قال الترمذي عقب روايته: قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث الوصافي عبيد الله بن الوليد. انتهى. والوصافي هذا قال عنه في التقريب: عبيد الله بن الوليد الوصافي بفتح الواو وتشديد المهملة أبو إسماعيل الكوفي العجلي ضعيف من السادسة. انتهى. وقد رواه الوصافي عن عطية العوفي، وعطية فيه مقال، قال عنه في التقريب: صدوق أخطأ كثيرا وكان شيعيا مدلسا. انتهى. وبهذا يتبين أن هذا الحديث لا يثبت، ولذا ضعفه الألباني رحمه الله، ولكن هذا الذكر قد ورد في فضله أحاديث أخرى، منها ما رواه الترمذي أيضا أنه صلى الله عليه وسلم قال: من قال أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه غفر له وإن كان فر من الزحف. حديث من قال حين يأوي الى فراشه - حياتكَ. صححه الألباني. ولا بأس بالعمل بهذا الحديث مع عدم نسبته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن العمل بالأحاديث الضعيفة في فضائل الأعمال قد سوغه أكثر أهل العلم مادام العمل في أصله قد ثبت بأدلة صحيحة. والله أعلم.
ولكن رُويت له متابعة: فرواه الطبراني في الدعاء (1784) وابن عساكر (51/81) من طريق عثمان بن هارون القرشي، عن عصام بن قدامة، عن عطية، عن أبي سعيد مرفوعا بنحوه. وعصام ثقة، لكن الراوي عنه لم أجد له ذكرًا في غير هذا السند، وروايته هذه منكرة، فقد خالف فيها: فرواه الطبراني (1785) من طريق أشعث بن شعبة، عن عصام، عن الوصافي به. وأشعث مقارب الحال، فقد وثقه أبوداود والطبراني، وذكره ابن حبان في الثقات، بينما قال عنه أبوزرعة: لين، وقال الأزدي: ضعيف. وقال ابن الفرضي: إنه يُخالف في بعض حديثه. من قال حين يأوي إلى فراشه - YouTube. انظر تهذيب الكمال وحاشيته (3/270)، والدعاء للطبراني (187)، وبغية الطلب لابن النديم (4/1885). فرجع الحديث بذلك إلى الوصافي، وثبت تفرده به كما نص الترمذي. ثم للحديث علة أخرى، وهي الوقف: فرواه ابن أبي شيبة (10/299 و13/463) من طريق أبي الصديق الناجي، عن أبي سعيد الخدري موقوفا بلفظ مغاير، وهو: "من قال: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه؛ خمس مرات؛ غُفر له وإن كانت ذنوبه مثل زبد البحر". وسنده جيد. وليس فيه تعيين وقته، ولا زيادات المغفرة التي في رواية الوصافي، وفيه أنه خمس مرات. وله شاهد من حديث ابن مسعود: قال بحشل في تاريخ واسط (235): ثنا أحمد بن مالك، ثنا محمد بن يزيد، عن أبان بن أبي عياش، عن حنظلة بن خويلد، عن عبدالله بن مسعود مرفوعا بلفظ: "من قال إذا أوى إلى فراشه: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه؛ ثلاث مرات؛ غُفرت ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر".
↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عبدالله بن عمر ، الصفحة أو الرقم:1270، صحيح. ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن فروة بن نوفل، الصفحة أو الرقم:3403، صحيح. ^ أ ب "أذكار النوم" ، اسلام ويب ، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-15. بتصرّف. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:5017، صحيح. ↑ محمد سلامة الغنيمي ، "البرنامج الأمثل للنوم من الكتاب والسنة إعجاز علمي ونفسى" ، طريق الاسلام ، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-15. بتصرّف.
المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيرًا. فتاوى ذات صلة