موقع شاهد فور

ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين

June 26, 2024

﴿ تفسير القرطبي ﴾ قوله تعالى: ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم. قوله تعالى: ولنبلونكم أي نتعبدكم بالشرائع وإن علمنا عواقب الأمور. وقيل: لنعاملنكم معاملة المختبرين. حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين عليه. قال ابن عباس: حتى نعلم: حتى نميز. وقال علي - رضي الله عنه -. حتى نعلم: حتى نرى. وقد مضى في ( البقرة) وقراءة العامة بالنون في نبلونكم ونعلم ونبلو وقرأ أبو بكر عن عاصم بالياء فيهن. وروى رويس عن يعقوب إسكان الواو من ( نبلو) على القطع مما قبل. ونصب الباقون ردا على قوله: حتى نعلم وهذا العلم هو العلم الذي يقع به الجزاء; لأنه إنما يجازيهم بأعمالهم لا بعلمه القديم عليهم. فتأويله: حتى نعلم المجاهدين علم شهادة; لأنهم إذا أمروا بالعمل يشهد منهم ما عملوا ، فالجزاء بالثواب والعقاب يقع على علم الشهادة. أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم - مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام. ونبلو أخباركم: نختبرها ونظهرها. قال إبراهيم بن الأشعث: كان الفضيل بن عياض إذا قرأ هذه الآية بكى وقال: اللهم لا تبتلنا فإنك إذا بلوتنا فضحتنا وهتكت أستارنا. ﴿ تفسير الطبري ﴾ القول في تأويل قوله تعالى: وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ (31)يقول تعالى ذكره لأهل الإيمان به من أصحاب رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ) أيها المؤمنون بالقتل, وجهاد أعداء الله ( حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ) يقول: حتى يعلم حزبي وأوليائي أهل الجهاد في الله منكم, وأهل الصبر على قتال أعدائه, فيظهر ذلك لهم, ويعرف ذوو البصائر منكم في دينه من ذوي الشكّ والحيرة فيه وأهل الإيمان من أهل النفاق ونبلو أخباركم, فنعرف الصادق منكم من الكاذب.

أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم - مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام

فَتَرَكَ ثَدْيَهَا فَقَالَ اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَهَا. فَقَالَتْ لِمَ ذَاكَ فَقَالَ الرَّاكِبُ جَبَّارٌ مِنَ الْجَبَابِرَةِ ، وَهَذِهِ الأَمَةُ يَقُولُونَ سَرَقْتِ زَنَيْتِ. وَلَمْ تَفْعَلْ » فانظر هنا ( وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ) كم من إنسان ربما تمجده وسائل الإعلام، وتتكلم عنه، فمجرد الاغترار بالقيل والقال ،والتهريج والادعاء ، كل هذا لا يغير من حقيقة الأمر شيئاً؛ ولهذا قال الله تعالى: ( وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ) ، فالحقيقية ما يعلمه الله منك ، وليس ما يقوله الناس عنك. ولنبلونكم حتي نعلم المجاهدين منكم. أيها المسلمون والله سبحانه قد علم ما كان وما سيكون، وما لم يكن لو كان كيف يكون، قبل أن يخلق العباد ، فكل شيء يعلمه الله سبحانه وتعالى، من هم أصحاب الجنة، ومن هم أصحاب السعير، ومن يموت كبيراً، ومن يموت صغيراً، ومن يستحق كذا، ومن يستحق كذا، قال الله تعالى: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} [الصافات:96] فالله يعلم كل شيء سبحانه. وهنا يقول سبحانه: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ} [محمد:31] أي: حتى نظهر علمنا ذلك، فقد علمنا علم غيب ، والآن علم شهادة، وهو ظهور هذا الشيء الذي علمناه، ويقيناً سيكون ما علمناه عنكم، فالله عز وجل هو الذي خلق العباد، قال الله تعالى: {أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الملك:14].

تفسير و معنى الآية 31 من سورة محمد عدة تفاسير - سورة محمد: عدد الآيات 38 - - الصفحة 510 - الجزء 26. ﴿ التفسير الميسر ﴾ ولنختبرنكم- أيها المؤمنون- بالقتال والجهاد لأعداء الله حتى يظهر ما علمه سبحانه في الأزل؛ لنميز أهل الجهاد منكم والصبر على قتال أعداء الله، ونختبر أقوالكم وأفعالكم، فيظهر الصادق منكم من الكاذب. ﴿ تفسير الجلالين ﴾ «ولنبلونكم» نختبرنكم بالجهاد وغيره «حتى نعلم» علم ظهور «المجاهدين منكم والصابرين» في الجهاد وغيره «ونبلوَ» نظهر «أخباركم» من طاعتكم وعصيانكم في الجهاد وغيره بالياء والنون في الأفعال الثلاثة. ﴿ تفسير السعدي ﴾ ثم ذكر أعظم امتحان يمتحن به عباده، وهو الجهاد في سبيل الله، فقال: وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ أي: نختبر إيمانكم وصبركم، حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ فمن امتثل أمر الله وجاهد في سبيل الله لنصر دينه وإعلاء كلمته فهو المؤمن حقا، ومن تكاسل عن ذلك، كان ذلك نقصا في إيمانه. ﴿ تفسير البغوي ﴾ ( ولنبلونكم) ولنعاملنكم معاملة المختبر بأن نأمركم بالجهاد والقتال ( حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين) أي: علم الوجود ، يريد: حتى يتبين المجاهد والصابر على دينه من غيره ( ونبلو أخباركم) أي نظهرها ونكشفها بإباء من يأبى القتال ، ولا يصبر على الجهاد.

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]