تم أسر بثينة بنت المعتمد، التي نجت من ظلم المرابطين، وأخذت تُباع في سوق العبيد، حتى إنّها لم تُخبر أحد أنّها ابنة المعتمد، لأنّها أخفت هويتها خوفًا من قتل المرابطين لها، وذلك لما عانته بثينة وأخواتها، كما كانت مثل والدتها في الجمال والذكاء والشعر، ولم يكن والدها يعلم عنها شيء حتى كتبت له في أغمات قصائد تروي فيها ما حدث لها وأنّها بيعت في الأسر ولكنها كتمت هويتها ورفضت الكشفت عنها. حينما اشتراها تاجر امتنعت عنه وطلبت منه أن يتزوجها زواج شرعي وأخبرتها هويتها، وكتبت لوالديها في الشعر الشهير المتداول، طالبة موافقته على زواجها من التاجر فكتب إليها بالموافقة. [1]
جد وهزل هو أبو القاسم الملقب بالظاهر حاكم إشبيلية (٤٣١-٤٨٨ه) كان شجاعاً كريماً وشاعراً مبدعاً وصاحب موقف، ومن سوء حظه أنه كان في عهد (ملوك الطوائف) بالأندلس والذين تنازعوا فذهبت ريحهم. قصيدة المعتمد بن عباد الرحمن. غلبت على المعتمد العاطفة في حياته الاجتماعية والسياسية. ومن الأدلة أنه تزوج جارية لمجرد إكمالها بيت شعر، وجعلها زوجته المفضلة، فقد كان يتنزه مع وزيره (ابن عمار) في (مرج الفضة) بجانب النهر فقال: (صَنَع الريحُ من ماءِ الزَّردْ) وانتظر أن يكمل الوزير ولكنه عجز، فقالت امرأة تغسل الملابس بجانب النهر: (أيُّ درعٍ لقتالٍ لو جَمَدْ)! فأُعجب بها وتزوجها وكانت المقربة!..
وكان ذلك بعد نفيه إلى أغمات على يد يوسف بن تاشفين. ويظهر هذا في قوله واصفاً الحال التي صار إليها: تبدَلتُ من عزَ ظلَ البنود بذلِّ الحديد وثقل القيود وكان حديدي سنانا ذليقاً وعقيباً رقيقاً صقيك الحديد فقد صار ذاك وذا أدهماً يعضُّ بساقي عضَّ الأسود فلقد آلمه القيد، وتغير الزمان عليه، ونكست راياته الشجانة التي كان يستظَل بها، وهو يعاني الآن ثقل القيود وذلَّ السجن والقيود الحديدية التي تحيط به وتثقل على جسده، لا تثقل بثقلها المعدني فقط، بل تثقل على نفسه وروحه بالذَل الذي غمسته فيه. ولعلَ من أجمل قصائده التي تعبَر عن هذه الحال، قصيدةٌ قالها عندما هوجمت أشبيلية، فخرج مدافعاً عن نفسه وأهله وكان قد أشار عليه وزراؤه بالخضوع والاستعطاف.
دعاء ياعدتي - بصوت باسم الكربلائي - YouTube
يا سامِعَ كُلِّ صَوْت ، وَ يا جامِعَ كُلِّ فَوْت ، وَ يا بارِئَ النُّفُوسِ بَعْدَ الْمَوْتِ ، يا مَنْ لا تَغْشاهُ الظُّلُماتُ ، وَ لا تَشْتَبِهُ عَلَيْهِ الاَْصْواتُ ، وَ لا يَشْغَلُهُ شَيءٌ عَنْ شَيءٍ ، اَعْطِ مُحَمَّداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ اَفْضَلَ ما سَأَلَكَ وَ اَفْضَلَ ما سُئِلْتَ لَهُ ، وَ اَفْضَلَ ما اَنْتَ مَسْؤُولٌ لَهُ اِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ ، وَ هَبْ لِيَ الْعافِيَةَ حَتّى تُهَنِّئَني الْمَعيشَةَ ، وَ اخْتِمْ لي بِخَيْر حَتّى لا تَضُرَّنيِ الذُّنُوبُ ، اَللّـهُمَّ رَضِّني بِما قَسَمْتَ لي حَتّى لا اَسْأَلَ اَحَداً شَيْئاً. اَللّـهُمَّ صَلّ عَلى مُحَمَّد وَ آلِ مُحَمَّد وَ افْتَحْ لي خَزائِنَ رَحْمَتِكَ ، وَ ارْحَمْني رَحْمَةً لا تُعَذِّبُني بَعْدَها اَبَداً فِي الدُّنْيا وَ الاخِرَةِ ، وَ ارْزُقْني مِنْ فَضْلِكَ الْواسِعِ رِزْقاً حَلالاً طَيِّباً لا تُفْقِرُني اِلى اَحَدٍ بَعْدَهُ سِواكَ ، تَزيدُني بِذلِكَ شُكْراً وَ اِلَيْكَ فاقَةً وَ فَقْراً ، وَ بِكَ عَمَّنْ سِواكَ غِناً وَ تَعفُّفاً. يا مُحْسِنُ يا مُجْمِلُ ، يا مُنْعِمُ يا مُفْضِلُ ، يا مَليكُ يا مُقْتَدِرُ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَ آلِ مُحَمَّد وَ اكْفِني الْمُهِمَّ كُلَّهُ ، وَ اقْضِ لي بِالْحُسْنى ، وَ بارِكْ لي في جَميعِ اُمُوري ، وَ اقْضِ لي جَميعَ حَوائِجي.