وغَضُّ البَصرِ: يَكونُ بكَفِّه عمَّا لا يَحِلُّ النَّظَرُ إليهِ، وكَفِّه عن كلِّ ما تُخشَى الفِتنةُ مِنهُ؛ فلا يَنظُرُ إلى ما لا يَجوزُ له النَّظرُ إليه، كالنَّظرِ إلى النِّساءِ، وأشارَ بغَضِّ البَصرِ إلى السَّلامةِ مِن التَّعرُّضِ للفِتنةِ بمَن يمُرُّ مِن النِّساءِ وغَيرِهنَّ، وخَوفِ ما يَلحَقُ مِن النَّظَرِ إليهِنَّ إذا مرَّ النِّساءُ في الشَّوارِعِ لحَوائجِهِنَّ.
الثانية: ردّ السلام، وكفّ الأذى، لا يُؤذي الناسَ في الطريق: لا بماءٍ، ولا بعصًا، ولا بحجارةٍ، ولا بغير هذا مما يؤذي المارة، ردُّ السلام على مَن سلَّم. الرابعة والخامسة: الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر ، ومن ذلك "هداية الطريق" كما جاء في الرواية الأخرى، يعني: إذا سأل إنسانٌ يدله: دلوني على المحل الفلاني؟ البيت الفلاني؟ يدله، فإرشاد الضَّال من حق الطريق. ومن حق الطريق: التنبيه على الأخطار، إذا كان إنسانٌ يمشي في الطريق وعليه خطر يُقال له: احذر، عندك كذا، أمامك كذا. إذا كان يُخشَى عليه: أعمى، أو جاهل يُخشى عليه من ضررٍ في الطريق يُنَبَّه، هذا من حقِّ الطريق. إياكم والجلوس في الطرقات | موقع البطاقة الدعوي. الحديث الثاني: أن رجلًا كان عليه خاتمٌ من ذهبٍ، فمرَّ عليه النبيُّ ﷺ وبيده خاتم من ذهب فقال: يعمد أحدكم إلى جمرةٍ من نارٍ فيضعها في يده ، فطرحه من يده، هذا يدل على أنَّ خاتم الذهب في يد الرجل جمرة من نار، لا يجوز التختم بالذهب للرجال، إنما هو من شأن النساء، خواتيم الذهب للنساء، أما الفضة فلا بأس أن يتختم بها الرجل والمرأة جميعًا، أما خاتم الذهب فللنساء خاصةً، فقيل للرجل: خذه، قال: ما لي فيه حاجة بعدما طرحه النبي ﷺ. وتركه للناس، وهذا من شدَّة كراهته لما رأى كراهة النبي ﷺ له، ولو أخذه وباعه على النساء فلا بأس، لكن من شدة كراهته له لما طرحه النبيُّ ﷺ ما أرادته نفسه بالكلية.
يقول: والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهذا هو الشاهد في هذا الباب، فدل على أن ذلك من حقوق الطريق، فإذا رأى الإنسان شيئاً من المنكرات يجب عليه أن ينكره، وهذا داخل في قوله ﷺ: من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه [2] ، أما أن يجلس الإنسان في الطريق ويرى ألوان المنكرات كأنه لم يرَ شيئاً فهذا لا يجوز بحال من الأحوال، والله تعالى أعلم، وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه. أخرجه البخاري، كتاب الاستئذان، برقم (6229)، ومسلم، كتاب اللباس والزينة، باب النهي عن الجلوس في الطرقات وإعطاء الطريق حقه، برقم (2121). أخرجه مسلم، كتاب الإيمان، باب بيان كون النهي عن المنكر من الإيمان، وأن الإيمان يزيد وينقص، وأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجبان (1/ 69)، رقم: (49).
فالحارة المصرية تعيش حياة الفقر، ما عدا حسين، ابن صاحب المقهى، الذي تربطه علاقات مع الجيش البريطاني خلال تمركزه في مصر إبان الحرب، وعندما أراد عباس الحلو حلاق الحارة أن يجمع بعض المال ليتزوج حميدة لم يكن أمامه فرصة سوى العمل لدى القوات الإنجليزية. فيلم زقاق المدق كامل. كذلك وجود الجنود الإنجليز في القاهرة وتفشي الدعارة والملاهي الليلية المخصصة لهم، كلها ضرورية للهبوط والتردي الذي انحدرت إليه البطلة حميدة التي عملت في البغاء بعدما أغواها فرج بالمال. والتزم فيلم زقاق المدق بنسخته المصرية بالزمن في الرواية، في حين تدور أحداث زقاق المدق المكسيكي في عام 1995 في إحدى الحارات الفقيرة بمكسيكو، وفي الزمن الحالي، ومن ثم تم تجاهل البعد التاريخي الموجود في رواية زقاق المدق، بما فيه من حرب كانت الوسيلة التي غاب عبرها عباس عن حميدة، ما سهل لها طريق الضياع، أما في الفيلم المكسيكي فقد رحل الحبيب ليبحث عن مستقبل أفضل في الولايات المتحدة. السرد وعلى الرغم من ولع نجيب محفوظ بالسرد المتعدد الرواة، فإن رواية زقاق المدق التي نُشرت أول مرة عام 1947 كانت ذات سرد خطي، متعدد الشخصيات بالتأكيد، ولكنه يسير في اتجاه واضح من البداية إلى النهاية، على عكس أعماله اللاحقة مثل "ميرامار" و"أفراح القبة".
القصة يدور العمل حول حميدة (شادية) الفتاة اليتيمة الطامحة للثراء ، تتم خطبتها لحلاق الزقاق عباس الحلو (صلاح قابيل) الذي يقرر السفر ليحصل على مال أكثر ليفي باحتياجات (حميدة) ، بعد سفره يقوم قواد محترف فرج (يوسف شعبان) بإغواء (حميدة) ، وبعد تورطها تنغمس في حياتها الجديدة وتنسى (عباس) وأهل الزقاق ، لتجمعها الصدفة مرة أخرى بـ(عباس) الذي يقرر الانتقام.
رواية زقاق المدق رواية زقاق المدّق، واحدة من إبداعات الأديب المصري العالمي الراحل نجيب محفوظ، الحائز على جائزة نوبل للآداب، عام 1988، حيث يتخذ من حارات القاهرة أمكنة يروي من خلالها حياة، وأحداث رواياته الشعبية، القريبة من الناس البسطاء. تصور الرواية، التي صدرت في العام 1947، أي بعد نهاية الحرب العالمية الثانية بعامين، في 286 صفحة، الحياة المصرية الإجتماعية إبان الاحتلال الانجليزي، في الأربعينيات، فترة الحرب العالمية الثانية، وتعالج تأثير هذه الحرب على المصريين، وفي عام 1966، تُرجمت إلى اللغة الإنجليزية، تدور أحداث الرواية في بيتين من بيوت زقاق المدق، وعدة دكاكين، ومقهى، وسكان طيبون بسطاء. شخصيات رواية زقاق المدق شخصية رضوان الحسيني يصف الكاتب رضوان الحسيني في الرواية بأنه ذو الطلعة البهية، وذو لحية صهباء يشعّ النور من غرة جبينه، وتقطر صفحته سماحة وبهاء وإيماناً. تعيش حياته الخيبة والألم، بعد فشله في الدراسة في الأزهر، وابتلاءه بفقده أولاده. فيلم زقاق المدق سلمى حايك. ثم يتفرغ حبه للناس جميعا. شخصية سنية العفيفي البيت الثاني تملكه سنية العفيفي يقارب عمرها الخمسين، تملك جسم جاف نحيل، تزوجت في شبابها من صاحب دكان روائح عطرية، عاشت حياة شاقة معه، لم يتوفقا في الزواج، فيُسيء معاملتها، ويسرق مالها، ثم يتركها أرملة منذ عشرة سنين.