موقع شاهد فور

القابض على دينه كالقابض على الجمر

June 28, 2024

فنحن فعلا في زمن القابض على دينه كالقابض على جمر من النار، ولابد أن يخرج فجر جديد حتى يضع حدا وامتناع بعد أن سقط القناع. تصفّح المقالات

  1. جريدة الوطن | كالقابض على الجمر

جريدة الوطن | كالقابض على الجمر

قال: أما والله لقد سألت عنها خبيراً، سألت عنها رسول الله-صلى الله عليه وسلم-فقال: " بل ائتمروا بالمعروف، وتناهوا عن المنكر، حتى إذا رأيتم شحاً مطاع 3 وهوى متبعاً، ودنيا مؤثرة، وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بخاصة نفسك وَدَع عنك العوام فإن من ورائكم أيام الصبر فيهن مثل القبض على الجمر، للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلاً يعملون مثل عملكم " قال عبد الله بن المبارك: وزادني غير عتبة قيل يا رسول الله أجر خمسين منا أو منهم ؟ قال: " بل أجر خمسين منكم " 4 فهذه الأحاديث وغيرها تتكلم عن زمان يأتي بعد زمان رسول الله – صلى الله عليه وسلم– يكون فيه الصابر على دينه كالقابض على الجمر أو الشوك. فالجمر في يده و هو قابض عليه و محكم يده عليه، و هذا التشبيه يعكس مدى ما يقاسيه و يعانيه المؤمنون في ذلك الزمان في سبيل الاحتفاظ بدينه و تعاليمه، فالمغريات و الصعوبات تأتي من كل جهة، و تصل إليه و هو في مكانه، فالمتدين غريب في مجتمعه! بل و في بيته وعائلته!!. جريدة الوطن | كالقابض على الجمر. وإن زماننا الذي نعيشه اليوم هو داخل في هذه الأحاديث، حيث تجد الملتزم بدينه وعقيدته، كالقابض على الجمر حقاً لما يلاقيه من استهزاء، وسخرية، واتهامات، ونبذ من المجتمع، ولما يعايشه من الفساد الذي انتشر بجميع صوره وأشكاله، حيث استخدمت في نشره أحدث الطرق وأجمل الأساليب، فأصبح الناس بعيدون عن دينهم وعقيدتهم، فالذي يرونه على التزام في مظهره، وتدين في عبادته، ومخالف لما هم عليه من العادات الجاهلية، يلمزونه، ويسخرون منه، ويحاربونه، بل ويتعرض إلى أنواع من الأذى من قبل أبناء جلدته، وعشيرته، ومن أبناء الإسلام أنفسهم.

وفي الآبائية وعدم التطور حدث ولا حرج، فنحن "المسلمين" عصيون على التغير، ثابتون على ما وجدنا عليه آباءنا ولا نرى غضاضة في ذلك، ولا حاجة، ولا يضيرنا ما وصلت إليه أحوالنا طالما أن كل فرد منا يعيش سعيداً، ولا يريد ما يشكك بعقيدته فهو يؤدي الشعائر ولا يؤذي جاره ولا يسرق أموال الدولة، وبالتالي دعه مرتاحاً يبحث عن كفاف يومه، حتى إذا ما ظهرت داعش أو مثيلاتها اكفهر وغضب وأعلن أنها لا تمثل الإسلام، وتغاضى عما تبثه خطب الجمعة ومناهج المدارس في عقله وعقل غيره مما لا يتناقض مع ما فعلته داعش، ولا يحيد عنه قيد أنملة.

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]