موقع شاهد فور

سيماهم في وجوههم من أثر السجود

June 30, 2024

يقدم موقع الطريق في إطار خدماته لمتابعيه سلسلة بعنوان "لمحة من كتاب الله"، يسلط خلالها الضوء على تفسير بعض الآيات من القرآن الكريم، من بينها قول الله سبحانه وتعالى: "سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ". تفسير: {سيماهم في وجوههم من أثر السجود} - محمد الحسن الددو الشنقيطي - طريق الإسلام. عن تفسير هذه الآية، أجاب الشيخ عطية صقر رحمه الله رئيس لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، قائلا: إن السيما هي العلامة وجاء في المراد منها أقوال عدة، بعضها يجعلها في الدنيا وبعضها يجعلها في الآخرة، ومن الأولى قول ابن عباس: هي السمت الحسن. اقرأ أيضًا: ما المقصود بقوله تعالى: "وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ"؟ وقال بعض السلف: من كثرت صلاة العبد بالليل حسن وجهه بالنهار، روى هذا على أنه حديث مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، والصحيح أنه موقوف على جابر. وقال بعض العلماء: إن للحسنة نورا في القلب وضياء في الوجه وسعة في الرزق ومحبة في قلوب الناس، ومنه قول عثمان: ما أسرّ أحد سريرة إلا أبداها الله على صفحات وجهه وفلتات لسانه. فمن أصلح سريرته أصلح الله علانيته، وقيل: إن السيما هي ما يعلق بجباههم من الأرض عند السجود، وأما ما يقال أنها هي الأثر الطاهر في الوجه على الجبين، فأنكره البعض: ربما يكون بين عيني الرجل مثل ركبة العنز، وهى أقسى قلبا من الحجارة، ولكنه نور في وجوههم من الخشوع.

القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الفتح - الآية 29

وأخرج الطبراني في الأوسط وابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها أن ناساً كانوا يتقدمون الشهر فيصومون قبل النبي صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله: {يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله}. وأخرج سعيد بن منصور عن الضحاك أنه قرأ {لا تقدموا}. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في شعب الإِيمان عن مجاهد في قوله: {لا تقدموا بين يدي الله ورسوله} قال: لا تفتاتوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء حتى يقضي الله على لسانه. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الفتح - الآية 29. قال الحفاظ: هذا التفسير على قراءة {تقدموا} بفتح التاء والدال.

تفسير: {سيماهم في وجوههم من أثر السجود} - محمد الحسن الددو الشنقيطي - طريق الإسلام

وأما هذه التجاعيد التي تظهر بوضوح مدى ما أصاب الإنسان من سنين فهي علامات على كيف تسير حياة صاحب الوجه. والطب الحديث يقرر أن بالوجه خمسا وخمسين عضلة نستخدمها دون إرادة أو وعي في التعبير عن العواطف والانفعالات. وتحيط بتلك العضلات أعصاب تصلها بالمخ وعلى طريق المخ تتصل تلك العضلات بسائر أعضاء الجسم ، وكذلك ينعكس على الوجه كل ما يختلج في صدرك أو تشعر به في أي جزء من جسمك ، فالألم يظهر واضحا أول ما يظهر على الوجه، والراحة والسعادة مكان وضوحها وظهورها هو الوجه ، وكل عادة حسنت أو ساءت تحفر في الوجه أثرا عميقا ، فلذلك فإن الوجه هو الجزء الوحيد من جسم الإنسان الذي يفضح صاحبه وينبؤ عن حاله ، ولا يوجد عضو آخر يمكن به قراءة ما عليه الإنسان، بل إن العلماء يقولون بإمكان قراءة طبع الشخص وخلقه من تجاعيد وجهه. فأهل العناد وقوة الإرادة الذين لا يتراجعون عن أهدافهم من عادتهم زم الشفاه فيؤدي ذلك إلى انطباع تلك الصورة حتى حين لا يضمرون عنادا. أما التجاعيد الباكرة حول العينين فترجع إلى كثرة الضحك والابتسام، وأما العميقة فيما بين العينين فتدل على العبوس، والخطباء ومن على شاكلتهم من محامين وممثلين تظهر في وسط خدودهم خطوط عميقة تصل إلى الذقن؛ والكتبة على الآلة والخياطون ومن يضطرهم عملهم إلى طأطأة الرأس تظهر التجاعيد في أعناقهم وتتكون الزيادات تحت الذقن.

السؤال: ما معنى قول الله تعالى: { سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ}، ما معنى ذلك؟ الإجابة: إن معنى ذلك صفرة تعلو الوجه، إذا كان الإنسان يقوم من الليل فإنه في وقت الضحى تعلو وجهه صفرة، وهذه الصفرة هي من أثر السجود أي من أثر قيام الليل ، فالسجود هنا هو من تسمية الشيء باسم بعضه، كتسمية الإنسان رقبة الإنسان يسمى رقبة، تحرير رقبة، الرقبة جزء منه، فكذلك السجود أيضاً هو جزء من الصلاة، فالمقصود إذن من آثار الصلاة كلها، وذلك بالصفرة التي تعلو الوجه. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ الددو على شبكة الإنترنت. محمد الحسن الددو الشنقيطي أحد الوجوه البارزة للتيار الإسلامي وأحد أبرز العلماء الشبان في موريتانيا و مدير المركز العلمي في نواكشوط. 1 2 11, 642

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]