كان يشعر بالغربة لأنه لايعرف هذه الغرفة ولايعرف أثاثها كما في بيته في القرية ومع ذلك أحب المكوث لأنه يعلم أنه إنما جاء ليلقي نفسه في بحر العلم فيشرب منه ما شاء الله له أن يشرب.. وفي الأزهر كان يمشي سعيدا يخفف خطوه على هذه الحصر البالية التي تنفرج أحيانا عما تحتها من الرض كأنما تريد أن تتيح لأقدام الساعين عليها شيئا من البركة!!!!! وبدأ يدرس.. الحديث والنحو والفقه في عامه الأول. ولكنه عاش مع أخيه حياة لم تكن تخلو من عذاب ، فبعد عوته من درسي الفجر والصبح كان أخوه وأصحابه يتناولون إفطارهم كل يوم فلايقدر على مجاراتهم في أكلهم أو في حديثهم...... ثم يذهب به أخوه لدرس الظهر ثم يعود به إلى مكانه في الغرفة قبيل العصر بقليل ثم ينصرف عنه إلى أصحابه فينفقون وقتا طويلا أو قصيرا في شيء من الراحة والدعابة والتندر بالشيوخ والطلاب... ويبقى هو وحيدا في تلك الغرفة حتى يؤذن المغرب فيذهب أخوه إلى درسه ويتركه وحده أيضا يقضي هذا الوقت من نهاره وليله لايعرف النوم ولايعرف السلوى وإنما يعرف عذاب الوحدة والخوف. ملخص رواية طه حسين - الأيام نشأ الأديب والناقد المصري طه حسين المُلقب " عميد الأدب العربي. أقبل اليوم المشهود وسيذهب الصبي بعد درس الفقه إلى الامتحان في حفظ القرآن لينتسب إلى الأزهر رسميا ، وهناك.. دعاه أحد الممتحنين بقوله: " أقبل يا أعمى "!
فضلًا شارك في تحريرها. ع ن ت
التعريف بكتاب الأيام كتاب الأيام هو سيرة ذاتية للأديب طه حسين.
الاشتراك في فيديوهات قناة RT. فالوالد الشيخ كان يريد لابنه الضرير أن يقتدي بالشقيق الأكبر الذي كان يدرس العلوم الدينية في الجامع الأزهر بالقاهرة.