وبه تعلمين أن ما أفتتك به هذه المرأة قول معتبر موافق لمذهب المالكية. حكم مس الحائض للمصحف مجزءاً كحكم مسه كاملاً - إسلام ويب - مركز الفتوى. وأما قراءة الحائض من المصحف ومسها له من غير تعلم، أو تعليم: فلا يجوز عند الجماهير إلا أن تمس المصحف بحائل، والراجح عندنا أنه يجوز للحائض أن تقرأ القرآن، لكن لا يجوز لها مس المصحف، وهذا مذهب المالكية واختيار شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ وعليه؛ فإن كنت قرأت القرآن من المصحف مع مسه من غير حائل فقد أخطأت على الراجح عندنا، وهو قول الجماهير، وأما نفس القراءة من غير مس المصحف فهي جائزة ـ كما بينا ـ وأما إن كنت قرأت بقصد التعلم من المصحف عملا بفتوى تلك المرأة، فلا حرج فإنه قول لبعض العلماء ـ كما مر ـ وراجعي الفتاوى التالية أرقامها: 122876 ، 133616 ، 143381. وأما إن كان مقصودك المرض المعلوم، فإن المريض كالصحيح يجوز له أن يقرأ القرآن بلا إشكال، ويجب عليه إذا أراد مس المصحف أن يتوضأ، وإن عجز عن استعمال الماء تيمم ومس المصحف. والله أعلم.
وجوَّده ابن الملقِّن في ((شرح البخاري)) (5/26)، وحسَّنه ابن حجر في ((موافقة الخبر الخبر)) (2/386)، وصحَّحه ابن باز في ((مجموع الفتاوى)) (24/336)، والألباني في ((إرواء الغليل)) (122). ورواه مالكٌ في ((الموطَّأ)) (2/278)، والبيهقيُّ في ((معرفة السُّنن والآثار)) (1/318) (212) من حديث عبدالله بن أبي بكر بن محمَّد بن عمرو بن حزم في كتابه المشهور. حكم مس المصحف للحائض - موضوع. قال ابن عبدِ البَرِّ في ((التمهيد)) (17/396): الدَّليل على صحَّة الكتاب تلقِّي جمهور العلماء له بالقَبول. وقال ابن دقيق العيد في ((الإلمام)) (1/87): مرسل، ومِن الناس مَن يُثبت هذا الحديث بشُهرة الكتاب وتلقِّيه بالقبول، ويرى أنَّ ذلك يُغني عن طلب الإسناد. وصحَّحه الألباني مرسلًا في ((أداء ما وجب)) (110) وقال: إلَّا أنَّه جاء موصولًا. وجه الدَّلالة: أنَّ الطَّاهِرَ هو الطاهِرُ من الحدَثين: الأصغَر والأكبَر، ومن ذلك الطَّهارةُ مِن الحَيضِ قال إسحاق بن راهويه: (لا يقرأ أحدٌ في المُصحَفِ إلَّا وهو متوضِّئٌ، وليس ذلك لقولِ اللهِ عزَّ وجلَّ: لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ **الواقعة: 79**، ولكِن لِقَولِ رَسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((لا يمسَّ القرآنَ إلَّا طاهِرٌ)). )
وقد دل الدليل ههنا أن المراد به غيره لحديث: " المؤمن لا ينجس " ولو سلم عدم وجود دليل يمنع من إرادته لكان تعيينه لمحل النزاع ترجيحاً بلا مرجح، وتعيينه لجميعها استعمالاً للمشترك في جميع معانيه وفيه الخلاف، ولو سلم رجحان القول بجواز الاستعمال للمشترك في جميع معانيه لما صح لوجود المانع وهو حديث: " المؤمن لا ينجس ". قال السيد العلامة محمد بن إبراهيم الوزير: "إن إطلاق اسم النجس على المؤمن الذي ليس بطاهر من الجنابة أو الحيض أو الحدث الأصغر لا يصح لا حقيقة ولا مجازاً ولا لغة، صرح بذلك في جواب سؤال ورد عليه، فإن ثبت هذا فالمؤمن طاهر دائماً فلا يتناوله الحديث سواء كان جنباً أو حائضاً أو محدثاً أو على بدنه نجاسة" (نيل الأوطار 1/243-244).. ثالثاً: دخول الحائض للمسجد: يجوز للحائض أن تدخل المسجد إن أمنت من تلويثه على الراجح من أقوال أهل العلم، وبهذا قال الإمام أحمد في رواية عنه، وهو قول المزني صاحب الإمام الشافعي، وبه قال الإمام داود وابن حزم الظاهريان. حكم قراءة القران للحائض - موضوع. واختار هذا القول العلامة الألباني كما في (تمام المنة في التعليق على فقه السنة ص 119). ويدل على الجواز البراءة الأصلية، لأن الأصل عدم التحريم ولم يقم دليل صحيح صريح على تحريم دخول الحائض للمسجد.
الحرص على الترتيل ، كما جاء في قوله تعالى: (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا) ؛ [١] فإنّه أخشع للقلب، ويبتعد عن السرعة بالقراءة؛ خشية تضييع شيءٍ من حروفه. استحباب للقارئ إذا مرَّ بآيةٍ فيها عذابٌ أن يستعيذ بالله منه، وإذا مرَّ بآية تنزيهٍ لله تعالى نزَّه ربّه بما أُثر من أذكار التنزيه. اجتناب الضحك والمزاح أثناء القراءة، وعدم قطع التلاوة للحديث إلا لكلامٍ اضطّر إليه كردِّ السلام. الحذر من كثرة الالتفات؛ فإنّها تشتّت الذهن، وخاصةً النظر إلى ما لا يحلّ النظر إليه. قراءة القرآن من المصحف أفضل منها غيباً؛ فالنظر في المصحف عبادةٌ. المراجع ^ أ ب سورة المزمل، آية: 4. ↑ لجنة الإفتاء (9-4-2009)، "حكم قراءة الحائض للقرآن ومسها المصحف" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 19-4-2018. بتصرّف. ↑ نوح القضاة (11-7-2012)، "سمع بعض العلماء يقولون بجواز قراءة القرآن للحائض والنفساء" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 19-4-2018. بتصرّف. ↑ سورة الواقعة، آية: 79. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 2990، صحيح. ↑ رواه الهيثمي، في مجمع الزوائد ، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 1/281، رجاله موثقون. ↑ سورة البقرة، آية: 156.