بهذا المعنى نفهم وحدة الوعي وشروطه تعينه، فالإنسان فاعلاً هو الإنسان الذي حوّل وعيه بالعالم إلى فاعلية. لو قلنا إن الواقع هو الذي يخلق الوعي بمعنى أن الوعي هو انعكاس للواقع لما فهمنا إطلاقاً بنية الوعي، الواقع في علاقة متبادلة مع الوعي، الوعي هو وعي واقع، إذاً هو نشاط توجه إلى الواقع كذات فاعلة، وحين يصبح الوعي بنية ما فإن الواقع نفسه يصب في هذه البنية، إذ ذاك يصبح الواقع في الوعي من صناعة الوعي أي أن الواقع الموجود في الوعي ليس هو الواقع الموجود وجوداً موضوعياً، فلو كان الوجود - الواقع الموضوعي هو ذاته الموجود في الوعي لما كان هناك اختلاف في وعي البشر للواقع، ولأن وعينا الواقع هو ثمرة واقع محدد تاريخياً ووعي مسبق ووعي فاعل نعيش حالات تنوع الوعي. الصفحة الرئيسة أقواس شعر فضاءات نصوص تشكيل كتب الثالثة مراجعات اوراق سرد ابحث في هذا العدد ارشيف الاعداد للاشتراك في القائمة البريدية للمراسلة توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى عناية رئيس التحرير توجه جميع المراسلات الفنية الى عناية مدير وحدة الانترنت Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
أدرك العديد من البشر من تعاليم غاري معرفة ما يعرفونه وإدراك ما يمكنهم اختياره ولم يدركوا أبدًا أنهم يمكنهم الاختيار، ويكمن في جوهر تعاليمه تحول مسارات الوعي، وبعد إدراك أنّ زيادة الوعي لدى الناس يمكن أن تغير اتجاه حياتهم ومستقبل الكوكب، فإن إنشاء وتوسيع Access Consciousness بواسطة غاري كان مدفوعًا بشكل أساسي بفكر واحد، وهو ماذا يمكن فعله لمساعدة العالم. [3]
إنها التجربة الكلية للإنسان والتي أفضت إلى استقلال الوعي عن الموضوع المفكر فيه. مرة أخرى نتحدث عن التجربة كتجربة كلية الوعي أحد عناصرها، فالإنسان يعيش في العالم كتجربة والوعي هو تجربة أصلاً. إنه وحدة العناصر البيولوجية والنفسية والعقلية والمعاشية والأخلاقية إلخ. إن الوعي وقد صار تصورات ورؤى ونظريات وأيديولوجيات أخذ صيغة العالم الموضوعي بالعلاقة مع الإنسان وصار هذا العالم بدوره موضوعاً للتفكير، موضوعاً للتقويم، بل وانتج صراعات الوعي وتناقضاته. صار فاعلاً أساسياً في الحياة الكلية، صار الوعي مُفَسراً ومفَسراً بآن معاً. خذ ظاهرة الاستشهادي وحللها. الاستشهاد شكل من وعي العالم، الاستشهاد ظاهرة واقعية: يقوم الإنسان بالتضحية بذاته لتحقيق هدف يحوز قيمة أكبر من ذاته. السبب الواقعي للاستشهاد: الوطن محتل معتدى عليه ولا كرامة للإنسان في وطن ليس حراً من الاغتصاب. أو أن هناك فكرة لن تتحقق إلا بالتضحية من أجلها. كيفية قياس درجة وعي المريض .. " جدول مقياس غلاسكو للغيبوبة " | المرسال. لكن هذا السبب الواقعي المفسر للاستشهاد ولا قيمة له دون الوعي الذي تكون لدى الاستشهادي، فلو أن هذا السبب الواقعي يفسر الاستشهاد لصار كل الناس في الوطن استشهاديين، وهذا غير حاصل، فوعي الاستشهادي شرط ضروري لواقعة الاستشهاد، إيمانه بالجهاد، أيمانه بالجنة، إيمانه بأن استشهاده أمر إلهي حاضر حضوراً عميقاً في وجدانه، وعيه يدفعه إلى الاستشهاد لكن الاستشهاد ما كان ليتحقق واقعياً دون شروط واقعية حولت وعيه إلى ممارسته.
نشأت التصورات المتعددة حول العالم. فالانتقال من الشر الواقعي إلى الشر كتصور هو انتقال من العلاقات السببية الواقعية - اليومية إلى العلاقات السببية كمبدأ مفسر. الشر هو وعي كلي للشر الواقعي وإنه المفسر لوجود الشر الواقعي. تماماً الموت الذي يفسر للإنسان القديم وجود الموت. إن وعي الشر ووعي الموت هو وعي لواقع الشر واقع الموت، ومتجاوز لواقع الشر والموت كتجربة واقعية. هذا التجاوز ما كان ليكون لولا الفاعلية المستقلة للتفكير الذي بدوره أشاد أشكال الوعي المختلفة بالعالم. وهكذا حاز الوعي بدورة على استقلاله وأصبح عالماً شبه معند لا يتغير ميكانيكياً بتغير الواقع الموضوعي. من هنا نفهم حضور تنوع أشكال الوعي لدى الناس الذين يعيشون معاً في واقع محدد تاريخياً. ما هو الكوع وما هو البوع. فمن البشر الذين يعيشون عصر المركبات الفضائية يعتقد بالأرواح الخفية والسحر والأبراج ومنهم من حسم أمره وتجاور هذا الاعتقاد وبنظره طبيعية - علمية. كيف نفسر حضور الوعي العلمي والوعي ما قبل العلمي لدى سكان بناية في مدينة نيويورك أم دمشق؟ كيف نفسر الواقعية التالية: أب يأخذ أبنه المريض نفسياً إلى المشعوذ ليخرج الجن الساكنة فيه وأخر يأخذه إلى الطبيب، وهما يعيشان في عصر واحد وبحي واحدة.
إن المرء يبحث عن القوة، سواء أكانت قوة الجسم والبدن، أو قوة العدة، أو كثرة العدد، أو كثرة الرزق بالمال والزرع والولد، وحين نتجاوز القوة إلى نتيجتها نجد أنها تثمر العزة، وهي نتيجة عظيمة بلا شك، فمن كان قوياً صار عزيزاً مرهوب الجانب. ومن ناحية أخرى، فحين نتجاوز قوة الفرد إلى قوة الجماعة والأمة، نجد أيضاً قوة الفرد سبب لقوة الأمة، وبالتالي سبب لعزها واستقلالها، بل حاجة الأمم الأخرى إليها. استغفروا ربكم ثم توبوا اليه من. إن أحد أسباب القوة التي يجب أن تنظر إليها الأمة هذا اليوم عودتها إلى الاستغفار، وبالتالي عودتها إلى دينها وكتابها وسنة نبيها محمد _صلى الله عليه وسلم_. وفي مقابل ذلك فحين أرادت الأمة استمداد قوتها من غير الله _تعالى_ وبدأت تلتفت ذات اليمين مرة وذات الشمال أخرى فقدت مقومات بقائها وعاشت ذليلة مهانة. 5- دوام النعم واستمرارها: هذا نبي الله صالح – عليه السلام – يخاطب قومه قائلاً: " يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ" (هود: من الآية61) يمتن نبي الله صالح على قومه بأن الله _سبحانه وتعالى_ أنشأهم من الأرض، واستخلفهم فيها، وأنعم عليهم بالنعم الظاهرة والباطنة، ومكنهم فيها يبنون ويغرسون ويزرعون ما شاؤوا، وينتفعون بمنافعها، ويستغلون مصالحها.
وفي المدينة المنورة أدى جموع المصلين اليوم صلاة الاستسقاء في المسجد النبوي الشريف يتقدمهم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة،حيث أمّ المصلين فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور صلاح بن محمد البدير الذي بين في خطبته أن طمأنينة النفس وقرة العين وسكينة الفؤاد وسعادة الروح أن يكون العبد منكسراً بين يدي مولاه متذللاً لعظمته. وقال فضيلته:"من كملت عظمة الحق تبارك تعالى في قلبه علم قدر نفسه وافتقاره إلى خالقه في كل طرفة عين وانتباهتها وأن الله هو المنفرد بالغنى وحده لا شريك له ، * فحسبنا الله لما انابنا إياه نرجو وبه نستعين فإذا انحبست الأمطار وجفّت العيون والآبار وعطشت النخيل والأشجار وأصبحت الأرض هامدة يابسة متطامنة قد انصاحت جبالها ويبست رياضها واغبرّت دروبها فلا يملك غياثها إلا الربّ الكريم الذي يدبر أمر الخلائق ولا يشغله شأن عن شأن ولا تغلّظه المسائل ولا يتبرم بإلحاح الملحين ولا يلهيه تدبير الكبير عن الصغير بقدرته العظيمة ومنّته العميمة ". وأضاف " العطايا من فضله تُرتَقَب، وهو المرجوُّ لكشف الكُرَب، فكم مِنَح أعطا، وكم مِحنٍ كفى، له الحمدُ والشكرانُ والمنُّ أجمعُ، يعفو ويمحو ويصفح ، ويغفر ويستر ويمنح "، مبيناً أنه بالاستغفار تكفّر الذنوب السالفة والخطايا السابقة ، ومن أكثر الاستغفار يسر الله رزقه وسهّل عليه أمره وحفظ عليه شأنه.
6- أمر المسلمون جميعاً بالمسارعة والمسابقة إلى المغفرة، يقول _تعالى_: "وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ... " (آل عمران: من الآية133)، ويقول _تعالى_: " سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ... " (الحديد: من الآية21). 7- يمكن أن تنال المغفرة بأمور كثيرة، أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: أ- الإيمان: " وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ... " (المائدة: من الآية9). ب- التقوى: "إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ... " (الأنفال: من الآية29). استغفروا ربكم ثم توبوا اليه يكون. ت- الجهاد: "وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً دَرَجَاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً... " (النساء: 95، 96). ث- التوبة: " فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ... " (غافر: من الآية7) ج- الخشية: "إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ... " (يّـس: من الآية11) ح- الصبر: " إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ... " (هود: من الآية11).