موقع شاهد فور

النفخ في الصور – هل جزاء الإحسان إلا الإحسان 1 — 2

July 13, 2024
رابعًا: أنَّ الله وصف حالَ النَّاس عند خروجهم من الأجْداث بأنَّهم مسرِعون إجابةً لدعوة الدَّاعي، قال تعالى: { يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ} [المعارج: 43]، وقال تعالى: { وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ} [يس: 51]، والنَّسل هو الشَّيء السَّريع. خامسًا: العارفون بالله المؤمنون بما سيَكون من الأهوال العظيمة في الآخرة، لا يَغْفلون عنها، وهم منها مشفقون، قال تعالى: { يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِهَا وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ} [الشورى: 18]، روى التّرمذي في سننه من حديث أبي ذر رضي الله عنه أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: « لو تعْلمون ما أعلم لضَحِكْتم قليلاً ولبكيْتم كثيرًا، وما تلذَّذتم بالنِّساء على الفرُش، ولخرجتم إلى الصُّعُدات تجأرون إلى الله » [7]. سادسًا: أنَّ أهوال الآخرة؛ من الموت وسكراته، والقبر وظلُماته، والنفخ في الصور، وعرصات يوم القيامة، والصّراط، والميزان، مع شدَّتها وعظمتِها، إلاَّ أنَّ الله بمنِّه وكرمه ولُطْفِه يهوِّنها على المؤمن التقيّ، قال تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ.
  1. النفخ في الصور
  2. الملك الموكل في النفخ في الصور
  3. هل جزاء الاحسان الا احسان

النفخ في الصور

• خوف الملائكة الشديد من الله تعالى؛ فإسرافيل عليه السلام على عظَمَته لم يَطرف قطُّ خشية أن يُؤمر بالنَّفخ؛ بل عيناه شاخِصتان تجاه العرش، يَنتظر الأمرَ الربَّاني ليَأتمر به. وقد أثبَت الله خوفَ الملائكة منه سبحانه والمسارعة في طاعته في عدَّة آيات، من ذلك قوله تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ * يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [النحل: 49، 50]. وقال تعالى: ﴿ وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ * لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ * يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ ﴾ [الأنبياء: 26 - 28]. النفخ في الصور. • إشفاق الصَّحابة الكِرام من النَّفخ؛ حيث بادَروا بسؤال النبيِّ صلى الله عليه وسلم عمَّا يقولونه أو يَفعلونه، فأرشَدَهم إلى ما يثبِت توكُّلَهم على مَن بيده الأمر كله وإليه يُرجَع الأمر كلُّه جلَّ جلاله. وفي بعض ألفاظ أحاديث الصُّور: "... فكأنَّ ذلك ثقل على أصحابه فقالوا: فكيف نَفعل يا رسولَ الله أو نقول؟ قال: ((قولوا: حَسبنا الله ونِعْم الوكيل، على الله توكَّلنا))، وربَّما قال: ((توكَّلنا على الله))"؛ رواه الترمذي وغيره، وصحَّحه الألباني.

الملك الموكل في النفخ في الصور

[4] الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية، للجوهري، مادة: (ص ور)، (2/ 716). [5] "جامع البيان في تأويل القرآن"؛ لابن جرير الطبري، (11/ 463). [6] سورة غافر: (64). [7] سورة الزمر: (68). [8] "القيامة الكبرى"؛ لعمر بن سليمان بن عبدالله الأشقر العتيبي، (ص33 34)، دار النفائس للنشر والتوزيع، الأردن، الطبعة: السادسة، 1415 هـ = 1995 م، عدد الأجزاء: (1)، بتصرف يسير. الموقع الرسمي للدكتور علي الصلابي - 17 - النفخ في الصور. [9] "جامع البيان في تأويل القرآن"؛ لابن جرير الطبري، (11/ 463). [10] "فتح الباري شرح صحيح البخاري"؛ لابن حجر العسقلاني، (11/ 368). [11] أخرجه الحاكم في المستدرك، رقم الحديث: (8676)، (4/ 603)، وقال: "هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ"، وقال الذهبي: "صحيح على شرط مسلم"، المصدر نفسه، (في تعليقات الذهبي على المستدرك)، وقال ابن حجر: "حسن"، راجع: "فتح الباري شرح صحيح البخاري"؛ لابن حجر العسقلاني، (11/ 368).

وبعد فالواجب على المسلم أن يستعد لهذه اللحظات الحاسمة بالمبادرة للأعمال الصالحة ، والمسارعة في الخيرات ، والبعد عن الأمور المنكرة ، و مجانبة السيئات. وإذا كان أخشى الخلق لله وأتقاهم له يقول: " كيف أنعم وقد التقم صاحب القرن القرن وحنى جبهته وأصغى سمعه ، ينتظر أن يؤمر أن ينفخ فينفخ.. "أخرجه الترمذي في السنن(2431) وغيره وصححه الألباني في السلسة ( 1079) فكيف بحالنا نحن المقصرين الضعفاء ؟! نسأل الله أن يجعلنا ممن لا يحزنهم الفزع الأكبر ، وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون.. الملك الموكل في النفخ في الصور. آمين. والله أعلم. يراجع ( القيامة الكبرى للشيخ عمر الأشقر 33- 42) و ( أعلام السنة المنشورة 122).

( هل جزاء الإحسان إلا الإحسان فبأي آلاء ربكما تكذبان) ثم قال تعالى: ( هل جزاء الإحسان إلا الإحسان فبأي آلاء ربكما تكذبان) وفيه وجوه كثيرة حتى قيل: إن في القرآن ثلاث آيات في كل آية منها مائة قول. الأولى: قوله تعالى: ( فاذكروني أذكركم) [ البقرة: 152] ، الثانية: قوله تعالى: ( وإن عدتم عدنا) [ الإسراء: 8] ، الثالثة: قوله تعالى: ( هل جزاء الإحسان إلا الإحسان) ولنذكر الأشهر منها والأقرب. أما الأشهر فوجوه: أحدها: هل جزاء التوحيد غير الجنة ، أي جزاء من قال: لا إله إلا الله إدخال الجنة. ثانيها: هل جزاء الإحسان في الدنيا إلا الإحسان في الآخرة. ثالثها: هل جزاء من أحسن إليكم في الدنيا بالنعم وفي العقبى بالنعيم إلا أن تحسنوا إليه بالعبادة والتقوى ، وأما الأقرب فإنه عام فجزاء كل من أحسن إلى غيره أن يحسن هو إليه أيضا ، ولنذكر تحقيق القول فيه وترجع الوجوه كلها إلى ذلك ، فنقول: الإحسان يستعمل في ثلاث معان: أحدها: إثبات الحسن وإيجاده قال تعالى: ( فأحسن صوركم) [ غافر: 64] وقال تعالى: ( الذي أحسن كل شيء خلقه) [ السجدة: 7]. ثانيها: الإتيان بالحسن كالإظراف والإغراب للإتيان بالظريف والغريب قال تعالى: ( من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها) [ الأنعام: 160].

هل جزاء الاحسان الا احسان

( هل جزاء الإحسان إلا الإحسان فبأي آلاء ربكما تكذبان) ----------------------------------------------------------- ثم قال تعالى: ( هل جزاء الإحسان إلا الإحسان فبأي آلاء ربكما تكذبان) وفيه وجوه كثيرة حتى قيل: إن في القرآن ثلاث آيات في كل آية منها مائة قول. الأولى: قوله تعالى: ( فاذكروني أذكركم) [ البقرة: 152] ، الثانية: قوله تعالى: ( وإن عدتم عدنا) [ الإسراء: 8] ، الثالثة: قوله تعالى: ( هل جزاء الإحسان إلا الإحسان) ولنذكر الأشهر منها والأقرب. أما الأشهر فوجوه: أحدها: هل جزاء التوحيد غير الجنة ، أي جزاء من قال: لا إله إلا الله إدخال الجنة. ثانيها: هل جزاء الإحسان في الدنيا إلا الإحسان في الآخرة. ثالثها: هل جزاء من أحسن إليكم في الدنيا بالنعم وفي العقبى بالنعيم إلا أن تحسنوا إليه بالعبادة والتقوى ، وأما الأقرب فإنه عام فجزاء كل من أحسن إلى غيره أن يحسن هو إليه أيضا ، ولنذكر تحقيق القول فيه وترجع الوجوه كلها إلى ذلك ، فنقول: الإحسان يستعمل في ثلاث معان: أحدها: إثبات الحسن وإيجاده قال تعالى: ( فأحسن صوركم) [ غافر: 64] وقال تعالى: ( الذي أحسن كل شيء خلقه) [ السجدة: 7]. ثانيها: الإتيان بالحسن كالإظراف والإغراب للإتيان بالظريف والغريب قال تعالى: ( من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها) [ الأنعام: 160].

وأما الوجه الثالث: وهو الحمل على المعنيين فهو أن تقول: على جزاء من أتى بالفعل الحسن إلا أن يثبت الله فيه الحسن ، وفي جميع أحواله فيجعل وجهه حسنا وحاله حسنا ، ثم فيه لطائف: اللطيفة الأولى: هذه إشارة إلى رفع التكليف عن العوام في الآخرة ، وتوجيه التكليف على الخواص فيها. أما الأول: فلأنه تعالى لما قال: ( هل جزاء الإحسان إلا الإحسان) والمؤمن لا شك في أنه يثاب [ ص: 116] بالجنة فيكون له من الله الإحسان جزاء له ومن جازى عبدا على عمله لا يأمره بشكره ، ولأن التكليف لو بقي في الآخرة فلو ترك العبد القيام بالتكليف لاستحق العقاب ، والعقاب ترك الإحسان لأن العبد لما عبد الله في الدنيا ما دام وبقي يليق بكرمه تعالى أن يحسن إليه في الآخرة ما دام وبقي ، فلا عقاب على تركه بلا تكليف. وأما الثاني: فتقول خاصة الله تعالى عبدنا الله تعالى في الدنيا لنعم قد سبقت له علينا ، فهذا الذي أعطانا الله تعالى ابتداء نعمة وإحسان جديد فله علينا شكره ، فيقولون الحمد لله ، ويذكرون الله ويثنون عليه فيكون نفس الإحسان من الله تعالى في حقهم سببا لقيامهم بشكره ، فيعرضون هم على أنفسهم عبادته تعالى فيكون لهم بأدنى عبادة شغل شاغل عن الحور والقصور والأكل والشرب.

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]