موقع شاهد فور

مؤلف:قيس بن ذريح - ويكي مصدر

June 26, 2024

وعندما أخبر قيس بن ذريح أباه أنه يريد أن يتزوج لبنى، رفض والده في البداية، فذريح لا يملك ولداً سوى قيس، وقد كان كثير المال، ولم يُرد أن تخرج أمواله للغرباء، فأصرَّ عليه أن يتزوج قيس واحدة من بنات عمه بحجة أنهن أولى به. ولما يئس قيس من أبيه، قصد الحسين بن علي، شاكياً إليه حاله، فقال له الحسين: أنا أكفيك. فمضى معه إلى أبي لبنى، الملقب بالخزاعي، خاطباً إياها لقيس. أعظم الخزاعي مجيء الحسين إلى داره، لكنه قال لما سمع طلبه: يا ابن بنت رسول الله، ما كنت لأعصي لك أمراً، وما بنا عن الفتى رغبة، ولكن أحب الأمرين إلينا أن يخطبها ذريح علينا، وأن يكون ذلك عن أمره، فإنا نخاف أن يسمع أبوه بهذا فيكون عاراً ومسبة علينا. فأتى الحسين ذريحاً، وقومه مجتمعون، فقال: يا ذريح، أقسمت عليك بحقي إلا خطبت لبنى لابنك قيس، فجاوبه الأب بالسمع والطاعة. وتزوج الحبيبان، إلا أنهما لم يُرزقا بالأطفال، وكان هنالك ما ينكد عليهما صفو حياتهما، فلو أنهما عاشا بسعادة وهناء لما كان بين يدينا اليوم واحدة من أعظم قصص الحب عند العرب. طلاق قيس ولبنى كان قيس من أبرّ الناس بأمه، إلا أن زواجه ألهاه عن بعض ذلك، مما أثار حفيظة والدته، التي بدأت محاولاتها لتفريق الحبيبين.

  1. قيس بن ذريح.. نهاية موجعة

قيس بن ذريح.. نهاية موجعة

هو قيس بن ذريح من بني بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة بن مدركة؛ وأمّه بنت سنّة بن الذاهل بن عامر الخزاعي. وكان قيس بن ذريح أخا الحسين بن علي بن أبي طالب [عليه السلام] من الرضاعة، فان أم قيس أرضعت الحسين [عليه السلام]. نشأ قيس بن ذريح في المدينة، وفيها رأى لبنى بنت الحباب الكعبيّة فأحبها وأحبّته وأراد الزواج بها فدافعه أبوه عن ذلك: كان قيس وحيدا لأبويه، وكان أبوه غنيّا جدا، فأراد أن يتزوّج ابنه احدى بنات عمّه حتى لا تذهب الثروة إلى أسرة غريبة. فاستشفع قيس أخاه من الرضاعة الحسين بن علي فمشى الحسين في أمره وطلب، بما له من الوجاهة الدينية والاجتماعية، من والد قيس ووالد لبنى أن يجمعا بين الحبيبين بالزواج فلم يستطيعا مخالفته. وعاش قيس ولبنى في سعادة، ولكن لم يرزقا أولادا. فأكره ذريح ابنه قيسا على طلاق لبنى فأسرع ذلك في عقله وجعل يهيم على وجهه. غير أنه كان يلمّ ببيتها حينا بعد حين، فشكا الحباب ذلك إلى معاوية بن أبي سفيان، فكتب معاوية إلى مروان بن الحكم والي المدينة (49-56 ه‍) بأن يهدد قيسا ويردعه عن زيارة لبنى، ثم كتب إلى الحباب بأن يزوّج لبنى بخالد بن حلّزة الغطفاني. وتطاول بعد ذلك شقاء العاشقين فماتت لبنى ثم مات قيس وشيكا بعدها، نحو سنة 68 ه‍ (687 م) أو بعد ذلك بقليل، وقد دفن إلى جانبها.

وفي الغد توجه قيس إلى المنزل فسمعت لبنى صوت حبيبها، وسألت خادمتها عن سبب تردي حاله فأجاب: "هكذا تكون حال من فارق الأحبة واختار الموت على الحياة" وراح قيس من الدار ولم يقبض ثمنًا فاستغرب زوج لبنى لتخبره هذه الأخيرة أنه زوجها الأول. لقاء قيس بلبنى في المدينة شفي قيس ورحل إلى المدينة وتشبب بلبنى ورتب اللقاء، فالتقى الحبيبان وبكيا بكاءً مرًا وعذلته لبنى على زواجه من امرأة أخرى فعلم زوجها بخبر تشبب قيس، فقال: "لقد فضحتني فالمغنون تصدح حناجرهم بقصائد قيس وتشببه بك"، فطلقها وقيل أنها تزوجت من جديد بحبيبها قيس بن ذريح.

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]