القول الثاني فقد راعى جانب أسباب الجماع ومؤن النكاح فسميت الباءة باسم ما يلازمها، وبذلك يصبح تقدير الحديث بناءً على ذلك: «من استطاع منكم على أسباب الجماع ومؤن النكاح المادية من المهر والنفقة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم لقطع شهوته». بهذا يتبيّن لك عزيزي القارئ أن رسولنا عليه أفضل الصلوات والتسليم وجه خطاباً لكل شاب أن يتزوج إن كان قادراً على ذلك حصناً لفرجه وغضاً لبصره، وإن لم يكن بمقدوره فعليه التصبّر بالصوم. أحاديث للحثّ على الزواج حثّ الرسول شباب المسلمين على اختيار الزوجة الصالحة والتي تسعد زوجها وتعينه على طاعة ربه واتّباع شرعه، وقد كثرت الأحاديث النبويّة الشريفة في وصف الزوجة والمرأة الصالحة ومنها: (تنكح المرأة لأربع، لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك). (عليكم بالأبكار، فإنهنَّ أنتق أرحامًا، وأعذب أفواهًا، وأقلّ خبًا، وأرضى باليسير). من اصبح منكم صائما. (التي تسره إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها ولا ماله بما يكره). (تزوجوا الودود الولود فإنّي مكاثر بكم الأمم يوم القيامة). Source:
"، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « نَعَمْ وَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ » (متفق عليه). فَسر بعض العلماء قوله عليه الصلاة والسلام: « زَوْجَيْنِ »، فقال: "قريبان أو عبدان"، وقال الحسن البصري: "شيئان متغايران، درهم ودينار، درهم وثوب، خف ولجام". والمراد أن ينفق نوعين من ماله في سبيل الله، قال تعالى: { قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [سـبأ: 39]. حديث من اصبح منكم امنا. وقال صلى الله عليه وسلم: « إنَّكَ لَنْ تَدَعَ شَيْئًا لِلَّهِ إِلاَّ بَدَّلَكَ اللهُ بِهِ مَا هُوَ خَيْرٌ لَكَ مِنْهُ » (رواه الإمام أحمد، وصححه الألباني). وقال صلى الله عليه وسلم: « أَنْفِقْ بِلاَلُ، وَلاَ تَخْشَ مِنْ ذِي الْعَرْشِ إِقْلاَلاً » (رواه الطبراني، وصححه الألباني). وقال صلى الله عليه وسلم: « مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بَاعَدَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنْ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا » (متفق عليه). أخي الحبيب: كيف نحول يوم الصَدِّيق إلى يوم في حياتنا، ولأن التطبيق لمعاني الإيمان والقيم والسلوكيات من أهم ما تعنى به الدعوة في فتيانها وشبابها؛ كان هذا العرض المقترح لك -أخي الشاب- ولإخوانك في المسجد، فإذا كان معك بعض إخوانك يحاولون معك النجاة فاتبع التالي: 1- نتعاهد على الاستيقاظ لصلاة الفجر مع الصيام ويوقظ بعضنا بعضًا.
• ويتكامل معه زيارة المريض الذي ربما كان غير قادر على الصيام، فنتذكر نعمة الصحة والقدرة على التعبد بما لا يقدر المريض عليه، وتتأمل في تقلب الحال البشري بين القوة والضعف. • وتكون الجنازة وحضور الدفن ومشاهدة القبور تذكيرا بفناء الدنيا وحقارتها، ودعما للنفس في صيامها وصدقتها وعيادتها للمريض، وحثا على الاستزادة من الباقيات الصالحات التي تصحب الإنسان في القبر. الفوائد العامة: 1. الحديث فيه فضيلة بارزة للصديق رضي الله عنه والشهادة له بالجنة. اجتهاد أبي بكر رضي الله عنه وحرصه على التقرب إلى ربه بمختلف طرق الخير التي شرعها الله لعباده. 3. فضل اجتماع هذه الأعمال الأربعة في يوم واحد. 4. الأعمال الأربعة تمت قبل صلاة الصبح دلالة على مسارعة أبي بكر في الخيرات. 5. قلة من يفوز بفضل اجتماع الأعمال الأربعة عنده، حيث لم يجب من الصحابة سوى أبي بكر، وعليه فينبغي اللحاق بهذه القلة. مجموعة خصال في رجل واحد (حديث: من أصبح منكم اليوم صائما؟). 6. لا يشترط لحصول الفضل بهذه الأعمال الأربعة أن تكون مرتبة كما وردت في الحديث ولكن يشترط أن تكون في يوم واحد. 7. فضل الصيام، وفيه قوله صلى الله عليه وسلم: "ما مِن عَبْدٍ يَصُومُ يَوْمًا في سَبيلِ اللهِ، إِلّا باعَدَ اللَّهُ، بذلكَ اليَومِ وَجْهَهُ عَنِ النّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا".
كثيراً ما نسمع حديث رسولنا الكريم الذي يقول: "من استطاع منكم الباءة فليتزوج" فماذا قصد رسولنا عليه أفضل الصلوات والتسليم بهذا الحديث، وما هي الباءة. من استطاع منكم الباءة فليتزوج اعتدنا دائماً على سماع الجزء الذي ذكرناه في المقدمة من هذا الحديث، لكن في الحقيقة لهذا الحديث تكمل فعَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ عَبْدِ الله بِمِنىً، فَلَقِيَهُ عُثْمَانُ، فَقَامَ مَعَهُ يُحَدِّثُهُ. فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمٰن أَلا نُزُوِّجُكَ جَارِيَةٌ شَابَّةً، لَعَلَّهَا تُذَكِّرُكَ بَعْضَ مَا مَضَىٰ مِنْ زَمَانِكَ، قَالَ فَقَالَ عَبْدُ الله: لَئِنْ قُلْتَ ذَاكَ، لَقَدْ قَالَ لَنَا رَسُولُ الله: «يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِيعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لَهُ وَجَاءٌ». من اصبح منكم امنا في سربه. رواه البخاري ومسلم شرح الحديث جاء في الحديث الشريف كلمة (الباءة) الباءة في اللغة تعني: الجِماع، وهي مشتقّة من المباءة وهي المنزِل، وأصله الموضع الذي يتبوّؤه ويأوي إليه، أمَّا في الحديث فجاء في تفسير الباءة قولان: القول الأول: راعى الجانب اللغوي وهو الجماع، حيث يصبح معنى الحديث بذلك أنّ من استطاع الزواج والجماع لقدرته على مؤن الزواج فليفعل، ومن لم يستطع الجماع لعجزه عن مؤن الزواج فعليه أن يلجأ إلى الصوم ليقطع شهوته، ويَحدّ منيه، كما يقطعه رضّ الخصيتين وهو الوجاء.
11- ثم صلاة العشاء وركعتين قيام بعدها -إن أمكن-. 12- من الممكن أن نلعب شيئًا من الرياضة البدنية. وبهذا ننهي هذا اليوم المبارك يوم الصِدِّيق. أسأل الله العلي القدير أن يجعل أيامنا كلها كيوم الصِدِّيق. وصلِي اللهم على محمد وعلى آلهِ وصحبه وسلم. مصطفى دياب شيخ من الإسكندرية متخصص في مجال تربية النشء ومخاطبة الشباب. 59 3 493, 527