و من الطرق السلمية في بر الوالدين بعد مماتهما خيره بالدعاء، ربي إغفر لي و لوالدي و للمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم و الأموات إنك قريب سميع مجيب الدعوات، و هذه الدعوة حثنا بها رسول الله صلى الله عليه و سلم، و علينا أن نبلغها كما هي لأولادنا حتى يكون لنا نصيب من بر الوالدين بفضل الله تعالى و أمره. السؤال عن أصحابهم و المقربين لهم أثناء فترة حياتهما. و شاهد أيضاً ثمار بر الوالدين في الدنيا والآخرة.
وبخصوص ما ورد برسالتك - أختي الكريمة الفاضلة - والتي سألت فيها: ماذا أفعل؟ أقول لك: لا تفعلي شيئًا -بارك الله فيك- فأنت غير مكلفة بأي شيء مطلقًا تجاه والديك ما دمتِ لا تستطيعين، فإن الله تبارك وتعالى أخبرنا بقوله: {ليُنفق ذو سعة من سعته ومن قُدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله لا يكلف الله نفسًا إلا ما آتاها} فأنت الآن لا تملكين شيئًا، وزوجك الآن ليست لديه الوفرة المادية حتى يُعطيك لترسلي لوالديك، وبيعك أيضًا للذهب أيضًا هذا خطأ؛ لأن هذا الأمر قد يرتب عليه مشكلة مع والدتك -كما ذكرت- عندما تدخلين عليها ويداك خاليتان من الذهب. فأنا أقول -بارك الله فيك-: يكفي جدًّا السؤال والاطمئنان عليهم، أما المسألة المادية فأرى أن تصرفي النظر عنها نهائيًا، ولا تحملي همها؛ لأن أهلك يعرفون ذلك، فوالدك يعرف, ووالدتك تعرف، وهما أخبراك بأنهما راضيان عنك كل الرضا، وهذه الحساسية التي عندك أرى أنها نتيجة علمك بحب والديك للمال، إلا أن الواقع أنك غير مطالبة, وهم قد عذروك في ذلك, وهم قطعًا يقدرون ظروفك، فأرى أن لا تشغلي بالك -بارك الله فيك- في هذه المسألة لا من قريب ولا من بعيد. اتركي الأمر لله تعالى، ويكفيك السؤال المتواصل عنهما، ويكفيك الدعاء لهما، فإن هذا -بإذن الله تعالى- سيؤدي إلى رضاهما عنك؛ لأن الله يعلم أنك ما قصّرت من سعة، ولكنك امتنعت لقلة ذات اليد.
ولمعرفة أفضل الأعمال التي من الممكن أن تبر بها أمك رحمها الله بعد موتها انظر جواب السؤال رقم ( 131662) ورقم ( 232245). ثانيًا: أما وصول ثواب قراءة القرآن وثواب الذكر للأموات: فهذا وقع فيه نزاع بين العلماء ، والراجح أن قراءة القرآن وثواب الذكر لا يصل منه شيء للميت ولا ينتفع به ، لعدم فعل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك ولا أحد من أصحابه. وقد سبق بيان ذلك في جواب السؤال رقم ( 20996) ، ( 46698). كيف يبر المسلم والديه ؟ - الإسلام سؤال وجواب - طريق الإسلام. وانظر جواب السؤال رقم ( 763) لمعرفة ما ينفع الميت من أعمال الحي. ثالثًا: أما اطلاع الأموات على شيء من أخبار أهليهم ، فقد ورد في الآثار ما يدل لذلك. فقد أخرج النسائي (1 / 260) وابن حبان (733) والحاكم (1 / 352 و 353) من طريق قتادة عن قسامة بن زهير عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا حضر المؤمن أتته ملائكة الرحمة بحريرة بيضاء، فيقولون: اخرجي راضية مرضيا عنك، إلى روح الله وريحان ، ورب غير غضبان. فتخرج كأطيب ريح المسك، حتى إنه ليناوله بعضهم بعضا، حتى يأتون به باب السماء، فيقولون: ما أطيب هذه الريح التي جاءتكم من الأرض! فيأتون به أرواح المؤمنين، فلهم أشد فرحا به من أحدكم بغائبه يقدم عليه. فيسألونه: ماذا فعل فلان؟ ماذا فعل فلان؟ فيقولون: دعوه ، فإنه كان في غم الدنيا، فإذا قال: أما أتاكم؟ قالوا: ذهب به إلى أمه الهاوية.
خُطِبْتُ مِنْ قبلُ لشابٍّ كاذبٍ منافقٍ لا يُصَلِّي، ثم فسختُ الخطبة، ولما فعلتُ ذلك غضبتْ أمي، بل كانتْ تقنعني بالبقاء معه، وتحمُّله على ما هو عليه، وأنَّ هذا ابتلاء يجب عليَّ الرضا به، وأن العيش معه على هذه الحال أفضل مِن العيش في بيت أبي خادمة! أريد أن أرتبطَ برجلٍ صالحٍ تقيٍّ، يخاف الله، ويعلم دينه، لكن ماذا أفعل إن لم يتقدَّمْ شابٌّ فيه هذه الصفات، هل أقبل المدخِّن وتارك الصلاة هرَبًا مِنْ أمي؟! وصلتُ إلى أني كرهتُ أمي، لكني في الوقت نفسِه أعلم أنَّ لها حقًّا، وأن برَّها واجبٌ عليَّ، لكن قلبي لم يَعُدْ يحتمل، فماذا أفعل؟ كيف لي أن أبرَّ مَن يُهينني ويكرهني، ويسلبني حقِّي، بل ويتمنَّى لي الشر؟ أُحاول أن أتقي شرَّها، وأبتعدَ عما يُزعجها، خوفًا مِن دعائها عليَّ ومن غضب والدي بعدها. كيف أبر أمي وهي تؤذيني وتهينني ؟. أخبروني ماذا أفعل؟ وجزاكم الله خيرًا. الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. الحمدُ لله الذي لا يُحاسبنا على ما لا نملك, وما لا سلطان لنا عليه, ولا حيلة لنا فيه. أيتها الفاضلة, ما ذكرتِ أراه سببًا طبيعيًّا لتراكُم مشاعركِ السلبية تجاه والدتك؛ فالنفسُ البشريةُ جُبِلَتْ على حبِّ مَن يُحْسِن إليها، وبُغْضِ مَنْ يُسيء إليها, والبِرُّ لا يعني أن نرغمَ قلوبنا على المودَّة، أو نُكرهها على محبة مَن لم ترَ منه إلا الظُّلْم، ولم تَذُقْ معه إلا البَطْش!
ذات صلة بر الوالدين بعد الموت كيف يكون بر الأم كيفية بر الوالدين يمكن للمسلم أن يبرّ والديه بطرقٍ وأشكالٍ كثيرةٍ، سواءً في حياتهما أو حتى بعد مماتهما، وفيما يأتي بيان ذلك: [١] بر الوالدين في حياتهما ذكر العلماء العديد من طرق برّ الوالدين، وفيما يأتي بيان تلك الطرق: [٢] [٣] الدعاء لهما، وهو من أوجب وأحرى الأعمال التي يستطيع الإنسان أن يقدّمها لوالديه، فيدعو لهما بالرحمة والمغفرة، والهداية والصلاح، وتيسير الأمور، وحسن الخاتمة، ورضا الله -تعالى- عليهما. الصدقة عنهما، وقد يكون ذلك في إنشاء وقفٍ خيريٍ باسمهما، وذلك قد يكون ببناء مساجدٍ، أو حفر آبارٍ، أو طباعة مصاحف، وما إلى ذلك، من نشرٍ للخير والعلم، وبذلك ينال الوالدان الأجور المستمرّة حتى بعد وفاتهما، وذلك من عظيم أنواع البرّ بهما. الترويح عنهما، وتقديم شيءٍ من الرفاه لهما، وإن لم يطلبا ذلك. المبالغة في التوقير والاحترام، ومن ذلك؛ تقبيل الرأس واليد تحبّباً، وتواضعاً لهما. مدحهما وذكر فضلهما، فإنّ الوالدين قدّما لابنهما في حياته الكثير من الأفضال؛ بالمال، والنصح، والإرشاد، والتوجيه، والتحفيز وغير ذلك، فإن مدح المرء والديه وذكّرهما بذلك في كبرهما، كان ذلك من طرق برّهما، وإدخال السرور إلى قلبيهما.