ولنا أن نقول إن الثقة في قدرة المنظمة على تطوير الإطار القانوني الدولي ليس محل ترحيب فحسب، بل إن هذه الثقة ضرورية أيضا نظرا لحجم التحديات التي يواجهها عالم الملكية الفكرية الذي لا يفتأ يتطور وبسرعة. فإذا بسط المرء ناظريه لوجد التحديات تحيط به من كل جانب. وهذا الأمر ليس سلبيا بالضرورة، فالتحديات لا تطرحها الصعوبات فحسب، بل يطرحها التغيير أيضا، ولا سيما الانتقال الكبير في مجال الملكية الفكرية إلى أنظمة اقتصاد لا تفتأ الاستثمارات تستهدف فيها الأصول غير المادية وهي مصدر توليد الثروات. وتخطر على ذهني ثلاثة من التحديات العديدة التي تواجهها الملكية الفكرية واعتقد أنها من بين التحديات التي ستسود الساحة في السنوات المقبلة، فاسمحوا لي أن أذكرها لكم. رسالة شكر وتقدير للمدير العام , نموذج شكر وتبجيل للمديرك العام - صور جميلة. والتحدي الأول هو إدارة الطلب أو إدارة حجم طلبات الملكية الفكرية المودعة حول العالم. ولما كان مبلغ 1, 2 ترليون دولار أمريكي يستثمر في كل سنة حول العالم في أنشطة البحث والتطوير، فليس هناك ما يبعث على الاندهاش في استمرار تزايد عدد طلبات الملكية الفكرية. وينبغي لنا أن ننظر إلى هذا الأمر على أنه توجه طويل الأجل، وإن كان هذا التوجه يتعرض لتباطؤ مؤقت في السياق الاقتصادي الراهن.
ولهذا كله فإننا اليوم نقدم بالغ الشكر والإمتنان لكم ولجودكم الباسلة التي ودون شك قد لاحظها الجميع دون إستثناء ، فأنتم حقاً المثل الأعلى في تقديم النجاحات وغرس الروح الأسرية بين الجميع دون إستثناء مِن كل قلبي أتمنى لكم مزيداً مِن التميز والتفوق.
﴿ تفسير الوسيط ﴾ وكأنهم قد خيل إليهم- بعد هذا السؤال التوبيخي، أنهم قد أذن لهم في الكلام، وأن اعترافهم بذنوبهم قد ينفعهم فيقولون- كما حكى القرآن عنهم-: قالُوا رَبَّنا غَلَبَتْ عَلَيْنا شِقْوَتُنا... أى: يا ربنا تغلبت علينا أنفسنا الأمارة بالسوء، فصرفتنا عن الحق، وتغلبت علينا ملذاتنا وشهواتنا وسيئاتنا التي أفضت بنا إلى هذا المصير المؤلم وَكُنَّا قَوْماً ضالِّينَ عن الهدى والرشاد، بسبب شقائنا وتعاستنا. ﴿ تفسير ابن كثير ﴾ ( ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين) أي: قد قامت علينا الحجة ، ولكن كنا أشقى من أن ننقاد لها ونتبعها ، فضللنا عنها ولم نرزقها. ﴿ تفسير القرطبي ﴾ وله تعالى: قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا قراءة أهل المدينة ، وأبي عمرو ، وعاصم شقوتنا ، وقرأ الكوفيون إلا عاصما ( شقاوتنا). إسلام ويب - تفسير الألوسي - تفسير سورة المؤمنون - تفسير قوله تعالى قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين- الجزء رقم18. وهذه القراءة مروية عن ابن مسعود ، والحسن. ويقال: شقاء وشقا ؛ بالمد والقصر. وأحسن ما قيل في معناه: غلبت علينا لذاتنا وأهواؤنا ؛ فسمى اللذات والأهواء شقوة ، لأنهما يؤديان إليها ، كما قال الله - عز وجل -: إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا ؛ لأن ذلك يؤديهم إلى النار. وقيل: ما سبق في علمك وكتب علينا في أم الكتاب من الشقاوة.
قال (1) ثني حجاج، عن أبي بكر بن عبد الله، قال: ينادي أهلُ النار أهلَ الجنة فلا يجيبونهم ما شاء الله، ثم يقال: أجيبوهم، وقد قطع الرَّحم والرحمة، فيقول أهل الجنة: يا أهل النار، عليكم غضب الله، يا أهل النار، عليكم لعنة الله، يا أهل النار، لا لبَّيْكم ولا سَعْدَيْكُم، ماذا تقولون؟ فيقولون: ألم نك في الدنيا آباءكم وأبناءكم وإخوانكم وعشيرتكم، فيقولون: بلى، فيقولون: أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ.
في مشهد يتسيد فيه الألم و الحسرات يسأل الملك سبحانه أهل النار و هو أعلم بهم: ماذا فعلتم بآياتي و رسالاتي التي أرسلتها إليكم, أما كانت تكفيكم دلالة واضحة على الطريق ؟؟؟ فلا يجد البؤساء حجة إلا القدر, و والله كذبوا و خابوا. فيذكرهم سبحانه بما يردعهم و ينسف حجتهم إذ يذكرهم بعباده المؤمنين الذين اختاروا طريقه و اتبعوا سبيله و آمنوا بكلماته, كما يذكرهم بكم الاستهزاءات و السخرية المفرطة التي كانوا يقابلونهم بها, هاهم الآن قد فازوا و حازوا السبق, فأين سخريتكم و أين الاستهزاء؟ باعوا سعادة الأبد بلهو دقائق معدودة, فما الدنيا و ما أعمارنا فيها إلا لحظات في حساب الأبد.
كنتم تظنون أنَّكم أنتم الأذكياء وهم الأغبياء، كنتم تظنون أنكم أنتم الرابحون وهم الخاسرون، كنتم تظنون أنكم أنتم الفائزون، وهم المُخفقون، كنتم تظنون أنكم أنتم الذين تعرفون كيف تكون الحياة وهم لا يعرفون. يقولون: ورعهم غباء، وإحجامهم عن مباهج الدنيا ضيق أفق، وخوفُهم من الله عزَّ وجل حالة مرضية، واستقامتهم تشدد … ﴿وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ﴾ [المؤمنون: 110]. هؤلاء الذين انغمسوا في ملذَّات الدنيا إلى قمة رؤوسهم كانوا خاسرين، هؤلاء الذين أقبلوا على الدرهم والدينار، وعبدوا شهواتِهم من دون الله هم الخاسرون؛ لذلك ربنا عزَّ وجل قال: ﴿فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ﴾ [المطففين: 34]. الشِّقوة في اتخاذ الشهوة طريقاً، وتبني السخرية للنيل من الذين آمنوا، لكن الله بالمرصاد لكلِّ هؤلاء! اللهم اهدنا للحق، وارشدنا للخير، اللهم توفَّنا مسلمين، وألحقنا بالصالحين.
﴿ قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ ﴾ [المؤمنون: 108]، ﴿ يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الأنعام: 27]. ﴿ أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِين ﴾ [الزمر: 56]، ﴿ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ ﴾ [الفرقان: 27]. ﴿ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ * قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ ﴾ [المؤمنون: 107، 108]: يعني: ابتعدوا، ولا تكلموني: ﴿ إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ * فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ ﴾ [المؤمنون: 109، 110]، الجزاء من جنس العمل: ﴿ فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ ﴾ [المطففين: 34]. السخرية من أهل الإيمان أصبحت تجارة الفجَّار، وأكلَ عيشِ الأشرار؛ في الفضائيات، في المجلات، في المنتديات، في الشبكات، في المؤسسات! ينشأ الشابُّ في طاعة الله؛ فيسخرُ منه إخوانه، أصدقاؤه، أقاربه، قد يسخر منه أبوه وإخوته في البيت، يقولون له: "تَشَيَّخ" لم يَعُد يفهم شيئًا، ابتعد عن سهراتِنا، طُمِس قلبه، لم يَعُد يرى شيئًا: ﴿ وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ ﴾[المؤمنون: 110].