الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد: فقد كثر حديث الناس في صحيفة الجزيرة عن قيادة المرأة للسيارة، ومعلوم أنها تؤدي إلى مفاسد لا تخفى على الداعين إليها، منها: الخلوة المحرمة بالمرأة، ومنها: السفور، ومنها: الاختلاط بالرجال بدون حذر، ومنها: ارتكاب المحظور الذي من أجله حرمت هذه الأمور، والشرع المطهر منع الوسائل المؤدية إلى المحرم واعتبرها محرمة. وقد أمر الله جل وعلا نساء النبي ونساء المؤمنين بالاستقرار في البيوت، والحجاب، وتجنب إظهار الزينة لغير محارمهن؛ لما يؤدي إليه ذلك كله من الإباحية التي تقضي على المجتمع ، قال تعالى: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ الآية [الأحزاب:33].
كما أن مداخلة للشيخ عايض القرني - سلمه الله - مع قناة العربية يوم الأثنين 31 - 5 - 2011م ذكر بأنه لا يوجد نص يُحرم قيادة المرأة للسيارة. فمثل هذا الاختلاف بين علمائنا يؤجج ويؤلب الرأي العام تجاه هذه القضية الحساسة. ونرى أن يُحسم الحكم الشرعي في تلك القضية صراحة من قبل الهيئة العامة للإفتاء والدعوة والإرشاد وأن لا يُسمح لغير تلك الهيئة أن تجتهد في فتوى تناقض فتواهم كما نص على ذلك الأمر السامي الكريم. ولسنا، كذلك، نناقش تلك القضية من وجهة نظر مجتمعية وثقافية، والذي لم ولن يتقبل بأن تتجاوز المرأة العرف والعادات والتقاليد ويُسمح لها بقيادتها للسيارة. على أن تقبل المجتمع قد يكون نسبياً، فبعض المجتمعات تتقبل للنساء أن يقدن سياراتهن بأنفسهن، كم أن هناك مجتمعات لا يمكن أن تتقبل المرأة بأن تقود سياراتها بنفسها. وتقبل المحتمع، كذلك قد يكون وقتياً، فعلى سبيل المثال، لم تتقبل بعض المجتمعات الأمر الملكي بفتح مدارس للبنات في عهد الملك سعود - يرحمه الله - والذي أصدره في يوم الجمعة 21 - 4 - 1379هـ (1960م)، بينما نشاهد الآن نجاح المرأة السعودية قد فاق جميع التوقعات علمياً وثقافياً واجتماعياً. إن مناقشتي لهذا الموضوع الحيوي والحساس والهام، ينبع من وجهة نظر إدارية ونظامية، وكذلك من جهة أنها مشكلة عامة تواجه المجتمع المحلي بأسره، وبالتالي فهي مشكلة سياسة عامة ((Public Policy issue يتحدث فيها المثقف مع الجاهل، والرجل مع المرأة، والصغير مع الكبير.
6- مساعدة أولياء الأمور في حالة تقدم العمر بهم وتوصيلهم إلى أي مكان.