وفي خصوص سؤالك فإن من شك في استيعاب غسل العضو في الوضوء فإن كان في أثناء غسل العضو فليتأكد من استيعاب غسله فيغسله ويزيل الشك ويغسل ما بعده لأن الترتيب فرض في الوضوء، وإن شك بعد انتهاء الوضوء فلا يلزمه إعادة الوضوء، لا سيما إذا كان المتوضئ يغلب عليه الشك والوسوسة ـ لأن الأصل في المسلم أنه يتوضأ وضوءا كاملا، فلا يلتفت إلى الشك ولا يفتح على نفسه باب الوسوسة. جاء في حاشية البجيرمي من كتب الشافعية: ولو شك في تطهير عضو قبل الفراغ طهره وما بعده أو بعد الفراغ لم يؤثر... انتهى. وقال الشيخ ا بن عثيمين في الشرح الممتع: قطع نية العبادة بعد فعلها لا يؤثر، وكذلك الشك بعد الفراغ من العبادة، سواء شككت في النية، أو في أجزاء العبادة فلا يؤثر إلا مع اليقين.. ما يترتب على الشك في العبادة قبل الفراغ منها أو بعده - إسلام ويب - مركز الفتوى. والشك بعد الفعل لا يؤثر وهكذا إذا الشكوك تكثر.. انتهى. وجاء في شرح فتح القدير من كتب الحنفية: شك في بعض وضوئه قبل الفراغ فعل ما شك فيه إن كان أول شك وإلا فلا عليه، وإن شك بعده فلا مطلقا... انتهى. وإذا كان العضو الذي شك في استيعاب غسله هو الرجل اليسرى آخر أعضاء الوضوء غسلا فلا نرى مانعا من أن يغسله ثانيا ليزيل الشك حتى ولو نوى قطع الوضوء فيغسله بنية جديدة.
فغي "القواعد" لابن رجب (ص: 340) "إذا شك بعد الفراغ من الصلاة أو غيرها من العبادات في ترك ركن منها فإنه لا يلتفت إلى الشك، وإن كان الأصل عدم الإتيان به وعدم براءة الذمة لكن الظاهر من أفعال المكلفين للعبادات أن تقع على وجه الكمال فيرجع هذا الظاهر على الأصل، ولا فرق في ذلك بين الوضوء وغيره على المنصوص عن أحمد" وقال السبكي في "الأشباه والنظائر" (2/ 333)": "الصحيح أن من شك -بعد الفراغ من الصلاة- في ترك شيء منها لا يلزمه إعادته ما لم يتيقن وجوب الإعادة؛ فإذا أعاد صلاة واحدة صار شاكًا في وجوب إعادة البواقي". والذي يظهر أن ما ينتابك من شكوك ، هو من وساوس الشيطان ، والتي تعالج بقطعها والإعراض عنها، وعدم الا سترسال معها، وألا تلتفتي إليها، وأن تتجاهلينها، وألا تعيرها أي اهتمام،. وداومي على قراءة القرآن بتدبر، وأداء العبادات في وقتها، والمداومة على الأذكار ، وقطع جميع الخطرات،، والله أعلم. حكم من شك في عدد السجدات. 10 4 108, 870
الشَّكُّ بعدَ السَّلامِ لا يؤثِّرُ في الصلاة، وهو مذهبُ الحنفيَّة [3018] ((تبيين الحقائق)) للزيلعي، مع ((حاشية الشلبي)) (1/199)، وينظر:((اللباب في شرح الكتاب)) لعبد الغني الميداني (1/98). ، ومشهورُ مذهبِ الشافعيَّة [3019] ((المجموع)) للنووي (4/116)، ((مغني المحتاج)) للشربيني (1/210). ، والحنابلة [3020] ((كشاف القناع)) للبهوتي (1/407)، وينظر: ((الكافي)) لابن قدامة (1/282). ، وقولٌ للمالكيَّة [3021] ((حاشية الدسوقي على الشرح الكبير للدردير)) (1/275)، ((حاشية العدوي)) مع ((شرح مختصر خليل)) للخرشي (1/311). وذلك للآتي: أوَّلًا: لأنَّ الظاهرَ وقوعُ الصَّلاةِ عن تمامٍ [3022] ((مغني المحتاج)) للشربيني (1/210). ثانيًا: لأنَّا لو اعتبرْنا حُكمَ الشكِّ بعدَها شقَّ ذلك وضاقَ [3023] ((المجموع)) للنووي (4/116). انظر أيضا: المَبحَثُ الأوَّل: الشكُّ في عددِ الركعاتِ.
تاريخ النشر: الثلاثاء 9 رمضان 1434 هـ - 16-7-2013 م التقييم: رقم الفتوى: 213679 46411 0 277 السؤال إذا كان شخص كثير الشك في الصلاة، ويقوم بما يرى أنه يتجه إليه دون أن يفكر، فمثلا إذا لم يعرف في أي ركعة هو ولم يعرف إذا قال التشهد أم لا؟ فإنه يقوم بالفعل الذي يرى جسده يتوجه إليه دون أن يفكر، فهل تلزمه الإعادة؟ وماذا إذا كان ليس متأكدا أنه كان في كل تلك الصلوات كثير شك؟ وبشكل عام فإن كثيرا من الصلوات في حياته شك فيها، وهو في غالب الأحيان موسوس. الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فالذي عليه جمهور أهل العلم أن من شك في شيء من أمر الصلاة فليبن على الأقلّ، لأنه هو المتيقن، فمن شكّ هل هو في الركعة الثانية أو الثالثة فليجعلها الثانية، وخالف في هذا شيخ الإسلام ابن تيمية فرأى أنه يبني على ما ترجح عنده إن كان عنده غلبة ظن وترجيح، وراجع لهذا المعنى الفتوى رقم: 125654. لكن من كان كثير الوسوسة ـ كمن ذكرت ـ فلا ينبغي أن يلتفت إلى الوساوس، وعلى هذا، فلا تلزمه الإعادة، جاء في فتاوى نور على الدرب للشيخ العثيمين: إذا شككنا في وجود شيء، أو عدمه، فالأصل العدم، وعلى هذا، فالأصل عدم الجلوس فيسجد، ولكن نلاحظ أنه إذا كان الإنسان كثير الشكوك، فإنه لا يعتبر هذا الشك، لأن كثرة الشكوك تؤدي إلى الوسواس، فإذا أعرض عنها الإنسان وتركها، فإن ذلك لا يضره، لأن الشك لا يعتبر إذا كثرت الشكوك مع الإنسان لا في صلاته ولا في وضوئه.
فوائد القدوة الحسنة من المعروف أنَ الإنسان يتعلم بالمحاكاة؛ أي بالتقليد، وبهذا تشكل القدوة الحسنة نموذجاً إيجابياً يحتذى به، وتلعب دوراً في إلهام الآخرين للسير في طريق النجاح والتميز؛ بسبب ما تتركه من أثر طيب، وحسن لدى الناس، مما يجعلهم يرغبون في اتباع القدوة الحسنة ونشر فضائلها بين الناس عامة، وهذا يساهم في عمل الخير، ونشر السلوك الإيجابي في المجتمع، ويعمل على نبذ العمل السيء الذي يضر بصاحبه وفي المجتمع. فوائد القدوة الحسنة وميزاتها تعزيز السلوك الإيجابي تعتبر القدوة الحسنة وسيلة من وسائل تعزيز السلوك الإيجابي عند الأطفال، وحتى البالغين، وذلك لما تحمله من دروس مستفادة، والتعلم من خبرات الغير، دون الحاجة إلى لوم الطفل أو البالغ على سلوك خاطئ قام به، ومثال على ذلك عندما يقوم الطفل بسلوك سيء، يتم سرد قصة واقعية لأحد الأشخاص الناجحين والمؤثرين الذين مروا بنفس الموقف، وتصرفوا بطريقة إيجابية. الإلهام القدوة الحسنة تعمل على إلهام الآخرين، وإعطائهم صورة حسنة عن ذاتهم وإمكانياتهم، مما يساعدهم على مقارنة أنفسهم بالقدوة الحسنة، والعمل على الاقتداء بها. نشر الفضيلة والخير تناقل قصص ومواقف الأشخاص الناجحين والمؤثرين، والذين قاموا بسلوكيات إيجابية، ومواقف سامية؛ خاصة الذين خاضوا تجارب صعبة، وتحديات كبيرة في حياتهم، واستطاعوا مواجهتها بطرق إيجابية، يساعد على نشر الفضيلة، ويعزز أهمية السلوك الحسن في الأسرة، والمجتمع.
أسلوب فعال أكثر من المحاضرات، والتوجيهات اللفظية عادةً ما يرفض الناس الإصغاء إلى المواعظ، والحكم التي يقدمها لهم الغير، خاصة الأطفال والمراهقين، حيث يشعرون بالضجر من توجيهات ذويهم لهم، ويشعرون أنَ هذه التوجيهات تنتزع حريتهم بالاختيار، لذا من الممكن عرض بعض من نماذج الأعمال سامية، والمواقف الإيجابية، والتي تحمل صفات محببة مثل الكرم، والشجاعة، وحب الغير، والتي قام بها أحد الذين يعتبرون قدوة حسنة للناس على الأطفال والمراهقين، وهذا يساعدهم في القدرة على تحليل الموقف والرغبة في تقليده. وسيلة فعالة لتعديل السلوك عند الأطفال الأطفال لا يتعلمون بالتوجيهات والأوامر، فهم يتعلمون كل شيء في مراحل نموهم الأولى من محيطهم، مثل الأهل والأقارب، وغيرهم ممن يتواجدون معهم باستمرار، لذا يجب على الأهل أن يكونوا القدوة الحسنة الأولى في حياة أطفالهم. وسيلة تواصل فعالة مع الأطفال الذين يعانون من صعوبات تعلم، ومشاكل في الإدراك الأطفال الذين يعانون من مشاكل في الإدراك، وصعوبات تعلم، يصعب عليهم فهم توجيهات الأهل والمعلمين، لذا ينصح بأن يقدم الأهل والمعلمين نموذجاً للسلوك الذي يرغبوا بأن يعلموه لهؤلاء الأطفال، ومن هنا يلعب الأهل والمعلمين دور القدوة الحسنة أمامهم، ويقومون بتصرفات إيجابية ليتعلموا منها، مثل أن يقوم الأهل بترتيب سريرهم أمام الطفل، فيتعلم منهم أنّ هذا الأمر يجب أن يفعله كل من يستيقظ من سريره، وهكذا.