوال الضعيفة؟! ؛ ( إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)[النور: 51], ( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا)[الأحزاب: 36], نعوذ بالله من العصيان والضلال المبين. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم وبسنة سيد المرسلين, أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنب، فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم. الخطبة الثانية: الحمد لله الذي أعزنا بالإسلام، ومهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله, والصلاة والسلام على من أرسله الله بالهدى ودين الحق؛ ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون. عباد الله: إن الدين ليس مجرد علاقة روحية بين العبد وربه؛ بل هو أحوال باطنة، وشعائر ظاهرة. وكلما قوي الإيمان وغلبت التقوى في القلوب ظهرت شعائر الدين، ولا يعرف المسلم ولا بلاد الإسلام إلا بإظهار الشعائر؛ كما في الحديث المتفق عليه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا أراد أن يغزو قومًا؛ "كَانَ يُغِيرُ عِنْدَ صَلاَةِ الْفَجْرِ، فَكَانَ يَسْتَمِعُ؛ فَإِنْ سَمِعَ أَذَانًا أَمْسَكَ وَإِلاَّ أَغَارَ".

الخُطْبَةُ الأُولَى: الحمد لله العظيم في خلقه وملكه، الحكيم في أمره وشرعه وحكمه، له العظمة القاهرة، والحكمة الباهرة، أحمده -سبحانه- وأُعَظِّمه, وهو للحمد والتعظيم أهل, فسبحانه ما أعظمه! وسبحانه ما أحكمه!. والصلاة والسلام على من أرسله الله بالشريعة الحقة والرسالة الخاتمة، لا خَيرَ إلا دَلَّ الأمّةَ عليه، ولا شرَّ إلا حذّرها منه؛ ( لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)[التوبة: 128]. أما بعد: فإن أصدقَ الحديث كتابُ الله، وخيرَ الهدي هديُ محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشرَّ الأمور محدثاتُها، وكلَّ محدثة بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة، وكلَّ ضلالة في النار. عباد الله: لو أنّ كلَّ واحد منكم كان له على شخص أياد من الفضل والإنعام، أغدق عليه من ماله بعد فقر، وأطعمه بعد جوع، وآواه بعد أن كان طريدا، وأمّنه بعد أن كان خائفا، وحفظه ورعاه, ماذا يتوقع منه؟, ماذا يتوقع منه سوى أن يحمدَه ويشكرَه، ويعظِّمَ شأنَه ويقدّرَه، يستجيب له في كل طلب، ويسعى له بكل جميل, ولو كان غير ذلك لَعَدَّه من اللئام الذين قال فيهم الشاعر: إذا أنت أكرمت الكريم ملكته *** وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا إذا كان هذا في شأن البشر؛ فما بالكم برب البشر؟!

وعن قيام الساعة في يوم الجمعة: أورد الشيخ الألباني في صحيح الترغيب والترهيب قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلاَّ وَهِىَ مُصِيخَةٌ يَوْمَ الْجُمُعَةِ مِنْ حِينِ تُصْبِحُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ شَفَقًا مِنَ السَّاعَةِ إِلاَّ الْجِنَّ وَالإِنْسَ". ومن شعائر الله كذلك: ساعة يوم الجمعة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "وَفِيهِ سَاعَةٌ لاَ يُصَادِفُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ وَهُوَ يُصَلِّى يَسْأَلُ اللَّهَ شَيْئًا إِلاَّ أَعْطَاهُ إِيَّاهُ" رواه الإمام مالك. ثم هناك الشعائر المكانية؛ كالمسجد الحرام، والمسجد النبوي، والمسجد الأقصى، يقول حبيبنا صلى الله عليه وسلم: "صلاة في مسجدي أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه" رواه الإمام أحمد بسند صحيح.. كما روى الشيخ الألباني -في صحيح الجامع- قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فضل الصلاة في المسجد الحرام على غيره مائة ألف صلاة وفي مسجدي ألف صلاة وفي مسجد بيت المقدس خمسمائة صلاة". ومن الشعائر المكانية أيضاً: كل بيوت الله؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "أحب البلاد إلى الله مساجدها" رواه الإمام مسلم.

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]