مشاركات جديدة عضو نشيط تاريخ التسجيل: 26-10-2012 المشاركات: 271 ان المتقين في جنات وعيون!!
وقوله تبارك تعالى: فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ أي: إنما يسرنا هذا القرآن الذي أنزلناه سهلًا واضحًا بينًا جليًا بلسانك الذي هو أفصح اللغات، وأجلاها، وأحلاها، وأعلاها لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ أي: يتفهمون، ويعملون.
كلمة «حقّ» هنا هو إمّا لأنّ الله أوجب ذلك عليهم: كالزكاة والخمس وسائر الحقوق الشرعية الواجبة، أو لأنّهم التزموه وعاهدوا أنفسهم على ذلك، وفي هذه الصورة يدخل في هذا المفهوم الواسع حتّى غير الحقوق الشرعية الواجبة. ويعتقد بعض المفسّرين أنّ هذه الآية ناظرة إلى القسم الثاني فحسب، فهي لا تشمل الحقوق الواجبة.. لأنّ الحقوق الواجبة واردة في أموال الناس جميعاً، المتّقين وغير المتّقين حتّى الكفّار. فعلى هذا حين يقول القرآن: (وفي أموالهم حقّ) فإنّما يعني أنّه إضافة إلى واجباتهم وحقوقهم أوجبوا على أنفسهم حقّاً ينفقونه من مالهم في سبيل الله للسائل والمحروم. إلاّ أنّه يمكن أن يقال أنّ الفرق بين المحسنين وغيرهم هو أنّ المحسنين يؤدّون هذه الحقوق، في حين أنّ غيرهم ليسوا مقيدين بذلك. كما يمكن أن يقال في تفسير الآية أنّ المراد بالسائل في ما يخصّ الحقوق الواجبة، لأنّه يحقّ له السؤال والمطالبة بها.. والمراد بالمحروم في ما يخصّ الحقوق المستحبّة إذ ليس له حقّ المطالبة بها. ان المتقين في جنات وعيون ادخلوها بسلام. ويصرّح «الفاضل المقداد» في كتابه «كنز العرفان» أنّ المراد من قوله: (حقّ معلوم) هو الحقّ الذي ألزموه أنفسهم في أموالهم ويرون أنفسهم مسؤولين عنه.
{ { لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ}} ما فيه نفعهم فيفعلونه وما فيه ضررهم فيتركونه. { { فَارْتَقِبْ}} أي: انتظر ما وعدك ربك من الخير والنصر { إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ} ما يحل بهم من العذاب وفرق بين الارتقابين: رسول الله وأتباعه يرتقبون الخير في الدينا والآخرة، وضدهم يرتقبون الشر في الدنيا والآخرة. #أبو_الهيثم #مع_القرآن 2 0 17, 319
34ـ الالتزام بوصية الله لكلّ من آمن به: وذلك لما في تقوى الله من الخصال الحميدة والخير المطلق: ( وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ اُوتُوا الكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإيَّاكُمْ أنْ اتَّقُوا اللهَ)
أي ما أعطاهم من الخير والكرامة فهم يتلقّون هذه المواهب الإلهيّة بمنتهى الرضا والرغبة والشوق.. ويعقّب القرآن في ختام الآية بأنّ هذه المواهب وهذا الثواب كلّ ذلك ليس إعتباطاً بل (إنّهم كانوا قبل ذلك محسنين) يعني قبل يوم القيامة والدخول إلى الجنّة أي في عالم الدنيا و «الإحسان» هنا يحمل معنى وسيعاً بحيث يشمل طاعة الله والأعمال الصالحة الاُخر أيضاً. فهم يفعلون الطاعات ويحسنون إلى غيرهم بضروب الإحسان والآيات التالية تبيّن كيفية إحسانهم، فتعرض ثلاثة أوصاف من أوصافهم فتقول: أوّلا: (كانوا قليلا من الليل ما يهجعون). كلمة «يهجعون» مشتقّة من الهجوع: ومعناه النوم ليلا.. قال بعضهم المراد من هذا التعبير أنّهم كانوا يقظين يحيون أكثر الليل أو يحيون الليل.. وينامون قليلا منه. الباحث القرآني. ولكن حيث أنّ هذا الحكم والدستور الشرعي بصورته العامّة والكليّة للمحسنين والمتّقين يبدو بعيداً، فلا يناسب هذا التّفسير المقام، بل المراد أنّهم قلّ أن يناموا تمام الليل، وبتعبير آخر إنّ الليل هنا المراد منه العموم والجنس. فعلى هذا فهم كلّ ليلة يحيون قسماً منها بالعبادة وصلاة الليل. أمّا الليالي التي يرقدون فيها حتّى مطلع الفجر.. وتفوت عليهم العبادة فيها كليّاً.. فهي قليلة جدّاً.