موقع مـداد علمي شرعي ثقافي غير متابع للأخبار و المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
وقفات مع القاعدة القرآنية قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ} [المائدة: 1] المقدمة: بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده؛ أما بعد: فهذه وقفات مع قاعدة عظيمة النفع، وهي تنطبق على كل عقد من العقود، والله أسأل أن ينفع بها ويتقبلها.
تفسير القرآن الكريم مرحباً بالضيف
وقال آخرون: بل هذه الآية أمر من الله تعالى لأهل الكتاب بالوفاء بما أخذ به ميثاقهم ، من العمل بما في التوراة والإنجيل في تصديق محمد صلى الله عليه وسلم وما جاءهم به من عند الله. تفسير الآية " يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود " | المرسال. [ ص: 454] 10913 - حدثنا القاسم قال: حدثنا الحسين قال: حدثني حجاج ، عن ابن جريج: " أوفوا بالعقود " ، قال: العهود التي أخذها الله على أهل الكتاب: أن يعملوا بما جاءهم. 10914 - حدثني المثنى قال: حدثنا أبو صالح قال: حدثني الليث قال: حدثني يونس قال: قال محمد بن مسلم: قرأت كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كتب لعمرو بن حزم حين بعثه على نجران فكان الكتاب عند أبي بكر بن حزم ، فيه: "هذا بيان من الله ورسوله: " يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود " ، فكتب الآيات منها حتى بلغ" إن الله سريع الحساب ". قال أبو جعفر: وأولى الأقوال في ذلك عندنا بالصواب ، ما قاله ابن عباس ، وأن معناه: أوفوا ، يا أيها الذين آمنوا ، بعقود الله التي أوجبها عليكم ، وعقدها فيما أحل لكم وحرم عليكم ، وألزمكم فرضه ، وبين لكم حدوده. وإنما قلنا ذلك أولى بالصواب من غيره من الأقوال ، لأن الله جل وعز أتبع ذلك البيان عما أحل لعباده وحرم عليهم ، وما أوجب عليهم من فرائضه.
وختاماً: فما أحوجنا نحن المسلمين، اليوم إلى استعادة قيمة الوفاء بالوعود والعهود والمواثيق خاصة في هذا الزمن الأغبر الذي اختفى فيه معظم المعاني النبيلة من حياتنا. كما أننا في حاجة ماسة إلى تربية أبنائنا على قيمة الوفاء والاعتراف بالجميل والرد على المعروف بمعروف أكثر منه، وعلينا أن ننفرهم من الأنانية وحب الذات وعدم الإساءة إلى من أحسن إليهم، واجبنا أن نغرس فيهم فضيلة الوفاء بالعهود والمواثيق وأن نذكرهم دائماً بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا دين لمن لا عهد له، وأن نوضح لهم أن عدم الوفاء والغدر والجحود يدمر العلاقات بين الناس، أفراداً كانوا أو جماعات. إن تربية الأبناء على قيمة الوفاء هي التي تحميهم من كل صور الغدر والخيانة وتجعلهم أعزاء كرماء محبوبين من كل الناس.
{ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ ْ} تحريمه منها في قوله: { حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ ْ} إلى آخر الآية. فإن هذه المذكورات وإن كانت من بهيمة الأنعام فإنها محرمة. ولما كانت إباحة بهيمة الأنعام عامة في جميع الأحوال والأوقات، استثنى منها الصيد في حال الإحرام فقال: { غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنتُمْ حُرُمٌ ْ} أي: أحلت لكم بهيمة الأنعام في كل حال، إلا حيث كنتم متصفين بأنكم غير محلي الصيد وأنتم حرم، أي: متجرئون على قتله في حال الإحرام، وفي الحرم، فإن ذلك لا يحل لكم إذا كان صيدا، كالظباء ونحوه. والصيد هو الحيوان المأكول المتوحش. { إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ ْ} أي: فمهما أراده تعالى حكم به حكما موافقا لحكمته، كما أمركم بالوفاء بالعقود لحصول مصالحكم ودفع المضار عنكم. وأحل لكم بهيمة الأنعام رحمة بكم، وحرم عليكم ما استثنى منها من ذوات العوارض، من الميتة ونحوها، صونا لكم واحتراما، ومن صيد الإحرام احتراما للإحرام وإعظاما.