والموجات الصوتية لا تتحرك في الفراغ، فهي تحتاج إلى وسط من الهواء أو السوائل كالماء أو الجوامد كي تتحرك فيه، وتتحرك الموجات الصوتية في الهواء بسرعة تُقدر بنحو 1200 كيلو متر في الساعة عند مستوى سطح البحر، ومع زيادة كثافة الوسط الذي تتحرك فيه الموجات الصوتية، فإن سرعتها تزداد بصورة مطردة حتى تصل إلى 4800 كيلو متر في الساعة في الأوساط المائية، وإلى أضعاف تلك السرعة في الجوامد ( [1]). ولقد أشار العلماء إلى ما تحدثه الضوضاء من تأثير على صحة الإنسان النفسية؛ إذ إن التعرض أو الاستماع لأصوات عالية- والتي تُذكر تحت اسم "الشدة الضوضائية"- تؤدي إلى التوتر، والتوتر عامل مسبِّب للمرض النفسي واضطرابات أخرى مصاحبة؛ منها: · الصداع. · القلق. · الغثيان. · عدم الاستقرار. اية ان انكر الاصوات لصوت الحمير - الطير الأبابيل. · التقزز. · الفشل الجنسي. · فقدان التحكم الحسي. · تغيرات في المزاج والعاطفة. · حب الجدل (حتى في الأمور التافهة). · اللامبالاة (وهذا عامل غير متوقع يعمل على زيادة القابلية للاضطرابات السيكولوجية). وقد تم التوصل إلى كل هذه النتائج مجتمعة في الدراسة التي أجراها كوهين وزملاؤه ميللر واستراكهوف 1966م- 1969م. فلا شك أن التلوث الصوتي أو الضوضائي، ويُراد به الضجيج والضوضاء والأصوات العالية تؤذي السمع، وتتعب الأعصاب، وتشوِّش على العقل، وتقلق الراحة، وتطرد النوم، وتؤثر في حياة الإنسان تأثيرًا سيئًا، وخصوصًا المرضى والأطفال، والذين يشتغلون بالعلم والفكر ويحتاجون أبدًا إلى الهدوء ( [2]).
إن أنكر الأصوات لصوت الحمير قال تعالى: ((ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا، إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاء خَفِيّاً)) الآيات 2 + 3 من سورة مريم. أنكر الأصوات | الشرق الأوسط. والخفاء لا يعني أنك تختفي وأنت تعبد الله، ولكن يعني الأدب والخوف من الله وأنت تعبده، كما قال الله تعالى: ((وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ)) سورة الأعراف آية 56. وحذر الله من الصوت العالي في الصلاة والدعاء، كي لا تذهب أعمالنا ونصبح في عداء مع الله بسبب هذه الطريقة في الدعاء أو الصلاة، وجاء التحذير من الله في هذا الموضوع في كثير من الآيات، يقول تعالى: ((ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ)) سورة الأعراف آية 55. ويقول تعالى أيضاً للتأكيد على هذا الموضوع: ((وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ)) سورة لقمان آية 19 وهذا تحذير من الله إلى الذين آمنوا أن لا يرفعوا صوتهم حتى على صوت النبي، فما بالك حين يرفعون صوتهم على الخالق؟!... يقول تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ)) سورة الحجرات آية 2.
ولا تفعلوا كما فعل بنوا إسرائيل من قبل حين قالوا سمعنا وعصينا، أم أنكم مستكبرين على كلام الله في القرآن متبعين غيره؟!.. ولذلك أصبح بينكم وبين القرآن عداوة، أعتقد لا يوجد فرق بين أي مسلم لا يتبع ما أمر الله به في القرآن وبين من قالوا سمعنا وعصينا، وأكبر دليل عند أغلبية المسلمين أنهم يقولوا سمعنا وعصينا هم من حاملي المسابح التي يسبحون بها الله، وقد نهى الله عن ذلك، يقول تعالى: ((وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلاَ تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ)) سورة الأعراف آية 205.