يقول حرملة: فهمت كلام الأمير، فسدّدت السهم في كبد القوس، وصرت انتظر أين أرميه، فبينما أنا كذلك إذ لاحت منّي التفاتة إلى رقبة الطفل، وهي تلمع على عضد أبيه الحسين(عليه السلام) كأنّها إبريق فضّة، عندها رميته بالسهم، فلمّا وصل إليه السهم ذبحه من الوريد إلى الوريد، وكان الرضيع مغمىً عليه من شدّة الظمأ، فلمّا أحس بحرارة السهم رفع يديه من تحت قماطه واعتنق أباه الحسين(عليه السلام)، وصار يرفرف بين يديه كالطير المذبوح. عندئذٍ وضع الحسين(عليه السلام) يده تحت نحر الرضيع حتّى امتلأت دماً، ورمى بها نحو السماء قائلاً: اللّهم لا يكن عليك أَهون من فصيلِ ناقة صالح. ثمّ قال: هوّن عليّ ما نزل بي أنّه بعين الله. قال الإمام الباقر(عليه السلام): فلم يسقط من ذلك الدم قطرة إلى الأرض. وسمع(عليه السلام) قائلاً يقول: دعه يا حسين فإن له مُرضِعاً في الجنّة. ثمّ عاد به الحسين(عليه السلام) إلى المخيم، فاستقبلته سكينة وقالت: أبة يا حسين، لعلّك سقيت عبد الله ماءً وأتيتنا بالبقية؟ أجابها(عليه السلام): بني سكينة، هذا أخوك مذبوح من الوريد إلى الوريد(۱). شهادته استُشهد(عليه السلام) في ۱۰ محرّم ۶۱ﻫ بأرض كربلاء المقدّسة، ودفنه الإمام زين العابدين بجنب أبيه الإمام الحسين(عليهما السلام).
(6). *** زيارة عبد الله الرضيع (ع): ذكره الإمام الحجة (ع) في زيارة الناحية المقدسة حيث قال: ( اَلسَّلاَمُ عَلَى عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ اَلْحُسَيْنِ ، اَلطِّفْلِ اَلرَّضِيعِ واَلْمَرْمِيِّ اَلصَّرِيعِ ، اَلْمُتَشَحِّطِ (7) دَماً ، اَلْمُصَعَّدِ دَمُهُ فِي اَلسَّمَاءِ ، اَلْمَذْبُوحِ بِالسَّهْمِ فِي حَجْرِ أَبِيهِ ، لَعَنَ اَللَّهُ رَامِيَهُ حَرْمَلَةَ بْنَ كَاهِلٍ اَلْأَسَدِيَّ وذَوِيهِ...... ). (8). **************************** الهـــــــــــــــــوامــــــش: 1- الكافي ، ج ٦ ، ص ۱۹ ، ح ۷ ، وعنه في وسائل الشيعة ، ج ۲۱ ، ص ۳۹٥ ، ح ۱. 2- الطبريّ, المصدر نفسه, ج 4, ص 342. وكذلك اعتبر أبو الفرج الأصفهانيّ في إشارة مختصرة أنّ قاتل الطفل الرضيع هو عقبة بن بشير (المصدر- ص 59). 3- الطبريّ, المصدر السابق, ج 4, ص 293, أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزيّ, المنتظم في تاريخ الملوك والأمم, ج 5, ص 340, سبط بن الجوزيّ, تذكرة الخواصّ, ص 252, وابن كثير, البداية والنهاية, ج 8, ص 214. 4- أبو عليّ محمّد البلعميّ, المصدر, ج 4, ص 710. 5- الشيخ المفيد, الإرشاد, ج 2, ص 108, الطبرسيّ, إعلام الورى بأعلام الهدى, ج 1, ص 466, أورد ابن سعد هذه الحادثة مختصرة (ترجمة الحسين ومقتله), مجلّة تراثنا, ص 182, ونقل ابن فتّال النيشابوريّ هذه الواقعة ولكن من دون ذكر دعاء الإمام (ع) في آخرها ، وعدّ أيضاً خطأ, كما سبقت الإشارة, عبد الله من أولاد الإمام الحسن (ع) لا الحسين (ع).
لطميات مكتوبة لولد سيد الشهداء صلوات الله وسلامه عبد الله الرضيع عليه السلام الذي رماه حرملة ابن كاهل لعنه الله بسهم في كربلاء فأرداه قتيلاً عطشانا قصيدة آلام الرباب قصيدة تشرح آلآم الرباب أم طفل سيد الشهداء الرضيع علي الأصغر المُكنى بعد الله صلوات الله وسلامه عليهم وفيها وصف لواعج فراق الام الحنون لولدها الذبيح بسهم حرملة اللعين. ثوابها لكم وإلى أمواتكم وأموات شيعة أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه المنسيين وعلى الخصوص الشهداء الكرام وخدمة سيد الشهداء عليه الصلاة والسلام.
(2). وفي خبر آخر نقل عمّار الدهنيّ عن الإمام الباقر (ع) أنّ الحسين قال ، عندما أصيب الطفل الرضيع بالسهم في حجره: ( اللهمّ احكم بيننا وبين قوم دعونا لينصرونا ولكنّهم قتلونا). (3). وروى البلعميّ: كان للحسين طفل رضيع يبلغ من العمر سنة واحدة ، اسمه عبد الله فسمع أبوه منه أنيناً فأشفق عليه ، وطلبه فأحضروه له ، فوضعه إلى جانبه وهو يبكي ، فرمى رجل من بني أسد سهماً فوقع في أذن الطفل فمات من ساعته ودفنه الحسين (ع) في ذاك المكان ثمّ قال: ( إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، أعنّي يا ربّ على هذه المصائب). (4). ونقل الشيخ المفيد وتبعه الطبرسيّ: ثمّ جلس الحسين (ع) أمام الفسطاط فأتى بابنه عبد الله ابن الحسين وهو طفل فأجلسه في حجره ، فرماه رجل من بني أسد بسهم فذبحه ، فتلقّى الحسين (ع) دمه فلمّا ملأ كفّه صبّه في الأرض ثمّ قال: ( ربّ إن تك حبست عنّا النصر من السماء فاجعل ذلك لما هو خير ، وانتقم لنا من هؤلاء القوم الظالمين) ، ثمّ حمله ووضعه إلى جانب بقيّة الشهداء من أهل البيت (ع). (5). وذكر أبو الفرج الأصفهانيّ (م 356 هـ) وابن شهرآشوب أنّ الحسين (ع) أخذ من دماء نحر هذا الطفل ورمى بها نحو السماء (لا الأرض) فلم يرجع منه شيء ، ثمّ قال: ( اللهمّ لا يكن هذا الطفل أهون عليك من ناقة صالح عليه السلام).
زيارته ورد في زيارة الناحية المقدّسة للإمام المهدي(ع): « اَلسَّلاَمُ عَلَى عَبْدِ اَللهِ بْنِ اَلحُسَيْنِ، اَلطِّفْلِ اَلرَّضِيعِ، وَاَلمَرْمِيِّ اَلصَّرِيعِ، اَلمُتَشَحِّطِ دَماً، اَلمُصَعَّدِ دَمُهُ فِي اَلسَّمَاءِ، اَلمَذْبُوحِ بِالسَّهْمِ فِي حَجْرِ أَبِيهِ، لَعَنَ اَللهُ رَامِيَهُ حَرْمَلَةَ بْنَ كَاهِلٍ اَلْأَسَدِيَّ وَذَوِيهِ »(2). رثاؤه ممّن رثاه الشيخ محمّد رضا الخزاعي(رحمه الله) بقوله: «ولَو تَراهُ حَاملاً طِفلَهُ ** رَأيْتَ بَدراً يَحملُ الفَرقدا مُخضَّباً من فَيضِ أوداجِهِ ** ألبَسَهُ سَهمُ الرَّدى مجسدا تَحسبُ أنَّ السَّهمَ في نَحرِهِ ** طَوقٌ يُحلِّي جِيدَهُ عَسْجَدا وَمُذ رَنَتْ ليلى إليهِ غَدَتْ ** تَدعُو بِصَوتٍ يُصدِعُ الجلمدا تَقولُ عبدُ اللهِ ما ذَنبُهُ ** مُنفطماً آبَ بِسَهمِ الرَّدى قَد كُنتُ أَرجُو فيهِ لي سَلوةً ** فخَيَّبوا ما كنتُ أرجو العِدى لم يَمنحوهُ الوِردَ إذْ صَيَّروا ** فَيضَ وريدَيهِ لهُ مَورِدا أفديهِ مِنْ مُرتضِعٍ ظَامياً ** بمُهجَتِي لو أنَّهُ يُفتَدَى»(3). ــــــــــــــــــــــــ 1ـ اُنظر: اللهوف في قتلى الطفوف: 69، بحار الأنوار 45/ 46، المجالس العاشورية: 390.
تقـولُ: عبدُالله يَقـضي ظَمـىً والمـاءُ يجـري طاميـاً حَولَهُ! كنتُ أُرجّـي لـي عـزاءً بـهِ مـا كنتُ أدري أن أرى ثُكْـلَهُ
ذات صلة المعايير المهنية للمعلم المعايير المهنية للمعلمين التنمية المهنيّة للمعلم يُعَدُّ التعليم أعظم رسالة على الإطلاق بعد رسالة الأنبياء والرسل، ولا سيَّما التعليم القائم على منهجيَّة علميَّة صحيحة، حيث يجمع بين العلم والأخلاق والقيم، فالمدرّس في مسيرة عطائه يحتاج إلى تطوير إمكانيّاته وأدواته باستمرار، بما يتواءم مع التقدُّم العلمي، حيث تُعَدُّ هذه العناصر وغيرها من مفردات التنمية المهنيَّة للمعلّم، والتي تمنحه القدرة على أداء واجبه التعليمي ضمن المنهاج المقرّر وبما يحقق المقصود منه. [١] مظاهر التنمية المهنية للمعلّم هناك مظاهر عديدة للتنمية المهنية للمعلّم نلخصها فيما يأتي: [٢] إعطاء المدرّس دورات أكاديميَّة خاصَّة، حول سبل التعامل مع المنهاج، وسبل إثرائه. منح المدرّس دورات بالمراحل التعليميَّة المختلفة. موقع الدراسة المغربي: الدراسة في المغرب، الدراسة في الخارج، الدراسة عن بعد، النجاح في الدراسة، التوجيه المدرسي. تدريب المدرّس على كيفية التعامل مع الطلاب تربويّاً وسلوكيّاً، من خلال دورات متخصصة في التنمية البشريّة وذات صلة بالتطور السلوكي للطلاب. تدريب المدرّس على إعداد وسائل تعليميّة مختلفة. تدريب المدرّس على إجادة التعليم المحوسب. الاهتمام بالراحة النفسيَّة، والاستقرار الاجتماعي للمعلِّم، وذلك من خلال تحسين الوضع المالي والمعيشي للمدرّس بما يمكِّنه من تغطية حاجاته الأساسيّة، وتأسيس ذاته.
هذا ملخص لسجل تنمية مهارات العاملين وتحديد الاحتياجات التدريبية في ث / 50 ارجو من الجميع الإستفادة: التمهيد ان توفير برامج قوية لتطوير العاملين ضرورة حتمية لتحسين مستوى الأداء في مدارس اليوم كما أن تقويم وتقدير الحاجات التدريبية تمثل قاعدة لتطوير خطط جماعية وفردية لبرامج التنمية المهنية. وتعد البرامج الفردية الخاصة بتشجيع التطوير المهني جزءاً من برامج أهداف العمل التربوي والتعليمي في المدرسة. بحث عن مادة التربية المهنية. لذلك لابد لخطة التنمية المهنية أن تتضمن برامج تثير دافعية المعلمين على تطوير أنفسهم مهنياً باستثمار مواهبهم وقدراتهم الكامنة لتزيد من ثقة المعلمين بأنفسهم واهتماهم بتقدير المسؤولية. كما يعد تقويم أي برنامج تطويري للمعلمين ركيزة ينظر إليها في قياس الأثر المكتسب على أداء المتدرب وتغذية راجعة للتحسين ماالمقصود بمفهوم تنمية العاملين مهنياً ؟ هو عملية مخططة تعاونية وتشاركية ومستمرة تستهدف تنمية الأفراد والجماعات مهنيًا وتلبي حاجاتهم وتساعدهم على الارتقاء بنوعية ممارساتهم المهنية بدرجة عالية من الكفاية والفاعلية. الهدف الاساسي من تنمية العاملين تطويرالمهارات المهنية لهم بكفاءة وتسحين نوعية التعليم والتعلم وتنمية قدرات الطالب بشكل متكامل.