والعابدون بالعبودية الكونية لا يثابون عليها، لأنهم خاضعون لله تعالى شاؤوا أم أبوا، فالإنسان يمرض، ويفقر، ويفقد محبوبه من غير أن يكون مريداً لذلك، بل هو كاره لذلك لكن هذا خضوع لله عز وجل خضوعاً كونياً. " مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد صالح العثيمين المجلد الاول - باب العبادة. " محمد بن صالح العثيمين كان رحمه الله عضواً في هيئة كبار العلماء وأستاذا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية 85 37 200, 121
تطواف الأسبوع القادم يحل علينا شهر رمضان المبارك، ويتزامن رمضان في هذه السنة والسنوات القادمة مع الدراسة، وفي كل مرة يأتي رمضان في أيام الدراسة تتعالى بعض الأصوات مطالبة بألا تكون هناك دراسة في هذا الشهر بحجة التفرغ للعبادة، بل قد يصل الأمر إلى تصوير الدراسة في رمضان بأنها تعدّ على حقوق الناس. وهنا لا بد لنا من تفكيك مثل هذا الخطاب وفق العديد من المستويات.. فعلى المستوى الأول لا بد لنا من تحرير العلاقة بين "العمل" و"الدراسة"، ثم على المستوى الثاني أن نحرر العلاقة بين "العمل" و"العبادة"، ثم أخيراً أن نتحدث عن "الدراسة" و"رمضان"، فهل "الدراسة" بصفتها مهنة للطالب والمعلم داخلة في نطاق "العمل" أم أنها نشاط مختلف خارج سياق العمل بمفهومه المعتاد (تقديم خدمة بمقابل مادي). الحقيقة أن الدراسة هي مهنة الطالب ومهنة المعلم وهي عمل لا يختلف عن أي عمل آخر كالعمل في مجال الطب، والهندسة، والعمل في القطاع العسكري.. الغاية من خلق الجن والانس – موسوعة المنهاج. إلخ. حيث يقوم العاملون في جميع هذه الأعمال بتقديم خدماتهم ويحصلون من الدولة. - حفظها الله - على رواتبهم. وهذا ينقلنا إلى المستوى الثاني من تفكيك الخطاب وهو العلاقة بين "العمل" و"العبادة" في الإسلام.
قال: إن الشيطان يجري من بني آدم مجرى الدم, وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شيئا)! وقد جاء المسّ بمعنى الوسوسة في قصة النبي أيوب: ( واذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وعَذَابٍ) وكان النبي أيوب معروفاً بالصبر على البلاء الذي أصابه الله به ، فلما اشتدّ عليه مرضه كان يأتيه الشيطان ليعذبه بالوسوسة ، فدعا ربه ، ولا تعني الآة أن النبي أيوب قد تلبسه جني. فالصلة بين الإنسان والجن تتشكل في عامل واحد هو الوسوسة وتزيين الأعمال فقط (وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)! يتضح أن الحديث يتحدث عن دخول الشيطان إلى الإنسان ليوسوس. وهذه حقيقة قرآنية لا نقاش فيها. لكن المسّ الشيطاني الذي يجعل للشيطان سيطرة على الجسد، فيتكلم ويتحرك ويحس ، إنما هو من الخرافات ، ولو صح لادعى كل مجرم أنه وقت الجريمة كان الشيطان متلبساً به (كما فعل قاضي المدينة)! أما العلم الحديث فيعطي تفسيرا آخر لهذه الوسوسة التي يعانى منها كثير من المرضى النفسيين لا دخل للشيطان فيها. من الصعوبة على أي شخص أن يجزم بأن حالة معينة هي مس للجن أو سحر أو حسد، ولم يثبت عن الرسول أنه فعل ذلك ، ولكنه عالج بكل الوسائل المتاحة في عصره ، وأمر صحابته بالذهاب إلى الأطباء ، ليعلمهم الأخذ بالأسباب.