موقع شاهد فور

ولقد نعلم انك يضيق صدرك

May 18, 2024

ولقد نعلم أنك يضيق صدرك..... - YouTube

ولقد نعلم أنك يضيق صدرك منصور السالمي

وفي موضع آخر يعترف القرآن الكريم بما قد يعتري النبي(ص) من هم وحزن وهو يتعايش مع تلك الإساءات، ومع ذلك يخبره بأن لا أمامه إلا الصبر والمجالدة والدفع بالتي هي أحسن:" ولقد نعلم أنك يضيق صدرك مما يقولون. فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين. واعبد ربك حتى يأتيك اليقين".

ولقد نعلم أنك يضيق صدرك عبد الباسط

السبت 6 ذوالقعده 1433 هـ - 22 سبتمبر 2012م - العدد 16161 ينبغي ألا يغيب عن ذاكرة المسلمين المعاصرين أن لمنتجي الفيلم المسيىء للذات النبوية سلفا كانوا يتهكمون به صلى الله عليه وسلم، وبما جاء به من الوحي، ولم يكن القرآن، كما هو صلى الله عليه وسلم يقابلون إساءاتهم إلا بالإحسان والعفو والتجاوز، واستصحاب البراهين التي لا تروم إلا هداية الضال، وتوجيه الحيران. الإساءات إلى الأنبياء عليهم السلام، وإلى ما جاءوا به من عندالله ليست حديثة العهد، بل هي قديمة قدم النبوات نفسها. والأفاكون عبر التاريخ، لما يزالوا يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا من الإساءات التي تتجدد بتجدد السياقات والدهور والدثور. وإذ يكون الأمر هكذا، فليس ثمة مناص أمام أتباعهم الخُلَّص من مقابلة الإساءات بما يتجاوزها مما هي محكومة بالضوابط الشرعية التي استن بها الأنبياء أنفسهم. ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم لم يكن بدْعا من الرسل، فقد طالته الإساءات في حياته كما بعد مماته، وستستمر ما بقي التدافع بين الحق والباطل، وما على المسلمين إلا أن يُحكموا ردات فعلهم تجاه تلك المقترفات لتكون وفق ما شرعه الله ورسوله. ذلك أنه صلى الله عليه وسلم حذر من الابتداع في الدين بقوله:"من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد".

ولقد نعلم إنك يضيق صدرك بما يقولون فسبح

وما ذلك إلاَّ «لأنَّ العُبوديَّةَ أشرفُ المَقامات» -كما في «غرائب القُرآن، ورغائب الفُرقان» -لنظامِ الدِّين النَّيسابُوري-. فَهُما -إذَنْ- بالجُملةِ- أصلانِ مَفروضان: أوَّلاً: فرضُ البلاغ، والدعوة. ثانياً: فرضُ عبادتِهِ، والقِيامِ بحُقوقِهِ. وكِلاَ الفَرضَيْن يتضمَّنانِ -إشارةً- فَرضاً: ثالثاً: الصبرُ على الأذى، واحتمالُهُ، والمُصابرةُ فيه. ورحِمَ اللهُ الإمامَ ابنَ القيِّمِ -القائلَ في «مفتاح دار السعادة» (2/2): «فليس الناسُ أحوجَ -قَطُّ- إلى شيءٍ أحوجَ منهُم إلى معرفةِ ما جاءَ به الرسولُ، والقيامِ به، والدعوةِ إليه، والصبر عليه، وجهادِ مَن خَرَجَ عنهُ؛ حتّى يرجعَ إليه. وليس للعالَمِ صَلاحٌ بدون ذلك -ألْبَتَّة-، ولا سبيلَ إلى الوُصولِ إلى السعادةِ، والفوزِ الأكبر إلاّ بالعُبُور على هذا الجسمِ». ويُستَفادُ مِن هذه الآيةِ الكريمةِ العظيمةِ فوائدُ جليلةٌ؛ لعلَّ أهمَّها: الأُولَى: ضِيق الصَّدر أمرٌ طبيعيٌّ، يَقَعُ في نُفوسِ جِنْس الإنْسِ -جميعاً-كائناً مَن كان هذا الإنسان-... كيف وقد أصابَ هذا الضِّيقُ أعظمَ إنسانٍ وطئتْ قدماهُ الأرضَ -عليه الصَّلاةُ والسَّلام-؟! وما ذلك إلاّ «بمُقتضَى الجِبِلَّةِ البشريَّةِ، والمِزاج الإنسانيّ» -كما في «فتح القدير» (3/153) -للإمامِ الشَّوكانِي-؛ فالأمرُ -إذَنْ- كما قالَ ربُّ العالَمِين -سُبحانَه-: { قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ... } -عليه أفضلُ الصَّلاة، وأتمُّ التَّسليم-.

استعرض الداعية شريف شحاتة، قصة «السجدة»، وذلك في برنامجه «قصة كل يوم»، المذاع على شاشة «الوطن»، اليوم الاثنين، إذ ذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم حينما كان يشتد عليه أمر كان يسجد لله تعالى ويتكلم معه. أقرب ما يكون العبد لربه وهو ساجد وأشار « شحاتة » إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم حينما قال: «أقرب ما يكون العبد لربه وهو ساجد»، مؤكدا أنه ما من أحد وضع مشاكله في سجدة إلا وجبره الله واستجاب له وعوضه، مستشهدا بقوله تعالى «فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَىٰ مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ». السجدة الطويلة هي الحل لجبر الخواطر وأوضح الداعية شريف شحاتة ، أن السجود وقت الهموم والمشكلات مهم جدا ويقول الله سبحانه وتعالى: «وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ، فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ، وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ»، (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ ۖ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَىٰ لِلْعَابِدِينَ».

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]