Aboubacar cisse: هل الأصل في العبادات التعبد أم التعليل.
قضية البدعة من القضايا المهمَّة في الإسلام؛ لتعلُّقها بأصل كبير من أصول الدين، ألا وهو أصل الاتباع، هذا الأصل الذي أسعدُ الناس به هم أهل السنة والجماعة المقتَفِين منهجَ السلف الصالح رضي الله عنهم. ومن القواعد الكلية في هذه القضية أنه لا تثبت عبادة إلا بدليل، فالأصل في العبادات المنع حتى يرد دليل يدل على خلاف ذلك، قال ابن تيمية: «باب العبادات والديانات والتقربات متلقَّاة عن الله ورسوله، فليس لأحد أن يجعل شيئًا عبادة وقربة إلا بدليل شرعي» ( [1]) ، وقال ابن القيم: «فالأصل في العبادات البطلان حتى يقوم دليل على الأمر، والأصل في العقود والمعاملات الصحة حتى يقوم دليل على البطلان والتحريم» ( [2]) ، وقال الصنعاني: «لا شك أن لنا أصلًا متَّفقًا عليه، وهو أنه لا يثبت حكم من الأحكام إلا بدليل يثمر علمًا أو أمارة تثمر ظنًّا، وهذا أمر متفق عليه بين العلماء قاطبة» ( [3]). وهذه القضية المهمَّة يتمُّ تناولها في كتب علم أصول الفقه عند الكلام عن استصحاب العدم الأصلي. ومن الشبهات التي يوردها المروِّجون البدع ويشغِّبون بها على هذا الأصل أن الجمهور يقولون بجواز القياس في العبادات، ويستدلُّون بهذا على أن قولنا: "إن العبادة لا تثبت إلا بدليل" قول خاطئ؛ لأنَّ لازمه منع إجراء القياس في العبادات، وهو مخالف لما عليه جمهور الأصوليين ( [4]) ، أو يجعلون البدع من قبيل القياس في العبادات ( [5]) ، ومنهم من يجعل إثبات القياس في العبادات دليلًا على أن القول بأنَّ الأصل في العبادات المنع خاص بالمجمع عليه فقط ( [6]).
وأما ما عدا العبادات.. فالأصل فيها الحل، فلا يمتنع المكلف عن مطعوم أو مشروب أو ملبوس أو معاملة من المعاملات إلا أن يقوم دليل شرعي على المنع، وقد بسط العلامة الشنقيطي في مذكرة الأصول هذه القاعدة وبين الخلاف فيها واستدل لهذا القول بقوله تعالى: هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً. {البقرة:29}. فإنه تعالى امتن على خلقه بما في الأرض جميعا ولا يمتن إلا بمباح ، إذ لا منة في محرم. واستدل لإباحتها أيضا بصيغ الحصر في الآيات كقوله: قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ. {الأعراف:33}. وقوله تعالى: قُل لاَّ أَجِدُ فِي مَا أُوْحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَّسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ. {الأنعام:145}. وقوله تعالى: قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ.
(4) جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام بن ثعلبة بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة ، أبو عبد الله، وأبو عبد الرحمن الأنصاري ، الخزرجي، السلمي، المدني، الفقيه الإمام الكبير، المجتهد، الحافظ، صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم. وكان مفتي المدينة في زمانه. شهد ليلة العقبة مع والده، وأطاع أباه يوم أحد، وقعد لأجل أخواته، ثم شهد الخندق وبيعة الشجرة، وقد ورد أنه شهد بدرا. شاخ، وذهب بصره، وقارب التسعين. توفي بالمدينة سنة أربع وتسعين، وقيل: سنة سبع وتسعين. انظر: الاستيعاب (ص: 114 ترجمة 296)، وأسد الغابة (1/ 492 ترجمة 647). (5) أخرجه مسلم كتاب الجمعة، باب تخفيف الصلاة والخطبة (867).
بذلك نكون قد وصلنا إلى ختام موضوعنا اليوم أحاديث عن العمل التطوعي ويسعدنا تواصلكم ومشاركتكم لنا أسفل المقال مع التعليقات.
دلالات العمل التطوعي في القرآن كما ذكرنا في مقدمة موضوعنا أن القرآن جاء شاملا لكافة التعاملات الإنسانية مبينا إياها بشكل صريح وإذا تدبرنا آيات الذكر الحكيم جيدا نستدل على العديد من الآيات القرآنية التي تؤكد على واجب العمل التطوعي في الإسلام والجزاء من وراء القيام به ومن تلك الآيات الكريمة ؛ قال تعالى " َولكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ". ـ قال تعالى "فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُون ". ـ قال تعالى " وتَعَاونُوا عَلى البِّرِ والتَقوَى ". ـ قال تعالى " فَمَن تَطَوّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لّهُ ". ـ قال تعالى " وآتى المَالَ عَلى حُبِه ذَوي القُربى واليتَامَى والمَسَاكِّين وابن السَبِّيل". أحاديث عن العمل الجماعي. ـ قال تعالى " وفي أموالهِّم حَقٌ مَعلُوم للسَائِّل والمَحرُوٌم ". ـ قال تعالى " فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ " دلالات العمل التطوعي في السنة كما أن القرآن الكريم هو المنهج السليم لقوام المجتمع وصلاح أحواله كذلك هي السنة وصدق رسول الله صل الله عليه وسلم عندما قال " تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي ابدا كتاب الله وسنتي " وذلك لكون سيدنا محمد (ص) هو قرآن يمشي على الأرض بمعنى أن كافة التعاليم التي ذكرت في القرآن الكريم طبقها رسول الله (ص) ليبينه للناس بشكل سهل وبسيط حيث بينت انك قد تقوم بعمل تطوعي يوميا وتكتسب من خلاله أجر كبير دون عناء منها رسم البسمة والوجه البشوش امام الاخرين.
أهمية عمل الخير دعا الإسلام إلى فعل الخير والإكثار منه، باعتباره عبادةً يُقصد بها وجه الله وابتغاء مرضاته، وهو عمل يتحقّق فيه معاني التكافل، والتعاون، ونشر الرحمة والرأفة بين أفراد المجتمع، وذلك لتلبية حاجات الناس بجلب النفع ودفع المفاسد عنهم، وتحسين أحوال الفقراء والمحتاجين، ما ينتج عنه مجتمع متكامل ومُحافظ على القيم الإسلامية [١].
كفالة ورعاية اليتيم ، وبذل المعروف له والإحسان إليه، قال صلى الله عليه وسلم: (أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا، وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما شيئًا) [المصدر:صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح]. إماطة الأذى عن الطريق. الرفق بالحيوان ، وغرس الأشجار، والمحافظة على البيئة من التلوث، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ما من مسلم يغرِس غرسًا إلا كان ما أُكِل منه له صدقة، وما سُرق منه له صدقة، وما أَكل السبُع منه فهو له صدقة، وما أكلت الطيرُ فهو له صدقة، ولا يرزؤه أحد إلا كان له صدقة) [المصدر:صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح]. احاديث عن العمل الجماعي. الإصلاح بين المتخاصمين والعدل والشفاعة بينهم، لتحصيل الخير ودفع الشر وجمع القلوب. الصدقة ومساعدة الضعيف، وإغاثة الملهوف، قال صلى الله عليه وسلم: (عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ صَدَقَةٌ، فقالوا: يا نَبِيَّ اللَّهِ، فمَن لَمْ يَجِدْ؟ قالَ: يَعْمَلُ بيَدِهِ، فَيَنْفَعُ نَفْسَهُ ويَتَصَدَّقُ قالوا: فإنْ لَمْ يَجِدْ؟ قالَ: يُعِينُ ذا الحاجَةِ المَلْهُوفَ قالوا: فإنْ لَمْ يَجِدْ؟ قالَ: فَلْيَعْمَلْ بالمَعروفِ، ولْيُمْسِكْ عَنِ الشَّرِّ، فإنَّها له صَدَقَةٌ) [المصدر: صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح].