حفظ حقها ودفع الأذى عنها الذي قد يسببها بعض الرجال لها لقوله تعالى: ( ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّـهُ غَفُورًا رَّحِيمًا). حفظ الرجال أيضًا من الوقوع في النظرة المحرمة إن كانت المرأة مظهرة مفاتنها تعد موقع لإثارة غرائز الرجال. الحجاب يتوافق مع الفطرة السليمة وهو وسيلة من وسائل الحياء وحفظ للمرأة. كما يحفظ جسد المرأة من نظرات الحسد التي قد تصاب بها لتميزها بالجمال الفائق أو الجسد الممشوق. الحجاب ستر للجسد وهي أهم فضيلة وأرقى وسيلة حيث لا تكون المرأة مباحة للجميع. شروط الحجاب الشرعي بعد الإجابة عن سؤال هل يجوز لبس الحجاب بالغصب؟ وجب بيان شروط الحجاب الصحيحة، وقد وردت عدة شروط في الكتاب والسنة خاصةً باللباس الشرعي يجب أن تتحقق في لباس المرأة نعرضها فيما يلي: أن تكون الثياب ساترة لجميع الجسم. هل المرأة غير المحجبة تقبل صلاتها | نور الاسلام هل المرأة غير المحجبة تقبل صلاتها. ألا يكون شفافًا فلا يشف جسد المرأة. ألا يبرز تفاصيل جسم المرأة. أن يكون واسع بحيث لا يظهر تفاصيل الجسد، لقوله صلى الله عليه وسلم: ( سيكونُ في آخرِ أمتي نساءٌ كاسياتٌ عارياتٌ، على رؤوسِهن كأسنمةِ البُخْتِ، العنُوهن فإنهن ملعوناتٌ. زادَ في حديثٍ آخرٍ: لا يدخلْنَ الجنةَ ولا يجدْنَ ريحَها، وإن ريحَها لتوجدُ من مسيرةِ كذا وكذا).
على كل حال هم يقدرون المصلحة قدرها، والألبسة بأنواعها -كما قلنا- هي خاضعة للأعراف، وكل عرف يوجد فيه ما يفتن وقد لا يفتن في بلد آخر، ولذا ينظر إلى حال أهل كل بلد على وجه الخصوص، فإذا كان في فرنسا اللون لا يفتن وعادي بالنسبة لهم لا يفتنهم لبس اللون غير الأسود فلا مانع؛ لأن الألبسة عرفية، وإذا كان يفتن الناس بهذه المرأة أو يلفت أنظارهم إليها، ومما يعد شهرة فلا. والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ثم إن المسلم لا ينظر إلى صغر الذنب وكبره ، بل ينظر إلى عظمة من عصاه سبحانه وتعالى فهو الكبير المتعال ، وهو شديد المحال ، وهو جل وعلا شديد البطش ، أخذه أليم ، وعذابه مهين ، وإذا انتقم سبحانه ممن عصاه فالهلاك هو مصيره ، قال عزّ وجلّ: ( وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد ، إن في ذلك لآية لمن خاف عذاب الآخرة ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود) سورة هود/102-103. وقد تصغر المعصية في نظر العبد وهي عند الله عظيمة كما قال الله تعالى: ( وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم) والأمر كما قال بعض أهل العلم: " لاتنظر إلى صغر المعصية ولكن انظر إلى عظمة من عصيت " والواجب علينا طاعة الله وتنفيذ أوامره ومراقبته في السر والعلانية واحتناب نواهيه وزواجره. أما من جهة الاعتقاد فإن المسلم المصلي إذا صدرت منه بعض المعاصي والسيئات فإنه باق على الاسلام ما لم يرتكب أمرا مخرجا عن الملة ويقع في ناقض من نواقض الإسلام ، وهذا المسلم العاصي تحت مشيئة الله في الآخرة إن شاء عذّبه وإن شاء غفر له ، ولو دخل النار في الآخرة فإنه لا يخلد فيها ، ولا يستطيع أحدٌ من الناس أن يجزم بمصيره من ناحية وقوع العذاب عليه أو عدم وقوعه لأنّ هذا أمر مردّه إلى الله وعلمه عنده سبحانه وتعالى.
إلا أنَ لِلّباس بُعداً أخلاقياً (الستر والعفة واتِقاءَ الفتنة) وهذا ما يُعَقد من عملية الحكم. " نحن نؤمن أن عدم القناعة باللباس الشرعي مشكلة ترجع في الغالب لطبيعة التصور عن الإيمان أو لفجوة ما بين البنات والآباء. " ويمكننا القول: أن الإسلام يضمن للفتاة حرية اللباس باعتباره عبادة كما يضمن لها الحرية فيما هو أعلى من ذلك أي حرية الاعتقاد ( فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ)، وهذه الحرية بطبيعة الحال لها سقف لا يمكن أن تتجاوزه (الأخلاق). بمعنى آخر لا تُجْبَر الفتاة على اللباس بشروطه الشرعية عملاً بمقصد الحرية. ولا يناقض ذلك فرض الاحتشام العام فَتُسْتَر مواضع الفتنه ويٌكْشَف الشعر وجزءًا من الذراعين والساقين -على سبيل المثال لا الحصر- من ناحية أخلاقية. وهكذا يُحَل الإشكال والتضارب بين مقصد الحرية ومقصد القيم والأخلاق. ونحن نؤمن أن عدم القناعة باللباس الشرعي مشكلة ترجع في الغالب لطبيعة التصور عن الإيمان أو لفجوة ما بين البنات والآباء. والمشكلة تحتاج لحل فعال يُنهيها من الأساس طال أو قصر. وكما يشير د. جاسم المطوع (خبير اجتماعي وتربوي) بأن هناك طريقتين للعلاج، الأولى وقائية تكون في التربية السليمة والمبكرة للطفل.