فكيف يستقيم أن نترك قيادة المجتمعات للعلمانيين أصحاب الرُّؤى والتصوُّرات الوافدة، الذين تسيِّرهم الشهوات، ويعانون من الغَبَش بفعل الشُّبُهات؟! ألسنا نرى فسادَهم يُداهِم حياتنا على مستوى التربية والإعلام، والاقتصاد والسياسة، والأدب والفنِّ، فلا يبقي ولا يذر؟! مَن مِنَّا يقول: (أنا لها)، فيكون للمتّقين إمامًا؟ الكاتب: عبدالعزيز كحيل. 1 0 2, 412
وبديهي أن هذه الإمامة ليست عامل تفاخر، إنما هي مسؤولية كبرى تتوافق مع التجرُّد من الإحساس بالملك؛ بما يؤدي إلى ممارسة القيادة الأمميَّة بقوة الاستخلاف مع الزهد فيها وعدم التعلُّق بها، وهي مسألة على قدر كبير من الدقة والصعوبة؛ بحيث لا يقدر عليها صبرًا وممارسة وإخلاصًا إلاَّ المتخرِّجون من مدرسة التربية الإيمانية المحرِقة؛ { وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ} [البقرة: 45]، { وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّه} [البقرة: 143]، { وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} [فصلت: 35]. وبدل أن تقنع جماعةُ المؤمنين بالزُّهد الكاذب الذي ينمُّ عن العجز، فإن عليها أن تعبِّر عن بطولاتها وقدراتها على مستوى الكون الذي هو دائرة تكليفها؛ بطلب الإمامة والقيادة والأستاذية التي هي دائرة طموحها، فإذا كانت الفرعونية تتبجَّح بالقيادة الفاسدة، فإن الجماعة المؤمنة تقدِّم البديلَ الحضاريَّ الجامع بين الربَّانية والإنسانية، الذي تعيش البشرية في كَنَفه حياةً طيبة، وتنال الأمَّة المسلمة بفضله الحياةَ الكريمة في الدنيا، وجنةَ النعيم في الآخرة.
1 المعجم الوسيط (1/27). 2 المصباح المنير (1/23). 3 سورة الفرقان (74). 4 الاستذكار (2/542). 5 رواه مسلم (3084). 6 تفسير ابن كثير (3/331). 7 سورة القصص (41). 8 الحسنة والسيئة (1/74). 9 كتاب العلم (1/12). 10 تفسير ابن عطية: سورة الفرقان، آية (74). 11 سورة السجدة (24). 12 سورة الفرقان (75). 13 سورة الرعد (23-24). 14 سورة الفرقان (75). 15 تفسير السعدي (1/588).
فكيف يستقيم أن نترك قيادة المجتمعات للعلمانيين أصحاب الرُّؤى والتصوُّرات الوافدة، الذين تسيِّرهم الشهوات، ويعانون من الغَبَش بفعل الشُّبُهات؟! ألسنا نرى فسادَهم يُداهِم حياتنا على مستوى التربية والإعلام، والاقتصاد والسياسة، والأدب والفنِّ، فلا يبقي ولا يذر؟! مَن مِنَّا يقول: (أنا لها)، فيكون للمتّقين إمامًا؟ مرحباً بالضيف
قال ابن القيم - رحمه الله - في "مدارج السالكين": سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول: بالصبر واليقين تُنال الإمامة في الدين، ثم تلا قوله تعالى: ﴿ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ ﴾ [السجدة: 24]. ا. هـ. نسأل الله تعالى أن يرزقنا يقين الصادقين، وصدق الموقنين، ونسأله قوة في دين، وحزمًا في لين. وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا - منتدى الخليج. أيها الإخوة الكرام: ينبغي على المسلم أن يسعى إلى أعلى مراتب الدين في العمل، كما يطمح إلى أعلى الدرجات وأعظم التكريم في جنات النعيم، كما علمنا نبينا صلى الله عليه وسلم في قوله: ( إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنها وسط الجنة وأعلاها وفوقها عرش الرحمن ومنها تفجر أنهار الجنة)؛ صححه الألباني. وهذا الطُموح أيها الإخوة الكرام، ليس مجرد أماني، بل يجب أن يكون مقرونًا بالعمل الصالح الموصل إلى أعلى المراتب، وكل ذلك يُنال برحمة الله تعالى قبل كل شيء، ولكن الله تعالى جعل العمل الصالح سببًا فلا بد من القيام بالسبب، أما الأمنيات فكل الناس يتمنى، حتى الكافر يتمنى لنفسه الخير كما ذكر الله تعالى عن صاحب البستان أنه قال: ﴿ وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا ﴾ [الكهف: 36].
1 المعجم الوسيط (1/27). 2 المصباح المنير (1/23). 3 سورة الفرقان (74). 4 الاستذكار (2/542). 5 رواه مسلم (3084). 6 تفسير ابن كثير (3/331). 7 سورة القصص (41). 8 الحسنة والسيئة (1/74). 9 كتاب العلم (1/12). 10 تفسير ابن عطية: سورة الفرقان، آية (74). 11 سورة السجدة (24). 12 سورة الفرقان (75). 13 سورة الرعد (23-24). 14 15 تفسير السعدي (1/588).