ونحن حين نقول بفطرية معرفة الله تعالى، لسنا نزعم أن هذه المعرفة تبقى ملازمة للإنسان في كل أحواله، كما لا نزعم أنها تبقى سالمة لا تتأثر بالعوارض الخارجية ومؤثرات البيئة المحيطة. ولأجل ذلك فإننا نقرر أنها تحتجب أو تنتكس أو تتزعزع، فتأتي الشدائد لتكشف الحجاب ، وتزيل الغشاوة وتبطل أثر المؤثرات الخارجية. البرهان الثالث: مما يدل على استقرار المعرفة الفطرية بوجود الله في نفوس البشر: أن الإنسان – كائنا من كان – لا ينفك عن العجز الذاتي، الذي ينمّي فيه الشعور بالافتقار إلى إله قادر مدبر، يلتجئ إليه في حاجاته، ويجبر نقصه بالتوجه إليه. ولما كان العجز لازما للإنسان، كان هذا الشعور الناشئ عنه: لازما له أيضا. وهذه حقيقة ارتكاز معرفة وجود الله في الفطرة الإنسانية. البرهان الرابع: ومما يدل على ذلك أيضا: أنه لو فرض أن معرفة وجود الله ليست فطرية، بل هي نظرية تحتاج إلى إقامة الدليل عليها، فإنه لا بد من وجود علوم فطرية ضرورية ينتهي الاستدلال إليها، ولا يقوم إلا بها، وإلا لزم التسلسل. وهذه العلوم الفطرية الأولية التي يذكرها بعض الناس، إذا تأملتها وجدت أنها لا تزيد في ''ضرورتها'' على العلم بوجود الله. أدلة وجود الله .. دليل الفطرة - البشير عصام المراكشي - طريق الإسلام. بل إن معرفة الله أكثر استقرارا في قلوب الناس من كثير من هذه المقدمات العلمية التي يعتقد أهل النظر أنها ضرورية فطرية.
دليل الشرع: ما أنزله الله عزّ وجلّ من شرائعَ، وأحكامٍ على رسله لهي دلالة على علمه، وحكمته سبحانه، كما أنّها دلالة على وجوده سبحانه.
وقد يعترض بعضهم أيضا بأمر آخر، وهو أن العقلاء يسعون إلى الاستدلال على وجود الله – كما تجده مثلا في هذه السلسلة من المقالات -، ولو كان هذا أمرا فطريا لما احتيج إلى تكلف الاستدلال عليه! ويجاب عن هذا بأن جماهير العقلاء مقرون بوجود الله، لا ينازعهم في ذلك شك. وإنما يتكلف بعضهم الاستدلال على ذلك لأحد أمرين: أولهما: إقناع القلة القليلة من الناس، الذين تطرق إليهم شك في وجود الخالق، أو استقر عندهم إنكاره. والثاني: الحرص على تعدد الأدلة على المدلول الواحد. فيضاف إلى دليل الفطرة أدلةٌ عقلية أخرى. من ادلة وجود الله تعالى. ومن المعلوم أن تعدد الأدلة يزيد النفس طمأنينة، والقلب يقينا. وللإيمان درجات متفاوتة كما هو معلوم. ولما كان المنكرون لوجود الله في العصور السابقة أقل، كادت الحاجة للأمر الأول تنتفي، فقلّ الاستدلال في كتب التراث الإنساني عموما، والإسلامي خصوصا. وأما في عصرنا فقد كثر الملاحدة والمتشككون بسبب طغيان الحضارة المادية الجارفة، فكثر لأجل ذلك السعي إلى الاستدلال على وجود الباري سبحانه. وبهذا تنتهي هذه السلسلة المختصرة، التي عقدتُها لبيان أدلة وجود الله تعالى. والله الموفق. هوامش المقالة 1- بهجة قلوب الأبرار: 64. 2- نقل هذا أنتوني فلو Antony Flew، كما في كتاب رحلة عقل للدكتور عمرو شريف: 59.
فإما أن يقال بفطرية معرفة وجود الله كما يقال بفطرية هذه المعارف الأولية، وإما أن يقال بنفي المعارف الفطرية كلها، وحينئذ لا يمكن تثبيت استدلال عقلي، للحاجة إلى أساس ضروري يرجع إليه! اعتراض على دليل الفطرة: من أشهر ما يعترض به على دليل الفطرة قول بعضهم: إذا كان وجود الله مستقرا في الفطر، فلِمَ يؤثر عن بعض الناس إنكارهم لوجوده؟ والجواب: أن الإقرار بوجود الله إنما هو في حق من سلمت فطرته من الانحراف، أما من تعرض لأعاصير الشبهات حتى اقتلعت الفطرة السليمة من قلبه، فإنه يحتاج إلى نصب الأدلة العقلية، وجمع البراهين العلمية. وفساد الفطرة وتغيرها ليس أمرا محالا ولا بعيدا، فإن الإنسان قد يكون في بيئة ضالة منحرفة، فتتسرب إلى قلبه مؤثرات كثيرة، تبعده عن سواء السبيل. قال ابن تيمية: ''إن الإقرار والاعتراف بالخالق فطري ضروري في نفوس الناس، وإن كان بعض الناس قد يحصل له ما يفسد فطرته حتى يحتاج إلى نظر تحصل له به المعرفة'' (4). من ادلة وجود الله. وهنالك وجه آخر في الجواب، وهو: أن المخالفين للفطرة، القائلين بإنكار الخالق، قلة قليلة في عموم البشر عبر التاريخ، كما سبق بيانه. ثم إن كثيرا منهم ينكر وجود الله في الظاهر، مع إقراره بوجوده في الباطن؛ كما ذكر الله تعالى عن فرعون وقومه في تعاملهم مع آيات الله سبحانه: { وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا} (النمل:14).
^ أ ب "العقيدة الصحيحة وما يضادها " ، ، 2003-8-14، اطّلع عليه بتاريخ 2018-10-30. بتصرّف. ↑ سورة الشورى، آية: 11. ↑ "الأدلة على وجود الله، والحكمة من خلقه للعباد" ، ، 2002-4-7، اطّلع عليه بتاريخ 2018-10-30. بتصرّف. ↑ " دلائل وجود الله" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 2018-10-30. بتصرّف. ↑ سورة الروم، آية: 30. أدلة إثبات وجود الله - موقع مقالات إسلام ويب. ↑ سورة الأعراف، آية: 172. ↑ الشيخ عبد الله بن صالح القصيِّر (2016-5-8)، "ثمرات الإيمان بالله تعالى" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 2018-10-30. بتصرّف.
[1] ما اسباب الحملات الصليبية للحملات الصليبة أسباب عديدة, فمنها أسباب دينية وأسباب سياسية، وقد كانت هناك أسباب اقتصادية واجتماعية كذلك، ولا ننسى أيضًا العوامل المؤثرة التي ساهمت بشن هذه الحملات؛ التي امتدت من أواخر القرن الحادي عشر إلى القرن الثالث عشر الميلادي، ومن أهم اسباب الحملات الصليبية هي الآتي: الخطابات المحرضة التي قدمها البابا أوربان الثاني في الحملة الصليبية الأولى؛ والتي كانت موجهة للشعب الفرنسي، والغرض من ذلك هو إنقاذ القدس، حيث قام البابا باتهام المسلمين؛ بأنهم قاموا بارتكاب جرائم شنيعة بحق الصليبيين. محاولة القضاء على الإسلام والمسلمين، وذلك محاولة منهم لإيقاف توسع الأراضي الإسلامية، فقاموا بحق المطالبة لإستعادة بيت المقدس، والجدير بالذكر أن الصلبيين حرصوا على ارتداء الصليب بشكل دائم أثناء حملتهم الصليبية الأولى، وقد كان واضحًا، أنه بمثابة رمزا للأهداف الدينية التي تسعى إليها الحملات الصليبية. عانت أوروبا أثناء الحملات الصليبية من أزمات اقتصادية، وكانت هذه الحملات محاولة منها للسيطرة على خيرات وثروات الشرق الأوسط، وذلك لإيجاد حل مجدي للأزمة الاقتصادية والاستفادة من غنائم الحروب.
في مجتمع أوروبي كان يعاني من الطبقية، وجد المحاربون أن الانضمام إلى الحملات الصليبية؛ هو الحل الأفضل لتحسين الوضع الاقتصادي، وذلك بالحصول على الأموال والثروات والإرتقاء إلى مستوى طبقي افضل. وقد تسبب تقدم الجيش التركي إلى الشرق الأوسط، والذي أدى إلى تشكيل خطر للقسطنطينية، كان من أحدى اسباب الحملات الصليبية. الحملات الصليبية كانت فرصة لتحقيق طموح البابا أوربان الثاني بأن يكون هو الزعيم لكل مسيحي العالم، وكان أحد أهدافه هو أن يوحد الكنيستين الغربية والشرقية، لتكونا تحت قيادته. كانت الدولة البيزنطية في حالة ضعف شديد، حيث كانت مهددة بالسقوط، لذا فقد سارع ملوك أوربا للمشاركة بالحملات الصليبة؛ حتى لا تسقط ممالكهم بين أيدي المسلمين السلاجقة في الشرق والمسلمين في الأندلس. من اسباب قدوم الحملات الصليبيه هزيمة البيزنطيين في معركة ملاذكرد على يد السلاجفه المسلمين - منبع الحلول. وفي ختام هذا المقال تحدثنا عن أطماع الصليبين، والذي أدى إلى حدوث الحَملات الصَّليبية، وقدمنا شرحًا لأسباب الحملات الصليبية وأهدافها. المراجع ^, قصة الحروب الصليبية, 9-10-2020
الحروب الصليبية أو كما يُطلق عليها في التاريخ اسم "حروب الفرنجة"، هي عبارة عن حروب وحملات قام بها مسيحيو أوروبا على مسلمي الشرق، وذلك بناءً على توصية من كنيسة الروم الكاثوليك، وذلك في العصور الوسطى، أي في نهايات القرن الحادي عشر، والقرن الثالث عشر، حيث قام البابا أوريانوس الثاني، في عام 1095، بإطلاق ما عُرف بالحملة الصليبية الأولى، حيث كان شعار هذه الحروب الصليب، الذي كان يلبسه المحاربون على أكتافهم وصدورهم، باعتبارها حرباً دينيةً. أسباب الحروب الصليبية التخلص من سيطرة الدول الإسلامية على بيت المقدس، وباقي الأراضي المقدسة، وإعادتها لسيطرة المسيحيين. إعادة نشر الدين المسيحي، أي "دافع ديني". الحدّ من التوسعات الإسلامية في البلدان. ورود بعض الروايات الكثيرة التي تدّعي أن المسلمين كانوا يمارسون اضطهاد ضد المسيحيين، خصوصاً بعد أن تم هدم كنيسة القيامة، وذلك في بدايات القرن الحادي عشر. وجود فجوة اجتماعية كبيرة بين المسيحيين، وانتشار الطبقية بين أفراد الشعب بشكلٍ عام، حتى أن هذه الطبقية وصلت لتكون بين الأخ وأخيه، فأصبح هناك طبقة نبلاء، وأسياد، وعمال. الفجوة الاجتماعية دفعت الشعوب في الدول المسيحية لشن حملة على الدول الإسلامية، وذلك طمعاً بإعادة تقسيم أراضي الدول الإسلامية فيما بينهم.