موقع شاهد فور

جلال الدين أكبر – خيرة الله خير من امانينا

July 10, 2024

تبنّى أكبر طرقاً دينية وسياسية أكسبته ولاء الشعوب غير المسلمة في أرضه، فبعدما سمح لغير المسلمين بالاحتفاظ بولاياتهم، أصلح أكبر إدارته المركزية وقوَّاها، ولجأ إلى مركزة النظام المالي وإعادة تنظيم عمليات جمع الضرائب. كما سمح للهندوس والراجبوت بالمشاركة الواسعة في حكومته المركزية، فقد حاز أمراء الراجبوت أعلى المراتب، في قيادة الجيش وفي حكم الأقاليم، تحت لواء المغول المسلمين في الهند. كما ألغى ضرائب الحج والضريبة التي يدفعها غير المسلمين في مقابل عدم أداء الخدمة العسكرية، وقد نجح أكبر بشكل استثنائي، وأكبر من أي حاكمٍ مسلم سابق في الهند في كسب تعاون الهندوس على كل المستويات في إدارته. بدأ عهد جلال الدين أكبر وسنّه 13 عاماً، مثله مثل جدّه الذي بدأ عهده وسنّه 11 عاماً، كما بدأ جده بإمارةٍ صغيرة في أفغانستان، بدأ جلال الدين بإمبراطورية متآكلة لم يتبقَّ منها سوى العاصمة دلهي وإقليم البنجاب، لكن انتهى به الحال وهو يسيطر على مساحات لم يصلها جده نصير الدين بابر. بنهاية عهده كان جلال الدين محمد أكبر يسيطر على منطقة غوجارات، والبنغال، وإقليم كشمير، والسند (باكستان)، وقندهار (في أفغانستان). كما تحرّكت قوات مغول الهند جنوباً إلى سلسلة جبال فنديا نحو هضبة الدكن، وبحلول عام 1601 كانت خانديش وبيرار وقطعة من أحمدنجار قد أضيفت إلى إمبراطورية أكبر.

جلال الدين أكبر الزوجة

ومن وقتها أكمل جلال الدين خطته ليصبح سلطاناً بمعنى الكلمة، لا ينازعه أحد سلطانه على كامل شبه القارة الهندية. بعدما سيطر جلال الدين على البيت الداخليّ أولاً، انطلق في رحلته الطويلة لتوسيع رقعة ملكة وسلطانه، فبدأ بمهاجمة ولاية مالوا الغنيّة ذات المحاصيل الزراعية، وقد سقطت المدينة في قبضته عام 1561. كانت نخبة الراجبوت الهندوسيين، وهم طبقة سياسية محاربة، تسعى دوماً للاستقلال عن حكم دولة المغول المسلمين، وقد نهج معهم جلال الدين سياسة الاسترضاء والغزو معاً. ففي عام 1562 كان حاكم ولاية أمبر مهدداً بصراع على الخلافة من بعده، وهنا كان جلال الدين حليفه، إذ تزوّج ابنته، وهكذا أصبح لوالدها حليف قوي يستند عليه في صراع الخلافة من بعده. استمرّت سياسة جلال الدين على نفس النمط مع زعماء الرجبوت الآخرين، فقد سمح لحلفائه منهم أن يحتفظوا بأراضيهم، شرط الاعتراف بسلطانه ودفع الجزية السنوية له، وامداده بالجند وقت الحاجة. ولكن على الجانب الآخر لم يتهاون أكبر أبداً مع من رفض سيادته، إذ تذكر كتب التاريخ أنّه سيطر على قلعة شيتور التاريخية (شيتورغاره الآن)، بعد قتالٍ مريرٍ عام 1568، فقد أمر بذبح كل سكانها. ولايةً بعد أخرى، اعترفت ولايات الراجبوت الهندوسيين وغيرهم بسلطان أكبر عليهم، وتبعيتهم له، لكنّ ذلك جعل جلال الدين أكبر أمام تحدٍّ آخر، فالهند متنوعة الأعراق والمعتقدات، وهو مسلم، وعليه الآن أن يفتح السبيل أمام غيره من المعتقدات ليأخذوا مساحتهم السياسية مثل الدينية، وهذا من شأنه أن يوطّد دولته ويزيدها استقراراً.

قصر الامبراطور جلال الدين اكبر من الداخل

عند وصف الهندوسية قام أبو الفضل بمحاولة عرض الأمور بمفهوم يستطيع المسلمون إدراكه. فالعديد من المسلمين المحافظين إعتقدوا أن الهندوس مذنبين بارتكابهم أعظم الكبائر وهي الشرك والوثنية. [5] علق أبو الفضل على موضوع الوثنية بقوله أن الرموز والصور التي يحملها الهندوس لاتعتبر أصنام بل وجودها معهم هو محاولة لإشغال عقولهم من التفكير بعيداً والتيه. وكتب أبو الفضل أن عبادة الله وحده لاشريك له هو الأمر الذي يجب طلبه والسعي وراءه. [6] ووصف أبو الفضل النظام الطبقي في الهند إلى القراء بأن كتب الاسم والرتبة وواجبات كل طبقة. ثم يمضي في وصف ستة عشر فرعاً والتي تأتي من التزاوج بين الأربعة الأساسية. [7] بعد ذلك قام أبو الفضل بالكتابة عن الكارما فكتب "هو نظام معرفة استثنائي ورائع للشخصية، تعلمته في أرض الهندوس وأتفق معه دون رأي مخالف. " فقام بوضع الأعمال وما تجلبه في الحياة الأخرى مقسمة لأربعة أنواع. أولاً، قام بكتابة طرق مختلفة لكيفية ولادة شخص في طبقة معينة لطبقة مختلفة في الحياة الأخرى وطرق أخرى قد تقوم بتغيير جنس الشخص أيضاً. ثم صنف النوع الثاني لأمراض وبلاء قد تصيب الشخص. والنوع الثالث يشمل الأفعال التي تتسبب في أن تكون المرأة عاقرا أو تؤدي لوفاة الطفل.

ومنهم كذلك: أحمد بن نصر الله السندي، وهو أحد كبار علماء الشيعة آنذاك، الذي كُلف بكتابة "التاريخ الألفي" ليكون ناسخا للتاريخ الهجري الإسلامي. ومنهم أيضا: محمد يزدي الشيعي، الذي قدم من إيران، وكان كثير السب للصحابة والسلف الصالح، والذي جعل أهل السنة أمام الملك أذلاء حقيرين، وتمكن من إفهام الملك "أكبر" أن الفرق كلها باطلة باستثناء الشيعة. ومع قلة تحصيله العلمي وما نتج عنها من انبهار بالأفكار الجديدة، أدى علماء السوء بالملك أكبر، (إضافة إلى مؤثرات أخرى) إلى أن ينسلخ من عقيدة الإسلام، ويسقط فرائضه، ويتبنى مذهبا جديدا حوى مختلف أنواع البدع والمنكرات مثل عقيدة وحدة الوجود، ووحدة الأديان، وعبادة الشمس والنار، وتقديس الخنازير والأبقار، واستحسان التقاليد الهندوسية، وإباحة الردة والخمر والقمار، وإباحة نكاح المتعة، المعمول به عند الشيعة، ومنع استعمال اللغة العربية. للاستزادة: الدكتور محمد كبير شودري: فرق الهند المنتسبة للإسلام في القرن العاشر الهجري، ص 445- 518. [1] - يعود تأثر الملك همايون بالشيعة إلى أنه عندما تعرض للهزيمة على يد الأفغان، هاجر من الهند إلى إيران بناء على نصيحة بيرم خان، وهناك وجد الترحيب من الشاه طهماسب، حاكم الدولة الصفوية الشيعية آنذاك، وتمكن همايون، بمساعدة الصفويين، من هزيمة الأفغان والعودة إلى بلاده، ولم يقدّم طهماسب المساعدة إليه إلا بعد أن أخذ عليه العهود بمؤازرة التشيع وتسهيل نشره في الهند.

تنقسم النظرية الأخلاقية المعاصرة، المعروفة أيضا بالفلسفة الأخلاقية التحليلية، إلى نظرية من الدرجة الأولى تستهدف مضمون الأخلاق، ونظرية من الدرجة الثانية تستهدف التشريع أو الوضع الأخلاقي. تسمى الأولى أيضا بـ"الأخلاق المعيارية"، وتطالبنا بالمبادئ العامة لمعرفة فيما إذا كان الفعل خطأ أم صوابا، جيدا أو سيئا، في حين تخبرنا الثانية عما نقوم به عندما نصدر أحكامنا الأخلاقية على الآخرين. في هذا الإطار ظهرت العديد من النظريات، سواء من الدرجة الأولى مثل: نظرية علم الأخلاق أو الواجبات déontologisme" contractualism" وهي فلسفة سياسية تؤكد على أن المجتمع السياسي يجب أن يستند إلى معاهدة بين أعضائها، النفعية، القاعدة النفعية، وعلم الفضيلة... إلخ. نظرة إيجابية لكورونا. نظريات الدرجة الثانية، مثل: الذاتانية وهو مذهب فلسفي يقيم المعرفة على أساس الخبرة الذاتية، المذهب الطبيعي وهي نظرية الذين يعتبرون الطبيعة المبدأ الأول، الواقعية، شبه الواقعية، البنائية... إلخ. ترجم من الإنكليزية إلى الفرنسية كتاب بعنوان " Natural Goodness" أو " Le Bien naturel" باللغة الفرنسية أي "الفطرة أو الطبيعة السليمة " للفيلسوفة البريطانية فيليبا فووت، الذي يقدم لنا نهجا مختلفا إلى حد ما في الفلسفة الأخلاقية كما يرى فنسنت بوير، أستاذ الفلسفة في جامعة دو نانت الفرنسية.

نظرة إيجابية لكورونا

ولا يتخيل أحدٌ من المسلمين أن عملاً أو ليلةً تفضُل، أو تساوى ليلة القدر في منزلتها وأجر العبادة فيها؛ وقد وجدتُ حديثين صحيحين يُثبتان فضلاً وثواباً لليلةٍ أخرى عن ليلة القدر، الحديث الأول: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنَّه كان في الرِّباط ففزعوا إلى السَّاحل، ثم قيل.. لا بأس، فانصرف النَّاس وأبو هريرة واقف، فمرَّ به إنسانٌ فقال: ما يُوقِفُك يا أبا هريرة؟! فقال: سمعتٌ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " موقِفٌ ساعةٍ في سبيل الله خيرٌ من قيام ليلة القدر عند الحجرِ الأسود". أخرجه ابن حبان، والبيهقي، وقال الأرناؤوط: إسناده صحيح، ويلاحظ هنا أن الحديث يقرر أن فضل الساعة في سبيل الله خيرٌ من قيام ليلة القدر عند الحجر الأسود يعني: في الحرم المكي الشريف، ومعلوم أن الصلاة فيه بمئة ألف صلاة، يعني شهود ليلة القدر فيه بمئة ألف ليلة قدر، يعني سنوات وأعمار لا تحصى، كما يُلاحظ أنه لا قطع عند المتحري لها في رمضان، بينما الحديث يقطع بأن الساعة في سبيل الله خير من قيام ليلة القدر عند الحجر الأسود. الحديث الثاني: عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِلَيْلَةٍ أَفْضَلَ مِنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ؟ حَارِسٌ حَرَسَ فِي أَرْضِ خَوْفٍ، لَعَلَّهُ أَنْ لَا يَرْجِعَ إِلَى أَهْلِهِ» أخرجه البيهقي، والحاكم، والنسائي، وصححه الألباني.

لكن ما تعريف "الفطرة السليمة"؟ تقدم لنا فيليبا حجة قوية للغاية حول عملية التقييم الأخلاقي للأعمال الإنسانية. وبعبارة أخرى لا يتغير معنى الصفات "الجيدة" و"السيئة" عند استخدامها لوصف إرادة الإنسان بالقول مثلا: إرادة جيدة أو سيئة أو حتى عند وصف جذور شجرة البلوط، فعندما نقول جذورها جيدة أي قوية وعميقة. وإذا كانت الطيبة أو "الخيرية" تسمى "طبيعة أو فطرة" بالمعنى الأصلي أو الجوهري للكائن الحي سواء كان إنسانا أو شجرة بلوط، بالتالي نحتاج إلى معرفة السمات الرئيسية لكل كائن. والطبيعة السليمة، أي التي لم تُشَب بعَيْب، أو ما ركَّزه الله في الإنسان من قدرة على معرفة الإيمان، وتعريف الفِطرة السليمة (في اصطلاح الفلاسفة) هو: الاستعداد لإصابة الحكم والتمييز بين الحق والباطل. وقيل بأن الفطرة هي من أدق وسائل الكشف عن الخطأ، فكل أخطاء الإنسان تكشف ذاتياً من خلال فطرته، ففطرته مشعر ذاتي، وميزان نفسي، على سبيل المثال: إذا عاش إنسان مع أمه في غابة، ولم يتلقَ أي توجيه، أو علم، وكانا جائعين فأكل وحده، ولم يطعم أمه، سيشعر أنه أخطأ بحقها بدافع من فطرته السليمة، إذن الخير هو ما اطمأنت إليه النفس. من وجهة نظر فيليبا، فإن الفطرة السليمة أو خيرية إرادة الإنسان تتخذ صورة الفضيلة، بما في ذلك الفضائل الأربع التي تسمى "الكاردينال" أو الأساس، وهي: الشجاعة، الاعتدال في الأهواء والشهوات، العدالة والتعقل.

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]