موقع شاهد فور

إعراب قوله تعالى: والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون الآية 8 سورة المؤمنون

June 28, 2024
عربى - التفسير الميسر: فمن طلب لقضاء شهوته غير الزوجات والمملوكات فاولئك هم المتجاوزون الحلال الى الحرام والذين هم حافظون لامانات الله وامانات العباد وحافظون لعهودهم مع الله تعالى ومع العباد والذين يودون شهاداتهم بالحق دون تغيير او كتمان والذين يحافظون على اداء الصلاه ولا يخلون بشيء من واجباتها اولئك المتصفون بتلك الاوصاف الجليله مستقرون في جنات النعيم مكرمون فيها بكل انواع التكريم

القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة المؤمنون - الآية 8

Home » Islam » حديث الجمعة: » والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون والذين هم بشهادتهم قائمون » محمد شركي حديث الجمعة: (( والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون والذين هم بشهادتهم قائمون)) محمد شركي من المنصوص عليه في القرآن الكريم ، وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم أمر الله عز وجل للعباد برعاية الأمانة والعهد والقيام بالشهادة ، وهي مما تعبّدهم بها ،وجعلها من صفات المؤمنين منهم رفعا لشأنهم وإشادة بهم. ومعلوم أن الأمانة لها شأن عظيم عند الله عز وجل ، والدليل على عظمتها إشفاق مخلوقات عظيمة من حملها كما جاء في محكم التنزيل في قوله عز من قائل: (( إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا)). ولقد جاء في كتب التفسير أن عرض الأمانة على هذه المخلوقات العظيمة مقارنة بعرضها على الإنسان الذي يدب فوقها و يعيش تحت سقفها كان إخبارا لها بالمثوبة إن أحسنت حملها وبالعقاب إن أساءت في ذلك، فأبت حملها إشفاقا من العقاب إن هي لم تحسن الحمل ،إلا أن الإنسان أقدم على هذا الحمل نظرا لطبيعته البشرية التي جبل عليها وهو بذلك يظلم نفسه الظلم الكثير أو الخطير كما وصفه الله عز وجل بذلك ، وعبر عنه بصيغة المبالغة » ظلوم » ، وهو أمر يحصل منه لجهله الجهل الفظيع المعبر عنه أيضا بصيغة المبالغة » جهول ».

وهكذا يؤكد القرآن المسألة النفسية للإنسان، في جانبها السلبي، عندما تتحول إلى مسألةٍ عمليةٍ واقعيةٍ تنعكس على الجانب السلوكي من حياته، فهي ليست مجرد حالةٍ طارئةٍ خاضعة للظروف المحيطة به، بل هي حالة غريزية في طبيعة تكوينه الغريزي في الضعف الشعوري الذي يقوده إلى الجزع والسقوط، وإلى البخل والحرص. ولكن هذه الغريزة ككل الغرائز الإنسانية، لا تمثّل حتمية الحالة السلبية في نتائجها العملية، لأنها يمكن أن تتحول إلى حالةٍ إيجابيةٍ من خلال التهذيب الروحي الذي ينعكس إيجاباً على التهذيب العملي، ليتوازن السلوك الأخلاقي في شخصيته، فيأخذ بأسباب القوّة عندما ينفتح على الله في انفتاحه على قوّة الله، كما يعيش روحية العطاء عندما يتطلع إلى امتداد حركة النعمة في المستقبل، كما امتدت في الماضي، لأن الله الذي أعطى الإنسان في الماضي هو الذي يعطيه في المستقبل، فيزداد ثقة بالأمن المستقبلي بالرزق، فلا يمنع ولا يبخل على عباد الله. الإنسان في صورته الإِيجابية وهذا ما جعل استثناء المصلّين في قوله تعالى: {إِلاَّ الْمُصَلِّينَ} أمراً طبيعياً، من خلال ما ترمز إليه الصلاة في حياة الإنسان المؤمن من إيمانٍ بالله، وثقةٍ به، وتوكلٍّ عليه، واستسلام له، وانفتاح على معنى العبودية في ذاته، في ما يؤكده ذلك من إحساسٍ بمعنى الحرية الإنسانية أمام الكون كله، لأنه يتساوى معه في كونه مخلوقاً لله تعالى.

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]