انظروا الى حيوان حفار القبور 😨😱 - YouTube
ت + ت - الحجم الطبيعي إذا لم يكن القارئ قد سبق له أن قرأ رواية لجويس كارول أوتيس من قبل، أو لم يسبق أن قرأ لها شيئاً على الإطلاق، فما عليه إلا المسارعة بالعثور على نسخة من روايتها السادسة والثلاثين الصادرة مؤخراً بعنوان «ابنة حفار القبور»، فجمالها المفعم بالحداد وقصتها الرئيسية القادرة على الاستقطاب سيصبحان شيئاً يعتز به حتى نهاية عمره. «في حياة الحيوانات يتم القضاء سريعاً على الضعفاء» هذه هي العبارة التحذيرية التي يستهل بها الكتاب، والتي ستطارد خيال القارئ طويلاً. وقائلها هو والد ربيكا التي نصادفها وهي في الثالثة والعشرين من عمرها، حيث تتردد في ذهنها بقوة لأن رجلاً يعتمر قبعة من طراز باناما يتعقب خطاها على امتداد طريق قناة إيري بارج المزدوج المنعزل خارج مدينة شوتوكوا فولز بولاية نيويورك. بعد خمسمئة صفحة وأحد عشر عاماً من ذلك المطلع ستعرف ربيكا القصد الحقيقي لذلك الرجل الذي كان بجد في إثرها، والذي خلط بينها وبين امرأة أخرى تدعى هيزل جونز. وهي صدمة عميقة لكل من القارئ وربيكا معاً، ولكننا على نحو ما، وبفضل إبداع أوتيس الفريد نكون قد عرفنا الحقيقة طوال الوقت من خلال الحدس. حفار القبور - YouTube. تكتب أوتيس نوعاً من الواقعية المحتدمة، وهي وريثة كل من توماس هاردي وثيودور درايزر، ومع ذلك فإن كونها الروائي، الذي يدور حول الطبقة العاملة، نيويورك الريفية، وبطل ماكر يتربص به الخطر، هو كون ينتمي إليها تماماً.
وقد كان من الطبيعي أن تلقى رواية أوتيس السادسة والثلاثين هذه الاهتمام الكبير الذي لقيته روايات عديدة من إبداعها، خاصة من كبرى الصحف الأميركية. ها هي صحيفة «واشنطن بوست» تبادر إلى التعقيب في مراجعة مطولة لهذه الرواية بالقول: «هذه ليست رواية دافعة للاكتئاب. كما أنها ليست بالرواية التي ترفع المعنويات. وأوتيس تنجح هنا، كما تنجح غالباً، في جعل مثل هذه الأحكام تبدو ساخنة، فهي كلها تبدو حقيقية وبالتالي مؤثرة، وإلى حد ما رهيبة. وكل جانب من جوانب الحبكة يعطي الإحساس بأنه في موضعه». وبدورها تستهل «نيويورك تايمز» عرضاً مطولاً لهذه الرواية بالقول: «عندما يقال كل شيء ويتم انجازه، عندما تكون قد رضيت بالعيوب المعرقلة لجويس كارول أوتيس، تأتي لحظة تستسلم فيها للقوة القاهرة لفضائها، وانت تستسلم لها تماماً كما أن بطلة روايتها الجديدة المحاصرة تستسلم للقوة المسكرة التي لا تعرف التراجع النابعة من رجالها الخطرين». من هو نبّاش القبور؟ - YouTube. وتقول مطبوعة «بوكليست» المتخصصة في عروض الكتب في تناولها لهذه الرواية: «بعض روايات أوتيس مركزة بشكل بالغ والبعض الآخر يغطي بانوراما اجتماعية هائلة الامتداد. أما رواية (إبنه حفار القبور) فهي هجين يجمع بين النوعين.
حيوان (حفار القبور) شئ مخيف... لا تنسي الاشتراك ليصلك الجديد - YouTube
والقارئ لا يمكن إلا أن يثق في أوتيس وروايتها التي تنطلق قدماً، حتى وهي تخوض غمار المخاطر، فما من شيء بسيط أو موات أو رخيص فيما تكتبه. في المصنع الذي تعمل به ربيكا «الضجة ليست صوتاً، وإنما هي شيء عضوي، مثل تيار كهربائي يتدفق عبر جسمك، إنها تخيفك وتطبق عليك أكثر فأكثر. وتتسارع نبضات قلبك لتحافظ على الإيقاع ويتراكض ذهنك ولكنه لا يصل إلى أي مكان، حيث لا يمكنك الاحتفاظ بتفكير متماسك». أوتيس لا تكتب نثراً شعرياً، وإنما هي كاتبة أجواء ومناخ، وروايتها الجديدة تعود بنا إلى والدي ربيكا اللذين يهربان من جحيم النازي ويصلان إلى ميناء نيويورك في عام 1936، حيث تولد ربيكا لدى وصول السفينة التي تقلهما إلى المرفأ. ويرتبط تردي أبيها من مدرس رياضيات عاشق لفلسفة هيجل إلى القائم على العناية بمقبرة ومن ثم إلى كابوس حياة حفار قبور بما ستغدو عليه حياتها ارتباطاً يكاد يكون عضوياً وحتميا تقريباً. وأوتيس تجعل من الظلام شيئاً يمكن تفهمه، وفي القسم الأول من الرواية فإنه يتحتم على ربيكا أن تشق طريقها بأظافرها خارجة من هذا الظلام. ينتهي هذا القسم بضرب بالغ العنف يستمر أربعين دقيقة، برعب يدرك القارئ وربيكا معاً أنه آت لا محالة، وهو يدفع ربيكا إلى انتزاع ابنها البالغ من العمر ثلاث سنوات وتغيير اسمه واسمها، والهرب، شأن أبويها.