فدعا عمر بن عبد العزيز بخريطة كانت لعبد العزيز بن مروان أصيبت بمصر، فإذا فيها الجوزة والبيضة والعدسة ما تنكر، مسخت حجارة كانت من أموال فرعون أصيبت بمصر. وقال آخرون: نحوا من ذلك إلا أنهم جعلوا اثنتين منهنّ: إحداهما السنين، والأخرى النقص من الثمرات. تفسير: (ولقد آتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل). * ذكر من قال ذلك: حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يحيى بن واضح، قال: ثنا الحسين بن واقد، عن يزيد النحوي، عن عكرمة ومطر الورّاق، في قوله ( تِسْعَ آياتٍ) قالا الطوفان، والجراد، والقمل، والضفادع، والدم، والعصا، واليد، والسنون، ونقص من الثمرات. حدثني يعقوب، قال: ثنا هشيم، عن مغيرة، عن الشعبيّ، في قوله ( تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ) قال: الطوفان، والجراد، والقمل، والضفادع، والدم، والسنين، ونقص من الثمرات، وعصاه، ويده. حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، قال: سُئل عطاء بن أبي رباح عن قوله ( وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ) ما هي؟ قال: الطوفان، والجراد، والقمل، والضفادع، والدم، وعصى موسى، ويده. قال: ابن جريج: وقال مجاهد مثل قول عطاء، وزاد أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ قال: هما التاسعتان، ويقولون: التاسعتان: السنين ، وذهاب عجمة لسان موسى.
تفسير القرآن الكريم مرحباً بالضيف
وقال عكرمة وقتادة ومجاهد وعطاء: هي الطوفان، والجراد، والقمل، والضفادع، والدم، والعصا، واليد، والسنون، ونقص الثمرات. وذكر محمد بن كعب القرظي: الطمس والبحر بدل السنين، ونقص من الثمرات، قال: فكان الرجل منهم مع أهله في فراشه، وقد صار حجرين، والمرأة منهم قائمة تخبز وقد صارت حجرًا. وقال بعضهم: هن آيات الكتاب.
شعبة الشاكّ وأنْتُمْ يا يَهُودُ عليكم خَاصّ لا تَعْدُوا فِي السَّبْت ، فقبَّلا يده ورجله، وقالا نشهد أنك نبيّ، قال: فما يمنعكما أن تسلما؟ قالا إن داود دعا أن لا يزال من ذرّيته نبيّ، وإنا نخشى أن تقتلنا يهود ". حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا سهل بن يوسف وأبو داود وعبد الرحمن بن مهدي، عن سعيد، عن عمرو، قال: سمعت عبد الله بن سلمة يحدث عن صفوان بن عسال المرادي، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم بنحوه، إلا أن ابن مهديّ قال: " لا تمشوا إلى ذي سُلْطان " وقال ابن مهدي: أراه قال: " ببريء ".
ألا ترى إلى قوله تعالى حكاية عنه قال { لمن حوله ألا تستمعون} [ الشعراء: 25]. وكل تلك أقوال صدرت من فرعون في مقامات محاوراته مع موسى عليه السلام فحكي في كل آية شيء منها. ولقد اتينا موسي تسع ايات القرطبي تفسير. و ( إذا) ظرف متعلق ب { آتينا}. والضمير المنصوب في { جاءهم} عائد إلى بني إسرئيل. وأصل الكلام: ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات إذ جاء بني إسرائيل ، فاسألْهم. وكان فرعون تعلق ظنه بحقيقة ما أظهر من الآيات فرجح عنده أنها سحر ، أوْ تعلق ظنه بحقيقة حال موسى فرجح عنده أنه أصابه سحر ، لأن الظن دون اليقين ، قال تعالى: { إن نظن إلا ظنا وما نحن بمستيقنين} [ الجاثية: 32]. وقد يستعمل الظن بمعنى العلم اليقين.
وجملة: (قلنا... ) لا محلّ لها معطوفة على جملة أغرقناه. وجملة: (اسكنوا... وجملة: (جاء وعد... وجملة: (جئنا بكم... ) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. الصرف: (مثبورا)، اسم مفعول من (ثبر) الثلاثيّ، وزنه مفعول. فصل: إعراب الآيات (107- 109):|نداء الإيمان. (لفيفا)، اسم جمع بمعنى الجمع العظيم من أخلاط شتّى، وزنه فعيل، أو هو مصدر لفّ يلفّ باب نصر أي ضمّ بعضه إلى بعض. الفوائد: - لقد اختلف في هذه الآيات التسع: وأهم ما يستفاد من هذا الخلاف رأيان أحدهما أن يهوديين أتيا محمدا صلّى اللّه عليه وسلّم فسألاه عن قوله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى تِسْعَ آياتٍ بَيِّناتٍ} فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «لا تشركوا بالله شيئا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق، ولا تسرقوا، ولا تسحروا، ولا تمشوا ببريء إلى السلطان فيقتله، ولا تأكلوا الربا، ولا تقذفوا محصنة، ولا تفرقوا من الزحف. ثم قال: وعليكم يا معشر اليهود خاصة ألا تعدوا يوم السبت، فقبّلا يديه ورجليه وقالا: نشهد أنك نبي....! ». وثانيهما عن ابن عباس والضحاك أن الآيات التسع هي: العصا واليد واللسان والبحر والطوفان والجراد والقمّل والضفادع والدم، آيات مفصلات.. وثمة خلافات جزئية، حول بعض الآيات، نتجاوزها خشية الاطناب والتطويل، وبين أيديكم كتب التفسير، ففيها لكل مجتهد نصيب.. إعراب الآيات (105- 106): {وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْناهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَما أَرْسَلْناكَ إِلاَّ مُبَشِّراً وَنَذِيراً (105) وَقُرْآناً فَرَقْناهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلى مُكْثٍ وَنَزَّلْناهُ تَنْزِيلاً (106)}.