الشّرك الأصغر: هو كل ما كان يؤدي إلى الشرك الأكبر والوقوع فيه ومنه أنواع كثيرة كالحلف بغير الله وقول ما شاء الله وفلان، والرياء اليسير. من مات وهو مشرك شركا أكبر فإنه كما أسلفنا أنّ لشكر نوعين شرك أكبر وشرك أصغر، الشرك الأصغر لا يعمل على إخراج صاحبه من الدين الإسلامي بينما الشرك الأكبر يخرج صاحبه من ملّة الإسلام ومن مات عليه جزاؤه: [1] يخلّد في نار جهنّم. ويفرق الشرك عن الكفر بأن المشرك يعبد إله أو آلهة مع الله لكن في قلبه يؤمن بوجود الله سبحانه أما الكفر فلا يؤمن صاحبه بوجود الله على الإطلاق فالمؤمن بالله يكفر بمن سوى الله والمؤمن بغير الله كافر بالله بالتالي فهذا المصطلح يشمل البشر جميعهم. أنواعُ الشّركُ الأكبر في هذا النوع يخرج المشرك من دين الإسلام ومن أنواعه: شركُ الخوف: وفي هذا النوع لا يؤثم من كان الإيمان بالله قد وقر في قلبه إن أجبر على إعلانِ الشّرك فإنّما الأعمالُ بالنّيات والمرء يحاسب على نواياه وله درجات فإن تم تهديده بالقتل فعليه التلفظ باللسان دون القلب. شركُ المحبة: أن يحب المرء أحد أكثر من حبه لله سبحانه فيستجيب لكل ما يريد ويطلب حتى وإن كان فيه معصيةٌ لله حيثُ إنّ المؤمنين محبتهم لله ورسوله تحتل المرتبة الأولى في القلب.
[11] الشرك في الألوهية: وهو أن يشرك المرء في عبادة الله الواحد الأحد، فالله -عزّ وجل- لا شريك له ، قال الله تعالى في الحديث القدسي: " يقول الجبَّارُ تبارك اسمُه أنا أغنى الشركاءِ عنِ الشِّركِ فمن عمِل لي عملًا وأشركَ معي غيري فأنا منه بريءٌ وهو للذي أشركَ ". [12] الشرك في الأسماء والصفات: وهو ما يكون من جعل المخلوقات مماثلين لشيئٍ من صفات الله العلا وأسمائه الحسنى، أو وصف الله -عزّ وجلّ- بصفةٍ من صفات الخلق. شاهد أيضًا: البقاء عند القبور وغيرها تعظيما لها أو طلبا للبركة من أصحابها ، هو تعريف من مات وهو مشرك شركا أكبر فإنه لا يدخل الجنّة، وقد بيّن المقال مفهوم الشرك الأكبر، وذكر بعض أقوال أهل العلم والاختصاص في الشرك الأكبر، كما بيّن الأقسام التي تندرج تحت هذا النوع من أصناف الشرك.
[7] عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: "مَن مَاتَ وهْوَ يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ نِدًّا دَخَلَ النَّارَ وقُلتُ أنَا: مَن مَاتَ وهْوَ لا يَدْعُو لِلَّهِ نِدًّا دَخَلَ الجَنَّةَ". [8] عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَن لَقِيَ اللَّهَ لا يُشْرِكُ به شيئًا دَخَلَ الجَنَّةَ، ومَن لَقِيَهُ يُشْرِكُ به دَخَلَ النَّارَ". [9] شاهد أيضًا: ما حكم عبادة الملائكة إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا ما حكم من مات، وهو يشرك بالله تعالى شركاً أكبر؟ حيث وضّحنا إجابة السّؤال المطروح وعرّفنا الشّرك الأكبر، كما بيّنا حكم ما مات مشركًا وهو يجهل ذلك، كذلك أجبنا عن السّؤال هل يغفر الله لمن أشرك به؟ وذكرنا بعض الأحاديث النّبويّة الّتي تتحدّث عن الشّرك بالله تعالى.
فهذه حقائقُ تُبيِّن وجه الإعجاز في القرآن الكريم والسُّنة المطهرة لمراحلَ وأطوارٍ تقعُ في مختلف مراحل التخلُّق - حسب تسلسُلها الزمني - التي تصف التغيُّرات التي تطرَأُ على هيئة الجنين مع التخلق في كل مرحلة على حِدَةٍ. وما كان في وُسْع الرسول صلى الله عليه وسلم أن يعرِف هذه الحقائق في القرن السابع الميلادي؛ لأن معظمَها لم يُكتَشَف إلا في القرن العشرين، وهذا يشهد بأنها وحي من الله تعالى إلى رسوله صلى الله عليه وسلم، وصدق رب العزة إذ قال: ﴿ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ [النمل: 93].
وهذا كله ليس بمعجز على الخالق سبحانه، وكون العلم الحديث قد اكتشف شيئاً من ذلك فهو شيء لا يعبر عنه من يقول بالإعجاز العلمي في القرآن؛ فالخالق سبحانه رب العلم، ومنزل الوحي العظيم، والأمر لا يتجاوز أن الاكتشافات العلمية كتاب يُفسر حقائق ثابتة مؤكدة في القرآن الكريم، وهو ليس بإعجاز على قادر قدير وإن توارى المعنى من خلال مصطلح الإعجاز العلمي في القرآن. وقد يرى غيري صواب المسمى في المعنى والهدف، غير أن قدسية القرآن وما جاء فيه إعجاز لا شك حوله يتطلب تبرير أي مقارنة مستنتجة بين العلم والقرآن الكريم، ومن اعتمد على هذا المسمى فقد يأتي من يقول بالإعجاز اللغوي في القرآن، أو في الجانب التشريعي، وهكذا بينما القرآن بكامله إعجاز مطلق لا يؤكد معجزته تجزئة كتلك، ومن المتفق عليه أن آيات القرآن يفسرها القرآن بكامله؛ فما هو بَيِّنٌ في سورة ما يزداد وضوحه في الأخرى. وبهذا المثل نؤكد وحدة القرآن كمعجزة متكاملة وشاملة لا يجوز معها أي تجزئة، حتى وإن حسنت النية، وهذا ما أجزم به كما أجزم بنبل الهدف. خلق الإنسان في أحسن تقويم - موضوع. ولا أظن أن بإمكاني اقتراح البديل حيث أئمة علوم القرآن وكذلك اللغة العربية الأقدر على ذلك. (1) سورة الذاريات، آية (21) (2) سورة فصلت، آية (53) (3) سورة الذاريات، آية (20) (4) سورة الجاثية، آية (13) (5) سورة التين، آية (4) (6) سورة الإسراء آية (70) (7) سورة المؤمنون، آية (12) (8) سورة طه، آية (55)
شكرا لدعمكم تم تأسيس موقع سورة قرآن كبادرة متواضعة بهدف خدمة الكتاب العزيز و السنة المطهرة و الاهتمام بطلاب العلم و تيسير العلوم الشرعية على منهاج الكتاب و السنة, وإننا سعيدون بدعمكم لنا و نقدّر حرصكم على استمرارنا و نسأل الله تعالى أن يتقبل منا و يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم.